آخر المواضيع المضافة

الجمعة، 1 فبراير 2013

[الخرباوي]:يجب أن يستكشف التاريخ هذه الفرضية، ما علاقة الإخوان بالماسونية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير النبيين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين

قال القياديّ السابق في (جماعة الإخوان المسلمين)، الخارج منها عام 2002م (ثروت الخرباوي) :

" انكببت في فترة من حياتي على القراءة عن الماسون والماسونيين،
وكان مما قرأته أن الأفراد العاديين للماسون لا يعرفون الأسرار العظمى لتنظيمهم العالمى، تلك الأسرار تكون مخفية إلّا على الذين يؤتمنون على الحفاظ على سريتها، وتكون هى الهيكل الذى يحفظ كيان الماسونية، وعند بحثى فى الماسونية اسْتَلْفَتَ نظرى أن التنظيم الماسونى يشبه من حيث البناء التنظيمى جماعة الإخوان، حتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحده فى التنظيمين!!.
وعندما كنت طالبًا في السنة النهائية بكلية الحقوق وقع تحت يدي طبعة قديمة لأحد كتب الشيخ محمد الغزالي، وإذ جرت عيني على سطور الكتاب وجدته يتحدّث عن أن المرشد الثاني حسن الهُضيبي كان ماسونيًّا! لم تتحمل عيني استكمال القراءة فأغلقت الكتاب ووقعت في حيرة مرتابة، كنت في هذه الفترة قد أحببتُ الإخوان وشغفت بتاريخهم، وكنت في ذات الوقت منشدهًا للشيخ محمد الغزالي وخُطبه وكتبه وطريقته الثائرة كان جيلي كله يعتبر الغزالي إمام العصر ومرشد العقل، لذلك كانت كلمات الشيخ
محمد الغزالي التي اتهم فيها المرشد الثاني حسن الهُضيبي بالماسونيةبمثابة صفعة على مشاعري، أيُهما أُصدّق؟ الإخوان الذين طهرهم الله فأصبحوا جماعة (( ربانية)) أم الشيخ الإخواني حتى النخاع، العالم الفقيه المجاهد الثائر المجدد محمد الغزالي؟ هل الغزالي يكذب؟! ويكذب علنًا أمام كل الناس!! هل كان حاقدا فأمسك معوله ليهدم الإخوان؟ أم أنه كان صادقا وكان الإخوان يعلنون غير ما يُسرّون؟ لم تنتهي حيرتي ولكن وضعتها في زاوية مهجورة من عقلي، لا أقترب منها أبدا ولا أتطرق إليها لا مع نفسي ولا مع آخرين، قررت ألّا أفتح هذا الكتاب أبدا، وكم كان سروري حين وضعتني الأقدار أمام هذا الموضوع نفسه بعد عدة أيام من إغلاقي الكتاب، وكأنما تأبى الأقدار إلا أن أُمعن النظر في ماسونية الإخوان، فقد دعاني الأخ خالد بدوي الذي كان أميرا للجماعة الإسلامية في كلية الحقوق لحضور ندوة في المدينة الجامعية للشيخ (( إبراهيم عزت)) الذي كان أميرا لجماعة التبليغ والدعوة في مصر آنذاك، وكان في ذات الوقت مقربا من الإخوان بحسبه كان في إحدى فترات عمره عضوا بالجماعة، وبعد الندوة تلقى الشيخ إبراهيم عزت سؤالا من أحد الحاضرين عن حقيقة اتهام الشيخ الغزالي لبعض قيادات الإخوان بالماسونية؟ وكان رد الشيخ أن هذا الكلام كتبه الشيخ الغزالي في ثورة غضب بعد خلاف بينه وبين الجماعة ثم إنه بعد أن هدأت ثائرته بعد ذلك بحذف هذه العبارات من الطبعات الجديدة للكتاب، بل إنه وقبل وفاة الأستاذ حسن الهضيبي زاره وسلم عليه وصلى خلفه، كانت إجابة الشيخ إبراهيم عزت مريحة لنفسي إلا أنها لم تكن كافية؛ ذلك أنها فتحت مجالا في عقلي لاتهام الشيخ الغزالي بالكذب وتلويث سمعة من خالفه في الرأي بغير حق! ولكنني فعلت ما انتويت عليه وهو أن يُغلق عقلي مع نفسي باب النقاش في عذا الموضوع.

ومرت سنوات وسنوات وهذا الموضوع من المحرمات التي لا يجوز أن أقترب منها أو أبحث فيها، بل إنني كنت أنظر ساخرا لمن يفتح هذا الموضوع وأنا أقول لنفسي
كيف يلتقي الدين مع اللادين؟ كيف يلتقي الإسلام الذي تعبر عنه جماعة ربانية بالصهيونية التي تحارب الإسلام وتحارب جماعة الإخوان؟ إلى أن تداخلت أحداث كثيرة في حياتي فأخذت أبحث عن الأصول الفكرية لجماعة الإخوان، كيف فكر حسن البنا في إنشاء الجماعة؟ ولماذا؟ وما هي الأدوات التي أمسك الإخوان بتلابيبها لكي يحققوا هدفهم الأعظم، وقتها وقعت تحت يدي مقالات كان الأستاذ سيد قطب قد كتبها في جريدة (( التاج المصري)) وأثناء بحثي عرفت أن هذه الجريدة كانت لسان حال المحفل الماسوني المصري!! وكانت لا تسمح لأحد أن يكتب فيها من خارج جمعية الماسون، وهنا عاد ما كتبه الشيخ الغزالي في كتابه (( ملامح الحق)) إلى بؤرة الاهتمام، خرج كتاب الغزالي من الزاوية المهجورة داخل عقلي إلى أرض المعرفة، الإخوان والماسونية!! عدت إلى الكتاب الذي قد عزمت على أن لا أعود إليه لأقرأ ما كتبه الشيخ فوجدته يقول في كتابه : (( إن سيد قطب انحرف عن طريق البنا وأنه لم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات
المقتدرة في الصف الأول من الجماعة المسماة الإخوان المسلمين إلا يوم قُتل حسن البنا في الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم، وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حُلّت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الإستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد، فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذا حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكنني لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته؟ وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة)).

هذا هو نص كلام الشيخ محمد الغزالي، لعله لم يتحسس كلماته وهو يكتب كتابه هذا إلا أنني وجدتني مضطرًّا ونحن في هذا الجو الاستثنائي المشحون من تاريخ مصر إلى أن أتحسس الكلمات، ولكن هل أنا الذي أكتب؟ أنا فقط أنقل ما كتبه الشيخ الغزالي، وأكتب تاريخ ما لم يُنكره التاريخ، هل قال التاريخ أن حسن الهُضيبي وحده هو الذي كان ماسونيًّا؟ أو إن سيد قطب ارتبط معهم بصلات وكتب في صحفهم؟ لا، مصطفى السباعي مراقب الإخوان المسلمين في سوريا كان ماسونيًّا هو الآخر، الموضوع جد خطير لا شك في ذلك، لا يجوز الدخول فيه بمجرد تخمينات أو شكوك، حتى إنني قررت حقيقة أن لا أخوض في هذا الموضوع، ولكن أأترك أمرا في مثل هذه الخطورة دون أن أفحصه وأتبين حقيقته؟ قد تكون نتيجة البحث في غير صالح الإخوان، وقد تكون النتيجة في صالحهم، وفي كلتا الحالتين يجب أن يستكشف التاريخ هذه الفرضية، ما علاقة الإخوان بالماسونية؟ "اهـ.

من كتاب [ ســـــرّ المـــــــعــــــبد الأسرار الخفيّة لجماعة الإخوان المسلمين] ص26-27-28


نقله أخوكم
خميس بن إبراهيم المالكي
المصدر