السؤال:
أحسن الله إليكم ،وهذه أخت سائلة تطلب منكم حفظكم الله تقديم نصيحة لأخواتنا في عدم التساهل في لباس صغيراتهن من البناطيل القصيرة التي تصل إلى فخذها، والملابس التي لا يرى فيها سمت المؤمنات، تقول وعلى أولياء الأمور مراقبة زوجاتهن وبناتهن وإن كن صغيرات في لباسهن ويتدبروا قوله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم ، 6] تقول :كما على الرجال الحاضرين منع أولادهم الدخول في المسجد عند النساء ويعودوهم من الصغر على غض البصر والتحرز من الاختلاط بالنساء ثم قالت أسأل الله أن نرى السلفية قولًا وعملا ؟
الجواب :
أولًا : يابنتي في قولك من المبالغة ما ليس فيه سمت السلفية ولا أهلها، خصوصًا قولك، إيش بعد (يا أيها الذين ) ؟ تقول : أسأل الله أن نرى السلفية قولًا وعملا ، هل أنت مكفرة ؟ ما أظنك ، لكن إطلاقك لسانك أوقعك في هذا المحذور، السلفية ولله الحمد موجودة قولًا وعملًا واعتقادا ، والفاسق الفسق كالزنى وشرب الخمر و عقوق الوالدين وقطيعة الرحم والقتل يابنتي لا يخرج من السلفية، هي فسقيات وقد يصل الأمر إلى إزهاق الروح في بعضها كما في شأن الزاني المحصن فتفطني يابنتي وأظنك بارك الله فيك عندك حماس وحب للسنة وحب لهداية الناس لكن ما أظنك تلقيتي هذا عن عالم سنة أو عالمة سنة، ما أظن ، فأنصحك يا بنتي بالدراسة بالجلوس إلى عالم وهذا تيسر في حق النساء فمن لا تستطيع أن تطلب العلم في المساجد لبعد الشقة أو لتحرجها من حيض أونفاس فيأتيها العلم في بيتها عن طريق الشبكة ، ارفقي بنفسك بارك الله فيك وإياك وهذا الحماس وعليك بالرفق ، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه والنبي - صلى الله عليه وسلم -كان رفيقًا، ومن ذلك يا بنتي أخاطبك أنت والحاضرين والحاضرات والسامعين والسامعات ((أنه أتاه نفر من اليهود فقالوا : السَّامُ عَلَيْكَ يعني الموت ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ)) أوكلاما نحو هذا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- (( هوني عليك يا عائشة )) أو معنى هذا الكلام ، قالت : ((أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا ؟ " قال : قد أجبتهم قلت وعليكم)) ، فالرفق الرفق يا معاشر المؤمنين والمؤمنات يا من تصدوا للنصح والإرشاد والأمر بالمعروف.
فأول ما يجب عليكم: ولستُ أكملكم والله ولا أفضلكم لا أنا محتاج الحكمة ووضع الشيء في موضعه.
الثاني: لينُ الخطاب، وما أظنه غاب عنك يا بنتي قول الله - عز وجل- للمصطفين الكريمين موسى وأخيه - عليهما الصلاة والسلام- حين بعثهم إلى فرعون:﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا ﴾َ
يُروى من الطُرف أن رجلا أتى هارون الرشيد أو غيره من خلفاء بني عباس قال: " يا أمير المؤمنين إني واعظُك ومُشدد عليك في الموعظة فلا تجد في نفسك علي قال: " سبحان الله قال الله لموسى وأخيه فقولا له قولا لينا لفرعون، فأنا لست أشد من فرعون وأنت يا أخي لست أصلح من موسى " فلا يغيبين عنكم مثل هذا أنت يا بنتي تفطني.
الأمر الثالث: إظهارك محبة الخير لمن تنصحيه فالمرأة قد تُبدي ذراعيها أمام النساء قد تجلسُ كاشفة عن ساقيها أمام النساء نعم هذا لا بأس به إن شاء الله تعالى، لكن إذا رأيت من تُظهر بطنها ونحرها وتلبس عاريًا فإن استطعتي أن تُلقي كلمة تبدأينها بحمد الله والصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- والدعاء للحاضرات بالهداية والسداد والتوفيق والمباركة أينما كنا فاصنعي وإن كان المكان صاخبًا لا يُمكنك فلا عليك أن تخلي بهذه أختك وتسلمين عليها وتقولين لها يا أُخية هذا ليس من سمة المسلمات أنتِ إن شاء الله على خير ولكنك فعلتي هذا لأنكِ ترينكِ بين نساء واذكري لها حديث عائشة ((مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتَ زَوْجِهَا إِلا هَتَكَتِ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ)) رواه أحمد وبعض أهل السنن وله قصة، وعليك كذلك يا بنتي بالقرب من أخواتك وبنات جنسك طالبات العلم والمثقفات فإنَّ بعضهنَّ ليس عندها علم شرعي لا تفقه هذه الأمور وإن كانت مثقفة تجدينها في الرياضيات في الكيمياء في الهندسة في الأحياء فى الصيدلة في الطب لكنَّها وإن كانت صاحبة صلاة وصيام وبذل سخاء ، لكن عندها نقص في بعض الأمور لأنها لم تفقه حكم الله فإذا اقتربتِ منهنّ وأحببتِ لهنّ وأظهرتِ حبك الخير لهنّ ثقي إنهنّ سيستجبنَّ لك لاسيما بنات هذا البلد فهنَّ قريبات ولله الحمد من الخير، نعم من أظهرت العناد والاستنكاف والاستكبار فهذه قفي منها موقف المبغض نعم، وإن رأيتِ أن تعيدي النصيحة لها فلا مانع إن شاء الله ولا يضرك.
وأما تشديدكِ في غض البصر على الصغار أقول يا بنتي الصغار الذين دون البلوغ هؤلاء ما عليهم تكليف أبدًا وإنما يعودون على فعل الأوامر كالصلاة والصيام والصدقة مثلًا ، تصدقي خذ يابني خذي يابنتي هذه هذا مبلغ من الريال من النقود تصدقوا به هذه جارتكم فلانة تصدقوا عليها بكذا محتاجة يابنتي يافلانة البسي ثوبًا طويلًا ، هذه غير مكلفة ، بل قال العلماء : " عورتها السوأتان فقط " القبل والدبر، حتى لو أبدت الركبة ما دامت، لكن إذا مميزة فما فوق يشدد عليها شيئًا، وهذا ولله الحمد مركوز في فطرِ ذواتِ الخير من المسلمات ، كذلك تشديدُكِ على منعي أنتِ قلتِ حتى في اللغة العربية أخطأتِ يابنتي قالت على الرجال أن يمنعوا أولادهنَّ – الله يهديك – أنثتي المذكر هذا خطأ نعم، هذا يعني سبقة لسان لعلها سبقة لسان أوسبقة قلم، يعني سبقة لسان أخذها القلم، كذلك هؤلاء الرجال إذا علموا منعوا أولادهم والآن ولله الحمد أمامنا كثير من الأطفال لم يبلغوا سن الحلم بعضهم أظنهم مميزين مع آبائهم هناك بنات أيضًا مع أمهاتهم هذا قليل بارك الله فيك، والمشرفات موجودات عندنا يمنعن قدر المكنة نعم، وإذا رأت المرأة أن غلامًا مميزًا دخل تحتجب منه تغطي الوجه ، فهوني عليك بارك الله فيك واستبشري خيرًا وعليكِ دراسة العلم الشرعي نعم ، ستجدين إن شاء الله العلم يأتيكِ في بيتك وكثيرٌ من المشايخ أعلم أنهم يدرسون بالهاتف نعم، يدرسون أخواتهم عن طريق الهاتف
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آخر المواضيع المضافة
الاثنين، 17 سبتمبر 2012
الشيخ عبيد الجابري ينصح إحدى الأخوات بعدم التساهل في اللباس..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق