الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وعبده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته واقتفى أثره واهتدى بهديه، أما بعد
عُني الدين الإسلامي بزرع أواصر المحبة والترابط في المجتمع والأسرة والبيت، ومن دلائل ذلك أن جعل للأسرة ولياً ومسؤولا عنها ومعيلاً، وجعل بين الأقارب صلة رحم ومودة، وجعل بين الجيران حقوق وأوصى بالإحسان إليهم ... إلخ.
فهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على اهتمام الإسلام بكل ما يحيط بالمسلم من أهل وأقارب وجيران وعلاقته بهؤلاء المحيطين به. ومن جميل الأمور التي اهتم بها الإسلام أيضاً أنه أرشدنا إلى دعوة الأهل والأقارب إلى طاعة الله، وتجنيبهم الدخول في نار جهنم، فقد قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"، وقال الله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ "، فمن خلال هذه الآيات يحضنا الله تبارك وتعالى إلى السعي لإنقاذ أنفسنا وأهلينا من النار من خلال ترغيبهم في طاعة الله والامتثال لأوامره والسير على المنهج والطريق الذي ارتضاه لنا، وإنذارهم بوعيد الله وعقابه لمن عصاه وخالف أمره وانشق عن شريعة الله.
وأرشد إخواني وأخواتي طلاب وطالبات العلم إلى:أهمية تعليم الأهل التوحيد بأنواعه، ونواقض الاسلام، وركائز هذا الدين، وتعليمهم العلوم الشرعية التي يحتاجونها لتأدية الطاعات والعبادات بالكيفية التي ارتضاها الله عز وجل ، وكذلك حثهم على طاعة الله وتحفيزهم على إقامة شعائر الله والإكثار من النوافل.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما بدأ الدعوة بأهله وعشيرته وأصحابه، بدأ بأهل بيته، فأسلمت زوجه خديجة رضوان الله عليها، ثم أسلم من الصبيان ابن عمه عليّ رضي الله عنه، ثم من الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه.
وعن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: صعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الصّفا ذات يوم فقال: «يا صباحاه» ، فاجتمعت إليه قريش، قالوا: مالك؟، قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ يصبّحكم أو يمسّيكم أما كنتم تصدّقونني؟» . قالوا: بلى، قال: «فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد» ، فقال أبو لهب: تبّالك ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) البخاري- الفتح 8 (4801).
فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ بأهل بيته وأقاربه ثم اتجه لدعوة الناس كافة، فلماذا لا نسلك هذا المسلك؟؟
لماذا الكثير منا يجلس ساعات طوال يدعو الناس إلى التوحيد ويكتب في المنتديات عشرات المواضيع بهدف دعوة الناس وفي المقابل يُهمل أقرب الناس إليه، يُهمل أكثر الناس أحقيةً بهذه الدعوة.
فنجد الابن صالحاً داعياً إلى الله ووالديه لا يصلون!! لمن تتركهم يا عبد الله؟؟ هل تريدهم أن يكونوا وقوداً للنار؟؟
نجد الزوج صالحاً ومن أكثر طلبة العلم اجتهادا وزوجته لا تفقه أمور الطهارة ؟!! فلمن تتركها يا عبد الله؟؟
أليس الأهل والزوج والأبناء هم رعية مطلوب منكَ السعي لإصلاحها، ألستَ مسئول عنهم أمام الله؟؟
ونداءٌ للأخوات طالبات العلم.. لماذا لا تعلمي أمكِ وأختكِ وابنتكِ التوحيد؟ لماذا لا تعلمي زوجك وأم زوجك وأخت زوجك أساسيات هذا الدين وقواعده، لماذا نغفل عن الأقربون الذين هم أحق الناس بالمعروف؟!!!
لماذا لا تستغل الأقارب والأولاد بحيث يكونوا عملاً لا ينقطع بعد الممات؟؟ فتعليمك لولدك وصلاحه ودعاءه لكَ بعد موتك يزيد في ميزان حسناتك ويُعظم لك الأجر، وقد روى أبو هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلّا من ثلاثة، إلّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» مسلم (1631) .
وتأملوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» مسلم (2674).
فلماذا تُفتح لنا أبوبا الخير ونغلقها؟؟، فلكَ أن تتخيل يا طالب العلم ولكِ أن تتخيلي يا طالبة العلم رحمة الله وكرمه وسِعة عطائه ولطفه بنا عندما يعطينا أجوراً مضاعفة لِمَن كُنا ونكون سبباً في هدايتهم وتعليمهم، لماذا لا نفتح هذا الباب مع الأقربين؟؟ فيكون أجر الدعوة وأجر القرابة...!!!
وإنني في هذا المقام أريد أن أُبيِّن لكم من سيرة أحد علماءنا، الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى:عندما بدأ دعوته فاتجه لأهله وقبيلته "وادعة" وعلّمهم ودعاهم فكانوا درعاً حصينا يحميه من الروافض ويصد كيد الكائدين عنه، ولعلي هنا أشير إلى نقطة مهمة جدا وهي (( أن زوجة الشيخ مقبل - رحمه الله - أم سلمة قد أخذت عن الشيخ العلم الكثير، ومن نظر في كتابها الرحلة الأخيرة يستشعر مدى عناية الشيخ بتعليم زوجته)) فلماذا لا تسلكون هذا المسلك يا طلاب العلم مع زوجاتكم وأمهاتكم وبناتكم؟!!
ولم أذكر الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله على سبيل الحصر؛وإنما هناك بنات الشيخ الألباني حفظهن الله سكينة وأنيسة، وهناك الشيخ ربيع وأبناؤه وأحفاده، وهناك الشيخ العباد البدر وابنه عبد الرزاق حفظهم الله أجمعين، وعلى رأسهم أيضاً الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب الذي تلقى العلم عن والده ومن ثم نقله لأبنائه وأحفاده. فنسأل الله أن يزيد من أمثالهم ويُكثر سوادهم ويحفظ حيهم ويرحم ميتهم إنه على كل شيء قدير.
وأخيراً أقول: "واتقوا الله ويعلمكم الله" فالتقوى والصلاح والاخلاص خير معين لتلقي هذا العلم وانشراح الصدر له، فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين المتقين الداعين إلى الخير والصلاح بإخلاص وثبات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عُني الدين الإسلامي بزرع أواصر المحبة والترابط في المجتمع والأسرة والبيت، ومن دلائل ذلك أن جعل للأسرة ولياً ومسؤولا عنها ومعيلاً، وجعل بين الأقارب صلة رحم ومودة، وجعل بين الجيران حقوق وأوصى بالإحسان إليهم ... إلخ.
فهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على اهتمام الإسلام بكل ما يحيط بالمسلم من أهل وأقارب وجيران وعلاقته بهؤلاء المحيطين به. ومن جميل الأمور التي اهتم بها الإسلام أيضاً أنه أرشدنا إلى دعوة الأهل والأقارب إلى طاعة الله، وتجنيبهم الدخول في نار جهنم، فقد قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"، وقال الله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ "، فمن خلال هذه الآيات يحضنا الله تبارك وتعالى إلى السعي لإنقاذ أنفسنا وأهلينا من النار من خلال ترغيبهم في طاعة الله والامتثال لأوامره والسير على المنهج والطريق الذي ارتضاه لنا، وإنذارهم بوعيد الله وعقابه لمن عصاه وخالف أمره وانشق عن شريعة الله.
وأرشد إخواني وأخواتي طلاب وطالبات العلم إلى:أهمية تعليم الأهل التوحيد بأنواعه، ونواقض الاسلام، وركائز هذا الدين، وتعليمهم العلوم الشرعية التي يحتاجونها لتأدية الطاعات والعبادات بالكيفية التي ارتضاها الله عز وجل ، وكذلك حثهم على طاعة الله وتحفيزهم على إقامة شعائر الله والإكثار من النوافل.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما بدأ الدعوة بأهله وعشيرته وأصحابه، بدأ بأهل بيته، فأسلمت زوجه خديجة رضوان الله عليها، ثم أسلم من الصبيان ابن عمه عليّ رضي الله عنه، ثم من الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه.
وعن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: صعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الصّفا ذات يوم فقال: «يا صباحاه» ، فاجتمعت إليه قريش، قالوا: مالك؟، قال: «أرأيتم لو أخبرتكم أنّ العدوّ يصبّحكم أو يمسّيكم أما كنتم تصدّقونني؟» . قالوا: بلى، قال: «فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد» ، فقال أبو لهب: تبّالك ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) البخاري- الفتح 8 (4801).
فالنبي صلى الله عليه وسلم بدأ بأهل بيته وأقاربه ثم اتجه لدعوة الناس كافة، فلماذا لا نسلك هذا المسلك؟؟
لماذا الكثير منا يجلس ساعات طوال يدعو الناس إلى التوحيد ويكتب في المنتديات عشرات المواضيع بهدف دعوة الناس وفي المقابل يُهمل أقرب الناس إليه، يُهمل أكثر الناس أحقيةً بهذه الدعوة.
فنجد الابن صالحاً داعياً إلى الله ووالديه لا يصلون!! لمن تتركهم يا عبد الله؟؟ هل تريدهم أن يكونوا وقوداً للنار؟؟
نجد الزوج صالحاً ومن أكثر طلبة العلم اجتهادا وزوجته لا تفقه أمور الطهارة ؟!! فلمن تتركها يا عبد الله؟؟
أليس الأهل والزوج والأبناء هم رعية مطلوب منكَ السعي لإصلاحها، ألستَ مسئول عنهم أمام الله؟؟
ونداءٌ للأخوات طالبات العلم.. لماذا لا تعلمي أمكِ وأختكِ وابنتكِ التوحيد؟ لماذا لا تعلمي زوجك وأم زوجك وأخت زوجك أساسيات هذا الدين وقواعده، لماذا نغفل عن الأقربون الذين هم أحق الناس بالمعروف؟!!!
لماذا لا تستغل الأقارب والأولاد بحيث يكونوا عملاً لا ينقطع بعد الممات؟؟ فتعليمك لولدك وصلاحه ودعاءه لكَ بعد موتك يزيد في ميزان حسناتك ويُعظم لك الأجر، وقد روى أبو هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلّا من ثلاثة، إلّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» مسلم (1631) .
وتأملوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» مسلم (2674).
فلماذا تُفتح لنا أبوبا الخير ونغلقها؟؟، فلكَ أن تتخيل يا طالب العلم ولكِ أن تتخيلي يا طالبة العلم رحمة الله وكرمه وسِعة عطائه ولطفه بنا عندما يعطينا أجوراً مضاعفة لِمَن كُنا ونكون سبباً في هدايتهم وتعليمهم، لماذا لا نفتح هذا الباب مع الأقربين؟؟ فيكون أجر الدعوة وأجر القرابة...!!!
وإنني في هذا المقام أريد أن أُبيِّن لكم من سيرة أحد علماءنا، الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى:عندما بدأ دعوته فاتجه لأهله وقبيلته "وادعة" وعلّمهم ودعاهم فكانوا درعاً حصينا يحميه من الروافض ويصد كيد الكائدين عنه، ولعلي هنا أشير إلى نقطة مهمة جدا وهي (( أن زوجة الشيخ مقبل - رحمه الله - أم سلمة قد أخذت عن الشيخ العلم الكثير، ومن نظر في كتابها الرحلة الأخيرة يستشعر مدى عناية الشيخ بتعليم زوجته)) فلماذا لا تسلكون هذا المسلك يا طلاب العلم مع زوجاتكم وأمهاتكم وبناتكم؟!!
ولم أذكر الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله على سبيل الحصر؛وإنما هناك بنات الشيخ الألباني حفظهن الله سكينة وأنيسة، وهناك الشيخ ربيع وأبناؤه وأحفاده، وهناك الشيخ العباد البدر وابنه عبد الرزاق حفظهم الله أجمعين، وعلى رأسهم أيضاً الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب الذي تلقى العلم عن والده ومن ثم نقله لأبنائه وأحفاده. فنسأل الله أن يزيد من أمثالهم ويُكثر سوادهم ويحفظ حيهم ويرحم ميتهم إنه على كل شيء قدير.
وأخيراً أقول: "واتقوا الله ويعلمكم الله" فالتقوى والصلاح والاخلاص خير معين لتلقي هذا العلم وانشراح الصدر له، فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين المتقين الداعين إلى الخير والصلاح بإخلاص وثبات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبته
أم دعاء السلفية الفلسطينية
الأربعاء /30 ربيع الأول 1433هـ
أم دعاء السلفية الفلسطينية
الأربعاء /30 ربيع الأول 1433هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق