آخر المواضيع المضافة

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

إذا أحببت أن تعرف قيمة الوقت والانضباط عند العلماء اقرأ هاتين القصتين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم .
أحببت أن أتحفكم إخواني وأبنائي بهاتين القصتين التي يتبين فيهما قيمة الوقت والعلم والانضباط عند الشيخ الألباني ؛حتى يعرف خصوم الشيخ العلامة الألباني أنه فريد زمانه ، وأوحد دهره وهذه أعماله شاهدة عليه ، ويعرفون قيمة الوقت والعلم عند الألباني ، وكيف أوقف حياته لتنقيح السنة والدفاع عنها وأهلها ، وهو تذكير أيضا لي ولأخواني طلاب العلم أن لا يضيعوا أوقاتهم فيما لا يعود عليهم بالنفع ، وأن يحرصوا على الاستفادة من أوقاتهم ، فالوقت هو الحياة ، إن ضاع ، ضاع منك جزء من حياتك ، والوقت أغلى من الذهب إن لم تحافظ عليه ذهب ، وقد أدرك شيخنا الألباني ذلك ، وما قصة الورقة الضائعة إلا نموذجا لحرصه وصبره ومثابرته رحمه الله .
طلبت من الشيخ الألباني -رحمه الله - في إحدى جلساتي معه بمكة أن أرحل إليه إلى عمان وأن ألتزمه وأصاحبه للأخذ عنه ، فاعتذر لي قائلا الذي يمكنني أن أعطيك من وقتي في آخر حياتي هو أن أخصك بخمس دقائق بين كل آذان وإقامة للصلوات ، فقلت يا شيخ هذا لا يكفي حتى لسؤال وجواب ، قال هو ذاك ...
أي حرص هذا ؟؟ يخاف أن يضيع منه الوقت فيفوته مشروعه الضخم (( السلسلتين الصحيحتين ))وغيرهما من الأعمال التي ابتدأها ويريد إكمالها ، ومع ذلك باغتته المنية ولم يكمل بعضا من المشاريع -رحمه الله- رحمه واسعة .
هكذا كان منضبطا بوقته حريصا على الاستفادة منه صابرا محتسبا في تنقيح السنة وغربلتها ، وكان منضبطا بما يقول ويَعِدُ، فمرة جاءني بعض الجزائريين وقد سمعوا أن الشيخ موجود في جدة ؛ فطلبوا مني أن أذهب معهم وأرافقهم إلى الشيخ ففعلت ، فلما وصلنا وجدنا أن الدرس قد انقضى وأن الحضور قد انصرفوا ؛ فطلبنا من صهره أن ندخل على الشيخ نقدم له بعض الأسئلة فقال : قد انتهى الوقت والشيخ يريد أن يرتاح قليلا ، فألح عليه الإخوة ، وقالوا لي كيف نأتي من الجزائر ولا نرى الشيخ الألباني وهو موجود ، وإذا فاتت هذه الفرصة لا نستطيع أن نقابله ، هذا صعب علينا ، وللعلم فإن أهل السنة في الجزائر يحبون الشيخ الألباني حبا شديدا وهذه شهادة لله ..
وعلى إصرار الإخوة طلبت من صهر الشيخ صاحب البيت مرة أخرى وقلت له هؤلاء جاءوا من الجزائر وأمنيتهم أن يلتقوا بالشيخ ويقابلوه ، فإذا كان الشيخ لا يسمح بالجواب على أسئلتهم فنريد منك أن تعرض عليه أن يسمح لنا بالسلام عليه فقط ، فاستأذن منه للسلام فأذن لنا ، فدخلنا عليه وبعد التسليم والسلام قال أحدهم وكله حرارة جزائرية وحماس فياض ؛ يا شيخ عندي سؤال واحد : فقال الشيخ ولا نصف سؤال جئتم مسلمين ولم تأتوا سائلين انصرفوا راشدين ..فسلمنا عليه وانصرفوا نرجوا الرشد من الله تعالى .
كتبه/الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق