بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً
عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:
فقد يسر الله لي أن أكتب في قتال الفتنة؛
لأهمية هذا الموضوع، ولقلة من أفرده بالتأليف، ولعظيم محنة أمة الإسلام به فالناظر
إلى تهور كثير من المسلمين في قتال الفتن يرى العجب العجاب ويدرك عظم المصاب، فأين
أنت أيها المسلم من أناس إذا طلب البيعة لنفسه فلم يستجب له سفك الدماء، ومن آخرين
إذا طلب مالا لحزبه فلم يعط أراق الدماء، وإذا شك في تزوير الانتخابات - مع جزمنا
بتحريمها - استخدم السلاح وأراق الدماء ومن رأى مِِن حاكِمِه ظلماً خرج عليه
بالتكفير والتدمير، وإذا لم يوافق على القتال في الفتنة قتل من لم يوافقه على
ذلك.
فقد صارت دماء المسلمين رخيصة عند كثير من
المسلمين وهي أغلى الدماء عند الله وعند عباده العارفين ولكن رخَّصتها الفتن التي
تجعل المفتون لا ينظر إلا إلى دنياه لا إلى آخرته، وإلى مصلحته لا إلى المصالح
العامة، وإلى ساعته لا إلى عواقب أمره، وإلى تعصبه لحزبه وقبيلته لا إلى الأخوة في
الإسلام.
وإنها لمسألة كبيرة جديرة بطرق العلماء لها
وإيضاح أحكامها، وقد حرصت في هذه الرسالة على صحة الأحاديث الواردة فيها وصحة
الآثار غالباَ، ونقلت من كلام أهل العلم ما دعت الحاجة إليه. وقد أسميت هذه الرسالة
"تمام المنة في فقه قتال
الفتنة".
وإني لأرجو الله أن ينفعني بها أولا، وينفع بها
من يشاء من عباده. فالله أسأل أن ييسر طبعها ونشرها والانتفاع
بها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وأصحابه أجمعين.
دار الحديث -
معبر
لتحميل
الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق