آخر المواضيع المضافة

الاثنين، 21 يناير 2013

من أسرار تهجم القرضاوي على دولة الإمارات

من أسرار تهجم القرضاوي على دولة الإمارات

لقد حاول فئات مختلفة من إخوان مسلمين وتنظيم قاعدة وغيرهم الترويج للإشاعات المغرضة ضد دولة الإمارات والتحريض عليها وتشويه موقفها الإنساني النبيل المتمثل في تقديم العون لمواطني مالي وتوفير المساعدات للمتضررين منهم، وتصوير ذلك ضمن سيناريو تحريضي أسود على أنه جزء من حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين، متكالبين جميعا في إحدى الهاشتاقات على تغذية الفكر التكفيري ضد الدولة ونشر الأطروحات الإرهابية.
ولقد باءت هذه التحريضات المغرضة المتطرفة بالفشل الذريع؛ لأنها اصطدمت بالحقائق الواضحة للعيان، فدولة الإمارات ترفع راية الإسلام عالية خفاقة بجهودها الإنسانية في كل مكان، وما تقدمه في هذا الصدد الى مالي ينبع من إيمانها العميق والثابت بدعم الدول الشقيقة والصديقة، تجسيدا لتعاليم الدين الاسلامي الحنيف التي لا تفرق بين البشر، وتدعو الى تقديم الدعم والمساعدة لهم في الأزمات والملمات والكوارث، كما صرح بذلك معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وفي سياق دعم تلك التحريضات المغرضة ضد دولة الإمارات جاء دور القرضاوي ليتحرك من فوق إحدى المنابر لدعم هذه التحريضات ومحاولة إشعالها وتغذيتها واستغلال المنبر للاستعداء على دولة الإمارات وتغذية الفكر التحريضي ضدها.
وقد جاءت كلماته المسمومة على النسق نفسه الذي يروج له تنظيم القاعدة وأذنابهم حيث يقول القرضاوي ضمن كلماته:”سأفضح أسرارهم وأكشف جرائمهم ضد العرب وضد الإسلام وضد المسلمين إن شاء الله”!
فهو يصور دولة الإمارات بالإشارة الماكرة الخبيثة على أنها ضد العرب وضد المسلمين وضد الإسلام نفسه؛ ليدعم بذلك الفكر الإرهابي الجاهل الذي يصور الأمر في مالي على أنه حرب صليبية ضد الإسلام وأن كل من يقدم المساعدات للفقراء والمساكين والمتضررين من مواطني مالي على أنه متورط في الحرب الصليبية المزعومة.
ومع ما تضمنته كلمات القرضاوي من الكذب والتحريض المشين والخروج عن العلم والعدل والإنصاف فقد حاول بأسلوب ماكر في تغريداته في تويتر وفي موقعه أن يخفي عبارة (ضد الإسلام) التي تفوه بها من فوق المنبر، ربما كمحاولة منه بشكل أو بآخر لستر شيء من نزغاته المحرضة على التكفير، وإمعانا منه في المكر والتحريض أحال في موقعه إلى خطبته برمتها بما فيها من تلكم الكلمات المسعورة.
لقد أراد القرضاوي أن يصور دولة الإمارات على أنها معادية للإسلام ومعادية للعرب والمسلمين في كلمات تحريضية وتشويهية بائسة، وذلك لهدف شيطاني خسيس يتمثل في محاولة حشد أتباع الفكر التكفيري ضد دولة الإمارات، وإخراج شخصيات تكفيرية عن السيطرة بحيث تفكِّر في إلحاق الضرر بمقدرات الدولة، سواء كانت شخصيات تأتي من الخارج باسم الزيارة أو شخصيات موجودة على أرض الدولة.
إن مثل هذه الخطط الماكرة التي يسعى لها القرضاوي والإخوان المسلمون عموما تنطلق من أجندات إخوانية خبيثة تهدف إلى إحداث حالة من الفوضى في منطقة الخليج وضرب أمنها واستقرارها لتحقيق مآربهم السياسية وأطماعهم المادية.
ولقد أمعن القرضاوي في الكذب والبهتان وهو يصور دولة الإمارات على أنها معادية للعرب والمسلمين متغاضيا عن أن التاريخ نفسه يكذِّبه ويشهد وبأسطر من نور لدولة الإمارات العربية المتحدة دعمها المستمر لأشقائها وإخوانها وجهودها الإنسانية النبيلة ومبادراتها الدائمة في مد يد العون والمساعدة إلى المتضررين والمنكوبين وذوي الحاجة أينما كانوا، ولكن الحزبية التي غرق فيها القرضاوي أعمته عن الاعتراف بهذه الحقائق الناصعة التي هي كالشمس في رابعة النهار، بل جعلته بليد الإحساس لا يعترف بتلك الحقائق التي لا يمكن إنكارها، فصار أسوء حالا من الأعمى نفسه الذي وإن كان لا يرى فهو يحس ويشعر ويسمع ويعرف.
وأما تجرؤ أصحاب الأفكار الثورية على قلب الحقائق بتصوير الأمر في مالي على أنه حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين فليس هذا التحريف والتزوير أمرا مستغربا عليهم، فهو ديدن الجماعات الإرهابية المتطرفة وأصحاب الأفكار الثورية في كل زمان ومكان.
لقد تجاهل هؤلاء جميعا في سبيل أفكارهم الثورية المسلمين المستضعفين في مالي الذين هدد أمنهم الاضطرابات التي وقعت في بلادهم وما تبعها من محاولة تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية المسلحة استغلال ذلك للزحف إلى عاصمتهم وانتزاع السلطة بالقوة واستباحة الدماء والأنفس وما ينتج عن ذلك من كوارث ومآسي وتشريد.
أليس هؤلاء المستضعفون مسلمين؟!
هل أصبح تنظيم القاعدة هم الإسلام والآخرون من المسلمين كفارا لا حرمة لهم ولا كرامة؟!
إن فكر القاعدة ومن على شاكلتهم هو فكر تكفيري سوداوي خطير، ومن جوانب خطورته أنه فكر تكفيري متسلسل متشعب يبدأ بتكفير الحكام، ويمتد إلى تكفير الشعوب، وينسحب إلى من يساند تلك الحكومات أو الشعوب، وتظهر الخطابات التكفيرية على ألسنة هؤلاء بصورة جلية إذا كان شيء مما سبق يهدد مصالح تنظيم القاعدة وأجنداتها وعملياتها الإرهابية بدعوى أن هؤلاء الذين يكيلون لهم التكفير هم ضد الإسلام والمسلمين.
وليس هذا الفكر المتطرف بجديد، بل هو امتداد لفكر الجماعات الإرهابية المسلحة الأوائل التي نأت بنفسها عن جمهور المسلمين وخرجت على الخليفة عثمان رضي الله عنه حتى قتلته ثم قاتلت الخليفة عليا رضي الله عنه ومن معه من المسلمين، زاعمين أنهم يريدون بذلك إقامة الحكم الإسلامي، فلم يكن علي رضي الله عنه ولا من معه من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يقيمون الحكم الإسلامي في نظر هؤلاء الإرهابيين.
وإذا كان قد تجرأ كبيرهم قبل ذلك وقال لخير الخلق وأشرفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:”اعدل يا محمد فإنك لم تعدل”؛ أفغريب بعد هذا أن يقول هؤلاء المجرمون اليوم لحكامنا هذه الكلمة وقد قال أسلافهم مثلها لأطهر الخلق وأزكاهم صلى الله عليه وسلم؟
إن الواجب علينا ألا نغتر بالشعارات البراقة والأفكار المتطرفة مهما زُخرف وزُينت، والعالم اليوم يعرف جيدا أن تنظيم القاعدة ومن يشايعهم ليسوا إلا شوكة في حلوق المسلمين وسببا لتمزيق كلمتهم وقلقة استقرارهم.
فكم جنى هؤلاء المتطرفون على الإسلام والمسلمين؟!
وكم ارتكبوا الإساءات الكبرى باسم الدين الحنيف؟!
أما آن لهؤلاء المجرمين أن يعلموا أنهم ليسوا إلا أداة حقيرة لضرب المسلمين وتشويه الدين؟!
اللهم إنا نبرأ إليك من أفاعيل هؤلاء المجرمين وجرائرهم وما جنوه على دينك وعبادك.
اللهم احفظ بلادنا وقيادتنا ومجتمعنا من كل كيد ومكر، وزدنا أمنا وأمانا وتلاحما واستقرارا، وخذ بأيدينا لإعلاء كلمتك على الوجه الذي يرضيك عنا، وطهر أرضك من الذين يريدون سوءا بدينك وعبادك من تنظيم القاعدة وأشياعهم وأنت على كل شيء قدير.



كاتب إماراتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق