وقد سُئل الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله-ما حكم الحب في الإسلام ؟ وأقصد بالحب هو الحب بين الرجل والمرأة قبل الزواج
كأن يرى الرجل إمرأة فتعجبه لأخلاقها وعفتها فيحبها ، وحبه هذا ليس لشهوة مادية أو ما شابه ذلك ، وما هو الضابط في هذا الحب ؟

فكان جوابه :

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله أما بعد

فقد روى بن ماجة في سننه قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ .
وهذا الإسناد فيه نظر من أجل محمد بن مسلم فهو صدوق يخطيء إذا حدث من حفظه إلا أن العلامة الألباني صححه لماله والله أعلم عنده من طرق .
فالحب الذي هو ميل القلب لصاحب الصفات الموافقة للمحبوب كالعفة والأدب والإلتزام والجمال في الوجه وحسن الصورة من غير قصد للزنا والخلوة والخضوع بالقول والمواعدة والرسائل والمكالمات الهاتفية أمر لا يملكه القلب مالم يكن عشقا أو هياما ، مما يصد عن ذكر الله والصلاة ، لاحرج فيه .
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل ما يفعلانه المتحابان النكاح لا السفاح .ولكن ينبغي أن لا يلتفت إليها ويتزوجها إلا إذا كانت صالحة ، وأما إذا كانت ليست كذلك -وإن كانت عفيفة- بل تسمع الغناء وتنظر في التمثيليات ولا تلتزم الحجاب المنضبط بالشرع فالذي يخفف عنه تعلق قلبه بها لينصرف عنه يسرع بالزواج من صالحة جميلة إذا قدر ويكثر من قوله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وينصرف عن كل شيء يذكره بها فإنه إن تطور وصار عشقا فسيزول بهذه الأدوية إن شاء الله ، وقد ذكرها ابن تيمية رحمه الله .
أما إذا غلبته نفسه عليها وكانت عفيفة ويخشى على نفسه الوقوع في الحرام معها بإستدراجها أو غير ذلك ، ولم ينفع مع الصوم وتلك العلاجات ، فليتزوجها وليدعوها إلى تكميل النقص في دينها فإذا كانت الكتابية المحصنة العفيفة يجوز الزواج منها فهذه من باب أولى وأحرى ولكن ليتذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين تربت يداك والمجاهد من جاهد هواه ليطوعه لطاعة مولاه الذي خلقه فسواه والله أعلم .
المصدر
أسأل الله أن يرزق المسلمين الزوجات الصالحات والمسلمات الأزواج الصالحين ، وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى إنه وليّ ذلك والقادر عليه .