آخر المواضيع المضافة

الأربعاء، 23 يناير 2013

عمّالنا ظهرت في صور أعمالنا

بسم الله، و الحمد لله، و الصّلاة و السّلام على رسول الله، و على آله و صحبه و من والاه
أمّا بعد :

فهذه كلمة بليغة قالها عالم فقيه محقّق أحببت نقلها لمسيس الحاجة إليها .
و هي تذكير ليس إلاّ، فلقد قرئت و سمعت كثيرا من قبل،فعسى الله تعالى أن ينفع بها .


قال العلاّمة ابن القيّم ـ رحمه الله تعالى و رفع درجته في الدّارين و نفع بعلمه ـ :
" ... وتأمّل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأنّ أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم؛ فإن استقاموا استقامت ملوكهم، وإن عدلوا عدلت عليهم، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم، وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحقّ وبخلوا بها عليهم، وإن أخذوا ممّن يستضعفون ما لا يستحقّونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقّونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكلّ ما يستخرجونه من الضّعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوّة، فعمّالهم ظهرت في صور أعمالهم .

وليس في الحكمة الإلهيّة أن يولىّ على الأشرار الفجّار إلاّ من يكون من جنسهم .

ولمّا كان الصدر الأوّل خيار القرون وأبرّها كانت ولاتهم كذلك، فلمّا شابوا شيبت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولّى علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيزّ فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، و كلّ من الأمرين موجب الحكمة و مقتضاها . "

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مفتاح دار السّعادة ومنشور ولاية أهل العلم و الإرادة
(فصل في التّأمّلّ في خلق السّمك و الجراد)
ص : 354
ط 1 ـ دار ابن حزم للطّلاعة و النّشر و التّوزيع ـ بيروت
السّنة : 1424 هـ / 2004 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق