احذري أختي (!) .. فللتورية
ضوابط.
~~~~
نظرًا لما انتشر بكثرة أمر التورية بين الأخوات -إلا من رحم الله-، بداعٍ وبدون داع، ولحاجة وبدون حاجة!
أحببت أن أضع بين أيديكن هذا الكلام القيِّم للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- الذي وقفتُ عليه في كتاب شرح رياض الصالحين -علَّنا ننتفع به- والله الموفق.
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في معرض شرح حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- عمومًا، وهذا الجزء -خصوصًا- (*): ".. فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟، قالت أم سليم -وهي أم الصبي-: هو أسكن ما كان .." الحديث.
يقول -رحمه الله-: "فلما رجع سأل أمه عنه فقال: كيف ابني؟، قالت: "هو أسكن ما يكون"، وصدقت في قولها هو أسكن ما يكون، لأنه مات، ولا سكون أعظم من الموت" (!).
ثم يتابع -رحمه الله-: " .. وفي هذا دليل على جواز التورية يعني: أن يتكلم الإنسان بكلام تخالف نيته ما في ظاهر الكلام. فله ظاهر، هو المتبادر إلى ذهن المخاطب، وله معنى آخر، مرجوح، لكن هو المراد في نية المتكلم فيظهر خلاف ما يريد.
وهذا جائز، ولكنه لا ينبغي إلاَّ للحــاجة، إذا احتاج الإنسان إليه لمصلحة أو دفع مضرة فليوار، وأما مع عدم الحـاجة؛ فلا ينبغي أن يواري لأنه إذا وارى وظهر الأمر على خلاف ما يظنه المخاطَب، نَسب هذا المواري إلى الكذب، وأساء الظن به، ولكن إذا دعت الحاجة فلا بأس.
ومن التورية المفيدة التي يحتاج إليها الإنسان: لو أن شخصًا ظالِمًا يأخذ أموال الناس بغير حقّ، وأودع إنسان عندك مالاً، قال هذا مالي عندك وديعة أخشى أن يطلع عليه هذا الظالم فيأخذه.
فجاء الظالم إليك وسألك هل عندك مال فلان، فقلت: والله ما عندي شيء.
المخاطب يظن أن هذا نفي، وأن المعنى ما عندي له شيء، لكن أنت تنوي بـ(مـا): الذي، أي: الذي عندي له شيء، فيكون هذا الكلام مثبتًا لا منفيًا (!)، هذا من التورية المباحة، بل المطلوبة إذا دعت الحاجة إليها" اهـ المقصود من النقل.
والحمد لله ربّ العالمين.
ـــــــ
(*) [شرح رياض الصالحين- للشيخ الفاضل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله- المجلد الأول- باب الصبر- ص119-120].
منقولـــ،،،
~~~~
نظرًا لما انتشر بكثرة أمر التورية بين الأخوات -إلا من رحم الله-، بداعٍ وبدون داع، ولحاجة وبدون حاجة!
أحببت أن أضع بين أيديكن هذا الكلام القيِّم للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- الذي وقفتُ عليه في كتاب شرح رياض الصالحين -علَّنا ننتفع به- والله الموفق.
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في معرض شرح حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- عمومًا، وهذا الجزء -خصوصًا- (*): ".. فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟، قالت أم سليم -وهي أم الصبي-: هو أسكن ما كان .." الحديث.
يقول -رحمه الله-: "فلما رجع سأل أمه عنه فقال: كيف ابني؟، قالت: "هو أسكن ما يكون"، وصدقت في قولها هو أسكن ما يكون، لأنه مات، ولا سكون أعظم من الموت" (!).
ثم يتابع -رحمه الله-: " .. وفي هذا دليل على جواز التورية يعني: أن يتكلم الإنسان بكلام تخالف نيته ما في ظاهر الكلام. فله ظاهر، هو المتبادر إلى ذهن المخاطب، وله معنى آخر، مرجوح، لكن هو المراد في نية المتكلم فيظهر خلاف ما يريد.
وهذا جائز، ولكنه لا ينبغي إلاَّ للحــاجة، إذا احتاج الإنسان إليه لمصلحة أو دفع مضرة فليوار، وأما مع عدم الحـاجة؛ فلا ينبغي أن يواري لأنه إذا وارى وظهر الأمر على خلاف ما يظنه المخاطَب، نَسب هذا المواري إلى الكذب، وأساء الظن به، ولكن إذا دعت الحاجة فلا بأس.
ومن التورية المفيدة التي يحتاج إليها الإنسان: لو أن شخصًا ظالِمًا يأخذ أموال الناس بغير حقّ، وأودع إنسان عندك مالاً، قال هذا مالي عندك وديعة أخشى أن يطلع عليه هذا الظالم فيأخذه.
فجاء الظالم إليك وسألك هل عندك مال فلان، فقلت: والله ما عندي شيء.
المخاطب يظن أن هذا نفي، وأن المعنى ما عندي له شيء، لكن أنت تنوي بـ(مـا): الذي، أي: الذي عندي له شيء، فيكون هذا الكلام مثبتًا لا منفيًا (!)، هذا من التورية المباحة، بل المطلوبة إذا دعت الحاجة إليها" اهـ المقصود من النقل.
والحمد لله ربّ العالمين.
ـــــــ
(*) [شرح رياض الصالحين- للشيخ الفاضل محمد بن صالح العثيمين رحمه الله- المجلد الأول- باب الصبر- ص119-120].
منقولـــ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق