آخر المواضيع المضافة

الثلاثاء، 15 يناير 2013

هل لتقسيم الدين إلى أصول وفروع أصل في الشريعة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الشيخ العثيمين رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى في شرح نظم الورقات (ص232):
مسألة: هل لتقسيم الدين إلى أصول وفروع أصل في الشريعة؟
الجواب: تقسيم الدين إلى أصول وفروع بدعة، كما حقق ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(1) وقال: إن هذا التقسيم حصل-أظنه- في القرن الثالث، فهو بدعة، ويدلك على بطلان هذا التقسيم أنهم جعلوا من الفروع الصلاة والزكاة والصيام والحج، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها أركان الإسلام أصولاً، وهم يرون أنها فروع ثم يذكرون أشياء يرون أنها من الأصول وهي من الفروع يعني ليست أصلاَ، فمثلاً عذاب القبر من الأصول ولا شك أنه عقيدة لكن هل هو على البدن أو على الروح أو عليهما جميعاً؟ فهذا شيء آخر وهم يجعلونه من الأصول.
ولهذا نقول: أصل تقسيم الدين إلى أصول وفروع لا صحة له، وليس معروفاً بالكتاب ولا بالسنة ولا في أقوال الصحابة والتابعين، لكن تنزلاً مع الذين يرون ذلك نقول: إن الإنسان يكون مخطئاً أو مصيباً في الفروع والأصول على حد سواء.
وقال رحمه الله(ص55):... فالتقليد جائز للضرورة في الأصول والفروع، ثم إني أقول تبليغاً عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال رحمه الله:”تقسيم الدين إلى أصول وفروع بدعة، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه” ولذلك يرى هؤلاء المقسِّمون إلى أصول وفروع يرون أن الصلاة من الفروع. نقول سبحان الله! هل الصلاة التي من آصلِ الأصول من الفروع؟! فالقول الراجح أنه ليس هناك أصول وفروع، إنما فيه عِلْمِيَات وعَملِّيات، يعني: الدين ينقسم إلى عمليات وعلميات، العلميات تكون بالإيمان بها، والعمليات بالقيام بها. ولو أردنا أن نقسم إلى أصول وفروع، لقلنا: أركان الإسلام الخمسة كلها أصول.
________________
(1): مجموع الفتاوى(13/125)، (19/207)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق