بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلام عليكنَّ ورحمة الله وبركاته
قَالَ الإمامُ المُبجَّل/ ابن قيِّم الجوزيَّة
(ت:
715هـ)
ـ
رَحِمَهُ اللهُ
تَعَالَىٰ ـ
فِي كتابه
"جلاء الأفهام": والدُّعاءُ ثلاثةُ
أقْسامٍ:
• أحدها: أنْ تسأل الله تَعَالَى بأسمائه وصفاته، وهذا أحد
التَّأويلين في قوله تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ
بِهَا﴾
﴿الأعراف: 180﴾.
• والثَّاني: أنْ تسأله بحاجتك وفقرك وذُلّك، فتقول: أنا العبد
الفقير المسكين البائس الذَّليل المستجير، ونحو
ذلك.
• والثَّالث: أنْ تسأل حاجتك، ولا تذكر واحدًا مِنَ الأمرين،
فالأوَّل أكمل مِنَ الثَّاني، والثَّاني أكمل مِنَ الثَّالث، فإذا جمعَ الدُّعاء
الأمُور الثَّلاثة كانَ أكمل.
وهذه عامَّة أدعية النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي الدُّعاء الَّذي علمَّه صدِّيق الأُمَّة ذكر الأقسام الثَّلاثة:
وهذه عامَّة أدعية النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي الدُّعاء الَّذي علمَّه صدِّيق الأُمَّة ذكر الأقسام الثَّلاثة:
فإنَّهُ قالَ في أوَّله: ((ظلمتُ نَفْسِي
كثيرًا))، وهذا حال السَّائل. ثمَّ
قالَ:
((وإنَّهُ لا يغفر الذُّنوب إلاَّ أنتَ))، وهذا حال السَّائل.
ثمَّ قالَ: ((وإنَّهُ لاَ يغفر الذُّنوب إلاَّ
أنتَ)). وهذا حال المسئُول. ثمَّ
قالَ:
((فاغْفر لي)). فذكر حاجته، وختمَ الدُّعاء باسْمين مِنَ الأسماء
الحُسنى تُناسب المطلوب وتقتضيه، وهذا القول الَّذي اِخْترنا، قد جاءَ عَنْ غير واحدٍ
مِنَ السَّلف.
قالَ الحسن البصريُّ: "«اَللَّهُمَّ» مجمع الدُّعاء".
وقالَ أبُو رجاء العطارديُّ: "إنَّ الميم في قولهِ:
«اَللَّهُمَّ» فيها تسعةً وتسعونَ اِسمًا مِنْ أسماء اللهِ
تَعَالَى".
([«جلاء الأفهام» ص: (118)])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق