كثُر
اللغط بل الكذب لتمرير المخالفات الشرعية وتسويغ سماع المعازف باسم المؤثرات
الصوتية ، وخاصة في مجال ما يسمونه بـ"الأناشيد الاسلامية" ، و
"الشيلات" التي ابتلي بها جمهور من المسلمين اليوم ؛ وليسوا بالقليل ،
ولا أقول بين أوساط من يرى الغناء مباحاً ، بل في أوساط من يدّعي أنه يرى حُرمة
الغناء بحجة وجود المعازف – وأعني : بأوساط ما يُسمون بـ"شباب الصحوة ، ودعاة
الصحوة" كما يروق لهم تلقيبهم ؛ بحجة أن الصوت المسموع الذي يُشبه الموسيقى ليس بمعازف بل هو مؤثرات صوتية طبيعية .
فأقول
وأنا واثقٌ مما أقول :
إن
المؤثرات الصوتية التي يدندنون حولها بأنها مؤثرات طبيعية لا يوجد بها معازف ؛ لم
يكونوا أصحاب هذا الزعم صادقين ، ولا ناصحين فيما ادعوه ونشروه في أوساط الناس ليشتروا خواطرهم ، ويروجوا
لأناشيدهم الصوفية وشيلاتهم العامية .
بل المؤثرات الصوتية لا تكون إلا وقد دخلها شيء من المزامير بقوة التقنية الحديثة وإتقانها التي لا يعرفها ولا يلاحظها جمهور
الناس ، واسألوا عن ذلك أهل العلم والخبرة بها وإن كانوا فسقة ، ولا تسألوا
الكذّابين وإن كانوا متنسكين .
قال أحد الخبراء بالمؤثرات الصوتية في هذا الزمان :
"الايقاع هو
عبارة عن تفعيلة معينة بآلة أو مجموعة آلات ؛ كل آلة تقول شي مختلف عن الثانية .
مثلاً : الطبلة تقول : دوم دوم تك تك وتستمر .
والآلة الثانية مثل البونجوز : تك تتك دوم ، وهذا يعتبر عزف
حر لكن بموازين محددة مثلاً 4/4 أو 2/4 أو 3/4 ، وهذي الأرقام عبارة
عن أزمنة للسرعات ، وفي أكثر وأكثر من هذا .
والرق يقول شيء ثاني : تش تش تش تش
.
وأجهزة الكمبيوتر وبرامج الصوت بهذا الاستخدام الإيقاعي وعلى هذا
الإتقان من العزف يجعلها آلة لهو وإن لم تكن معدة لذلك في الأصل ثم إن اعتماد
كثير من المطربين وأهل الفن على برامج الصوت والأجهزة الحديثة يجعلها من أبرز
آلات اللهو في هذا العصر عند استخدامها لهذا الغرض
.." . انتهى .
ثم وجدت ولله الحمد لأحد الغيورين - على دينه أحسبه والله حسيبه -
مقطع يُثبت ما قلته من أن الشيلات يدخلها مزامير ولا محالة ، فقد زار بنفسه أحد
استديوهات الشيلات وهذا المقطع الصوتي المرئي :
http://www.mashahed.info/59674
فجزى الله خيراً من أرسل لي المقطع ؛ لنخرق به أعين الكذَّابين
المدلِّسين الذين لا يتورعون في الكذب على الناس والتلبيس عليهم في دينهم .
فاحذروا عباد الله مِن المدلسين
الغشاشين لعباد الله ، فقد ذمّ النبيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَجَرَ عَنْ غَشَّ الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً
فِي الْبَيْعِ ، وَالشِّرَاءِ ، وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنَ الْأَحْوَالِ ، ففي الحديث الصحيح :
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا ؛ فَنَالَتْ
أَصَابِعُهُ بَلَلاً ، فَقَالَ :
( مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟) ، قَالَ :
أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : ( أَفَلَا جَعَلْتَهُ
فَوْقَ الطَّعَامِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مني ) .
رَوَاهُ مُسلم (102) وغيره .
فإذا كان هذا الزجر فيمن غشّ في مسائل الدنيا ؛ فكيف
بمن يغش العباد فيما يتعلق بدينهم وآخرتهم ، لا شك ولا ريب أنّ ذلك يكون أعظم ذنباً
وجُرماً من ذاك .
كتبه
بياناً للحق وكشفاً لتلبيس شياطين الإنس على عُجالة /
أبو
فريحان جمال بن فريحان الحارثي
6 / شوال / 1437هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق