سعيد ناصر الطنيجي نموذج لحقيقة الإخوان المسلمين في الإمارات
لا غنى لأصحاب التلبيس والتغرير عن اللجوء إلى التغني بالكلمات الرنانة والتستر وراء الشعارات الجميلة لتحقيق الأهداف والأغراض، وإذا كان من السهل رفع مثل هذه الدعاوى والشعارات فإن الميزان الفعلي الذي يقضي بتأييد هذه الدعاوى أو نقضها هو ميزان الحقائق والأفعال والمواقف.
فمن يُهدي لك – على سبيل المثال – باقات ورد ويتغنى أمامك بالعبارات المعسولة الجميلة ثم هو ينهش لحمك وبكل وحشية ويلوكه على رؤوس الأشهاد في المحافل والمجالس بتلذذ ونهم ويسخر منك ويستهزئ بك وينتقصك ويكذب عليك فإنك تعلم أنه غير صادق في دعاوى المحبة وأنَّ حاله كما قال الشاعر:
يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ … وإذا توارى عنك فهْو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً … ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
كم سمعنا من دعاوى كثيرة من قيادات الإخوان المسلمين في الإمارات بأنهم حريصون على مصلحة الوطن، وأنهم حريصون على مؤسسات الدولة، وأنهم حريصون على مقدرات الوطن ووحدته واتحاده، ولكن …
ولكن هل كان الأمر كذلك؟
لقد صرخ الواقع وبأعلى صوته – وللأسف الشديد – بأن هذه الدعاوى من هؤلاء لم تكن إلا شعارات رنانة لتجميل صورة دعوة الإصلاح الإخوانية في الإمارات، وأن المصلحة الكبرى عندهم هي مصلحة التنظيم الإخواني، وأنهم مستعدون وبلا تردد لنقض دعاوى السابقة إذا تعارضت مع مصلحة تنظيمهم.
وقد وقفنا في أيام ماضية على نماذج عديدة من أبناء هذا التنظيم الذين أثبتوا لنا وبالمواقف الصريحة الواضحة أن مصلحة التنظيم عندهم هي المصلحة الكبرى والأولى والأساس، وأنهم مستعدون عند التقاطع والتعارض أن يضحوا بالدولة ومصالحها وسمعتها.
واليوم نقف مع نموذج آخر وهو سعيد ناصر الطنيجي مدير سابق لجمعية الإصلاح والذي فرَّ هاربًا وأصبح يعقد هناك في الخارج صفقات ومصالح من أجل التشهير والطعن في الدولة، ذلك الذي يكشف لنا بوضوح أن ما يزعمه أدعياء الإصلاح من الحرص على مصلحة الدولة ومقدراتها ليست إلا دعاوى جوفاء مرهونة بالمصلحة الكبرى عندهم وهي مصلحة التنظيم الإخواني.
لقد ملأ سعيد ناصر الطنيجي كلامه في صحيفة الغارديان البريطانية (!) بأكاذيب التعذيب والاعتقالات وأن الموقوفين غير قادرين على الاتصال بأسرهم وأنهم غير قادرين على توكيل محامي وغير ذلك من ألوان الافتراءات والتهويلات التي وجد فيها التنظيم الإخواني سلعة رخيصة هذه الأيام لممارسة الهجوم الإعلامي العدائي ضد الدولة.
وإذا كان سعيد الطنيجي يحاول اليوم أن يمارس دورا إعلاميا وفي صحف أجنبية لإنقاذ التنظيم الإخواني بادعاء أن الاعترافات الموثقة التي تدينهم إنما انتُزِعت منهم تحت التعذيب ذلك الذي نفاه الموقوفون أنفسهم فقد قال سعيد الطنيجي نفسه في أيام ليست بالبعيدة وعلى قناة الحوار:”محاكم الدولة والقضاء في نهاية المطاف هو الذي ينبغي له أن يفصل في القضية هذه”!
فإذا كانت الكلمة هي كلمة القضاء وأن محاكم الدولة هي الجهة التي تفصل في القضية فأيُّ فرق حينئذٍ من أجل الرضوخ للحكم بين ما لو حكم القضاء بالبراءة أو الإدانة؟!
أم أن سعيد الطنيجي يريد أن يقول: أنا مع القضاء إذا حكم بالبراءة وأنا ضده إذا حكم بالإدانة؟! فإن هذه هي شريعة الغاب وطريقة الفوضويين المستكبرين الذين يريدون أن يجعلوا أنفسهم فوق القضاء والقانون، وأن يجعلوا القول قولهم والحكم حكمهم ولو على حساب الحق والعدالة.
فهل يعتقد سعيد الطنيجي أن التنظيم الإخواني فوق القضاء والقانون؟!
وإذا كان الفيصل في القضية هي المحاكم الإماراتية فما الحاجة إلى التحريض والتأليب وتشويه الدولة ومؤسساتها في الصحف البريطانية؟!
والعجب من سعيد الطنيجي حينما آثر الكذب المفضوح والمكشوف ونفى في مقاله المذكور وجود علاقة بين دعاة الإصلاح والإخوان المسلمين، مع أنه قد توالت الاعترافات من غير واحد من الموقوفين وقبل أن يتم إيقافهم وعلى حساباتهم في تويتر وغيرها وبكامل إراداتهم وعقولهم بأنهم فرع من الإخوان المسلمين! وقد ذكرنا شيئا من اعترافاتهم في مقالات سابقة.
فهل نصدِّق سعيد الطنيجي الذي ينفي ما قاله الموقوفون أنفسهم بألسنتهم وبكامل إراداتهم وقبل توقيفهم؟!
وها نحن نقرأ في موقع دعوة الإصلاح في مقال منشور على صفحاته:”قيادات جمعية الإصلاح أعلنوها صراحة في عدة لقاءات في قناة الحوار وفي الإعلام المرئي والمقري أنهم تأثروا بفكر الإخوان المسلمين، وهذا ليس سرًا”!
بل نقرأ في المقال نفسه:”إن محاكمة الإخوان في الإمارات وإلصاق التهم بهم وسجنهم ومحاربتهم لن يحل القضية”!
إذن فهؤلاء الموقوفون هم الإخوان المسلمون في الإمارات!
ونقرأ في المقال نفسه أيضًا:”إن اتهام الإخوان كأنها جماعة خارجة على القانون لا ينطلي على أحد، فتاريخ جماعة الإخوان في العالم تاريخ مشرف”!
بل ها هو سعيد الطنيجي نفسه وآخرون من قيادات التنظيم الإخواني يصفون حركة الإخوان المسلمين في كتاب (دعوة الإصلاح في الإمارات) بأنها صاحبة “فهم شامل وحضاري للدين كما فهمه السلف الصالح الذين هم خير القرون، منهجًا لكل زمان ومكان وكل عصر ومصر”؟! وقد نقلنا ما بين القوسين كما هو في الكتاب.
ماذا يفهم العقلاء المنصفون من هذه العبارة يا ترى؟!
ماذا يفهم هؤلاء من عبارة:”فهم شامل وحضاري للدين”؟!
وماذا يفهمون من عبارة:”منهجًا لكل زمان ومكان، وكلِّ عصر ومصر”؟!
أليست هذه دعوة واضحة وصريحة إلى حركة الإخوان المسلمين في الإمارات وفي مؤلَّف مطبوع من إعداد قيادات جمعية الإصلاح أنفسهم وعلى رأسهم سلطان بن كايد نفسه رئيس التنظيم؟!
كما اعترف غير واحد من الموقوفين بوجود نشاط سري للتنظيم الإخواني وذلك قبل أن يتم إيقافهم، قالوها بكامل حرياتهم وإراداتهم وعقولهم! وقد ذكرنا شيئًا من ذلك في مقالات سابقة.
وهنا نحن نقرأ في موقع دعوة الإصلاح في المقال المذكور:”الأولى للحكومة الإماراتية احتضانهم (أي: الإخوان المسلمين في الإمارات) ليكونوا فاعلين في بناء الدولة بشكل واضح وصريح بدل من تركهم للرجوع الى العمل السري، والذي ثبت فعاليته على مستوى العالم”!
هكذا يصرح هؤلاء وبكل جرأة مهدِّدين متوعِّدين: إما أن تسمحوا لنا بالترويج لأجنداتنا في العلن وإما أن نلجأ إلى العمل السري الذي ثبت فعاليته – بزعمهم – على مستوى العالم؟!!
كما اعترف قيادات التنظيم الإخواني في الكتاب الذي أعدوه وطبعوه بأن التزام المنتسبين إلى دعوة الإصلاح بمبادئ التيار هو من قبيل العهود الإيمانية التي يجب الوفاء بها! كما سنبين ذلك في مقال مستقل إن شاء الله.
ومع هذه الاعترافات وغيرها لم يجد سعيد الطنيجي بأسا من الكذب في صحيفة بريطانية وادعاء أن دعاة الإصلاح لا علاقة لهم بالإخوان المسلمين!
أيظنُّ سعيد الطنيجي أن أحدًا من المنصفين سيصدِّقه؟!
ثم إذا كان هو نفسه من أصحاب اللف والدوران والكذب والمرواغة أفيمكن أن يكون موضعًا للثقة وفي مثل هذه القضايا التي هو نفسه جزء من مشكلتها؟!
ألم يقل سعيد الطنيجي في لقاء معه في أيام سالفة:”نحن كجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي لا نتدخل في العمل السياسي”؟!
فكيف به اليوم بعد ما يُسمَّى بالربيع العربي يقول على صفحات غارديان:”يجب مواصلة النضال من أجل الإصلاح السياسي”؟!
نعم! لم تكن تلك العبارة التي قالها سعيد الطنيجي في أيام سالفة وقاله غيره أيضًا من أبناء هذا التنظيم آنذاك من عدم التدخل في العمل السياسي إلا أكذوبة ومراوغة سرعان ما انكشفت وظهر ما وراء الكواليس وبانت الصورة الحقيقة لأدعياء الإصلاح وأنهم في الحقيقة تنظيم سياسي!
وقد قال الشاعر قديما:
ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ … وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ
ومن هنا فإذا كان أدعياء الإصلاح يزعمون الحرص على مصلحة الوطن فإن أفاعيل سعيد ناصر الطنيجي وغيره من أبناء هذا التنظيم هو نقض لتلك المزاعم ومساس مباشر بمصلحة الوطن.
وإذا كانت تلك الدعاوى تزعم الحرص على مكانة الدولة وسمعتها فإن تلك الأفاعيل تنقض ذلك بوضوح وتكشف عن الجهود العدائية الحثيثة لتشويه الدولة وانتقاصها ولو بالأكاذيب والافتراءات والاختلاقات.
وإذا كانت تلك الدعاوى تزعم احترام قيادة الدولة فإن هذه الأفاعيل المشينة تنقض ذلك وتُظهر ومن دون خجل ألوانًا من الإهانة والازدراء والتنقص من القادة.
وإذا كانت تلك الدعاوى تزعم السمع والطاعة لولاة الأمر فإن هذه الأفاعيل العدوانية التآمرية تمثل شق عصا وتمردا وعصيانا وافتياتا.
ذلك الذي يعطي لنا دلالة واضحة على أن الإخوان المسلمين في الإمارات لا وطن لهم إلا حزبهم، وأن الولاء والبراء عندهم يدور على هذا الحزب، وأن المواقف وردود الأفعال تصاغ عندهم بناء على هذا، فإذا وجدوا لتنظيمهم حظوة وقبولاً أظهروا الابتسامات ولو إلى حين، وإذا انكشفت مؤامراتهم ووُضِعوا تحت مجهر المؤاخذات الشرعية والقانونية كشَّروا عن أنيابهم وانخرطوا في الهجوم على الدولة وقيادتها ومؤسساتها، ولم يحترموا في سبيل ذلك صغيرًا ولا كبيرًا، ولم يراعوا عهدًا للدولة ولا ولاءً ولا وطنية، وواقعهم خير شاهد على ذلك.
كاتب إماراتي
لا غنى لأصحاب التلبيس والتغرير عن اللجوء إلى التغني بالكلمات الرنانة والتستر وراء الشعارات الجميلة لتحقيق الأهداف والأغراض، وإذا كان من السهل رفع مثل هذه الدعاوى والشعارات فإن الميزان الفعلي الذي يقضي بتأييد هذه الدعاوى أو نقضها هو ميزان الحقائق والأفعال والمواقف.
فمن يُهدي لك – على سبيل المثال – باقات ورد ويتغنى أمامك بالعبارات المعسولة الجميلة ثم هو ينهش لحمك وبكل وحشية ويلوكه على رؤوس الأشهاد في المحافل والمجالس بتلذذ ونهم ويسخر منك ويستهزئ بك وينتقصك ويكذب عليك فإنك تعلم أنه غير صادق في دعاوى المحبة وأنَّ حاله كما قال الشاعر:
يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ … وإذا توارى عنك فهْو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً … ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
كم سمعنا من دعاوى كثيرة من قيادات الإخوان المسلمين في الإمارات بأنهم حريصون على مصلحة الوطن، وأنهم حريصون على مؤسسات الدولة، وأنهم حريصون على مقدرات الوطن ووحدته واتحاده، ولكن …
ولكن هل كان الأمر كذلك؟
لقد صرخ الواقع وبأعلى صوته – وللأسف الشديد – بأن هذه الدعاوى من هؤلاء لم تكن إلا شعارات رنانة لتجميل صورة دعوة الإصلاح الإخوانية في الإمارات، وأن المصلحة الكبرى عندهم هي مصلحة التنظيم الإخواني، وأنهم مستعدون وبلا تردد لنقض دعاوى السابقة إذا تعارضت مع مصلحة تنظيمهم.
وقد وقفنا في أيام ماضية على نماذج عديدة من أبناء هذا التنظيم الذين أثبتوا لنا وبالمواقف الصريحة الواضحة أن مصلحة التنظيم عندهم هي المصلحة الكبرى والأولى والأساس، وأنهم مستعدون عند التقاطع والتعارض أن يضحوا بالدولة ومصالحها وسمعتها.
واليوم نقف مع نموذج آخر وهو سعيد ناصر الطنيجي مدير سابق لجمعية الإصلاح والذي فرَّ هاربًا وأصبح يعقد هناك في الخارج صفقات ومصالح من أجل التشهير والطعن في الدولة، ذلك الذي يكشف لنا بوضوح أن ما يزعمه أدعياء الإصلاح من الحرص على مصلحة الدولة ومقدراتها ليست إلا دعاوى جوفاء مرهونة بالمصلحة الكبرى عندهم وهي مصلحة التنظيم الإخواني.
لقد ملأ سعيد ناصر الطنيجي كلامه في صحيفة الغارديان البريطانية (!) بأكاذيب التعذيب والاعتقالات وأن الموقوفين غير قادرين على الاتصال بأسرهم وأنهم غير قادرين على توكيل محامي وغير ذلك من ألوان الافتراءات والتهويلات التي وجد فيها التنظيم الإخواني سلعة رخيصة هذه الأيام لممارسة الهجوم الإعلامي العدائي ضد الدولة.
وإذا كان سعيد الطنيجي يحاول اليوم أن يمارس دورا إعلاميا وفي صحف أجنبية لإنقاذ التنظيم الإخواني بادعاء أن الاعترافات الموثقة التي تدينهم إنما انتُزِعت منهم تحت التعذيب ذلك الذي نفاه الموقوفون أنفسهم فقد قال سعيد الطنيجي نفسه في أيام ليست بالبعيدة وعلى قناة الحوار:”محاكم الدولة والقضاء في نهاية المطاف هو الذي ينبغي له أن يفصل في القضية هذه”!
فإذا كانت الكلمة هي كلمة القضاء وأن محاكم الدولة هي الجهة التي تفصل في القضية فأيُّ فرق حينئذٍ من أجل الرضوخ للحكم بين ما لو حكم القضاء بالبراءة أو الإدانة؟!
أم أن سعيد الطنيجي يريد أن يقول: أنا مع القضاء إذا حكم بالبراءة وأنا ضده إذا حكم بالإدانة؟! فإن هذه هي شريعة الغاب وطريقة الفوضويين المستكبرين الذين يريدون أن يجعلوا أنفسهم فوق القضاء والقانون، وأن يجعلوا القول قولهم والحكم حكمهم ولو على حساب الحق والعدالة.
فهل يعتقد سعيد الطنيجي أن التنظيم الإخواني فوق القضاء والقانون؟!
وإذا كان الفيصل في القضية هي المحاكم الإماراتية فما الحاجة إلى التحريض والتأليب وتشويه الدولة ومؤسساتها في الصحف البريطانية؟!
والعجب من سعيد الطنيجي حينما آثر الكذب المفضوح والمكشوف ونفى في مقاله المذكور وجود علاقة بين دعاة الإصلاح والإخوان المسلمين، مع أنه قد توالت الاعترافات من غير واحد من الموقوفين وقبل أن يتم إيقافهم وعلى حساباتهم في تويتر وغيرها وبكامل إراداتهم وعقولهم بأنهم فرع من الإخوان المسلمين! وقد ذكرنا شيئا من اعترافاتهم في مقالات سابقة.
فهل نصدِّق سعيد الطنيجي الذي ينفي ما قاله الموقوفون أنفسهم بألسنتهم وبكامل إراداتهم وقبل توقيفهم؟!
وها نحن نقرأ في موقع دعوة الإصلاح في مقال منشور على صفحاته:”قيادات جمعية الإصلاح أعلنوها صراحة في عدة لقاءات في قناة الحوار وفي الإعلام المرئي والمقري أنهم تأثروا بفكر الإخوان المسلمين، وهذا ليس سرًا”!
بل نقرأ في المقال نفسه:”إن محاكمة الإخوان في الإمارات وإلصاق التهم بهم وسجنهم ومحاربتهم لن يحل القضية”!
إذن فهؤلاء الموقوفون هم الإخوان المسلمون في الإمارات!
ونقرأ في المقال نفسه أيضًا:”إن اتهام الإخوان كأنها جماعة خارجة على القانون لا ينطلي على أحد، فتاريخ جماعة الإخوان في العالم تاريخ مشرف”!
بل ها هو سعيد الطنيجي نفسه وآخرون من قيادات التنظيم الإخواني يصفون حركة الإخوان المسلمين في كتاب (دعوة الإصلاح في الإمارات) بأنها صاحبة “فهم شامل وحضاري للدين كما فهمه السلف الصالح الذين هم خير القرون، منهجًا لكل زمان ومكان وكل عصر ومصر”؟! وقد نقلنا ما بين القوسين كما هو في الكتاب.
ماذا يفهم العقلاء المنصفون من هذه العبارة يا ترى؟!
ماذا يفهم هؤلاء من عبارة:”فهم شامل وحضاري للدين”؟!
وماذا يفهمون من عبارة:”منهجًا لكل زمان ومكان، وكلِّ عصر ومصر”؟!
أليست هذه دعوة واضحة وصريحة إلى حركة الإخوان المسلمين في الإمارات وفي مؤلَّف مطبوع من إعداد قيادات جمعية الإصلاح أنفسهم وعلى رأسهم سلطان بن كايد نفسه رئيس التنظيم؟!
كما اعترف غير واحد من الموقوفين بوجود نشاط سري للتنظيم الإخواني وذلك قبل أن يتم إيقافهم، قالوها بكامل حرياتهم وإراداتهم وعقولهم! وقد ذكرنا شيئًا من ذلك في مقالات سابقة.
وهنا نحن نقرأ في موقع دعوة الإصلاح في المقال المذكور:”الأولى للحكومة الإماراتية احتضانهم (أي: الإخوان المسلمين في الإمارات) ليكونوا فاعلين في بناء الدولة بشكل واضح وصريح بدل من تركهم للرجوع الى العمل السري، والذي ثبت فعاليته على مستوى العالم”!
هكذا يصرح هؤلاء وبكل جرأة مهدِّدين متوعِّدين: إما أن تسمحوا لنا بالترويج لأجنداتنا في العلن وإما أن نلجأ إلى العمل السري الذي ثبت فعاليته – بزعمهم – على مستوى العالم؟!!
كما اعترف قيادات التنظيم الإخواني في الكتاب الذي أعدوه وطبعوه بأن التزام المنتسبين إلى دعوة الإصلاح بمبادئ التيار هو من قبيل العهود الإيمانية التي يجب الوفاء بها! كما سنبين ذلك في مقال مستقل إن شاء الله.
ومع هذه الاعترافات وغيرها لم يجد سعيد الطنيجي بأسا من الكذب في صحيفة بريطانية وادعاء أن دعاة الإصلاح لا علاقة لهم بالإخوان المسلمين!
أيظنُّ سعيد الطنيجي أن أحدًا من المنصفين سيصدِّقه؟!
ثم إذا كان هو نفسه من أصحاب اللف والدوران والكذب والمرواغة أفيمكن أن يكون موضعًا للثقة وفي مثل هذه القضايا التي هو نفسه جزء من مشكلتها؟!
ألم يقل سعيد الطنيجي في لقاء معه في أيام سالفة:”نحن كجمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي لا نتدخل في العمل السياسي”؟!
فكيف به اليوم بعد ما يُسمَّى بالربيع العربي يقول على صفحات غارديان:”يجب مواصلة النضال من أجل الإصلاح السياسي”؟!
نعم! لم تكن تلك العبارة التي قالها سعيد الطنيجي في أيام سالفة وقاله غيره أيضًا من أبناء هذا التنظيم آنذاك من عدم التدخل في العمل السياسي إلا أكذوبة ومراوغة سرعان ما انكشفت وظهر ما وراء الكواليس وبانت الصورة الحقيقة لأدعياء الإصلاح وأنهم في الحقيقة تنظيم سياسي!
وقد قال الشاعر قديما:
ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ … وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ
ومن هنا فإذا كان أدعياء الإصلاح يزعمون الحرص على مصلحة الوطن فإن أفاعيل سعيد ناصر الطنيجي وغيره من أبناء هذا التنظيم هو نقض لتلك المزاعم ومساس مباشر بمصلحة الوطن.
وإذا كانت تلك الدعاوى تزعم الحرص على مكانة الدولة وسمعتها فإن تلك الأفاعيل تنقض ذلك بوضوح وتكشف عن الجهود العدائية الحثيثة لتشويه الدولة وانتقاصها ولو بالأكاذيب والافتراءات والاختلاقات.
وإذا كانت تلك الدعاوى تزعم احترام قيادة الدولة فإن هذه الأفاعيل المشينة تنقض ذلك وتُظهر ومن دون خجل ألوانًا من الإهانة والازدراء والتنقص من القادة.
وإذا كانت تلك الدعاوى تزعم السمع والطاعة لولاة الأمر فإن هذه الأفاعيل العدوانية التآمرية تمثل شق عصا وتمردا وعصيانا وافتياتا.
ذلك الذي يعطي لنا دلالة واضحة على أن الإخوان المسلمين في الإمارات لا وطن لهم إلا حزبهم، وأن الولاء والبراء عندهم يدور على هذا الحزب، وأن المواقف وردود الأفعال تصاغ عندهم بناء على هذا، فإذا وجدوا لتنظيمهم حظوة وقبولاً أظهروا الابتسامات ولو إلى حين، وإذا انكشفت مؤامراتهم ووُضِعوا تحت مجهر المؤاخذات الشرعية والقانونية كشَّروا عن أنيابهم وانخرطوا في الهجوم على الدولة وقيادتها ومؤسساتها، ولم يحترموا في سبيل ذلك صغيرًا ولا كبيرًا، ولم يراعوا عهدًا للدولة ولا ولاءً ولا وطنية، وواقعهم خير شاهد على ذلك.
كاتب إماراتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق