آخر المواضيع المضافة

الخميس، 10 يناير 2013

محمد الحضيف والدناءة في الطرح والأسلوب

ما يزال أصحاب التوجهات المائلة المولعين بلبس النظارات السوداوية المعتمة غرقى في أفكارهم المسمومة، تتلاطم بهم أمواجها يمنة ويسرة، وتجرفهم تياراتها بعيدًا عن الخلق والأدب والإنصاف والنظرة المتزنة المستقيمة، فلا ينظرون إلى من يخالفهم إلا نظرة سوء، ولا ينطقون حيالهم إلا بالكذب والمبالغات والبهتان، في نرجسية عجيبة تبيح لهم قلب الحقائق وتشويهها وظلم الآخرين انتصارا لأبناء فكرهم ومَن شاكَلهم من دون مراعاة لأي ميزان سويٍّ ولا قيم نبيلة.
لقد آثر محمد عبد الرحمن الحضيف في تهجماته المستمرة على دولة الإمارات ودول الخليج أن ينزل إلى دركات متدنية، تجرد فيها عن الموضوعية في التعاطي مع الحقائق بل نزل إلى مهاوي التكفير بالتعريض والتلميح، كما تجرد عن الأدب والخلق وآثر أن يرشق الآخرين بالبذاءات.
والسؤال: لم كلُّ هذا التهجم من الحضيف وبمثل هذه الأساليب الدنيئة؟!
إنه التعصب المقيت للأفكار الثورية والإرهابية، والسعي الحثيث لإسقاط أنظمة دول الخليج تحقيقا لمآرب تنظيم القاعدة وإخوانهم من السروريين والإخوان المسلمين، حيث يقوم محمد الحضيف مع آخرين بدور المؤجِّج والمهيِّج الذي يستغل قضية هنا وهناك ويحرِّفها عن حقيقتها ليشعل حولها النيران ويدق فوقها طبول الفتنة والاستعداء؛ سعيا لإسقاط من يسميهم بالطواغيت.
إن الدور الذي يمارسه محمد الحضيف ومن على شاكلته هو دور معروف في أدبيات الجماعات الثورية والإرهابية بل وفي الجرائم عموما، وهو دور التحريض والتهييج ولكن بأساليب ملتوية خبيثة وبالتهريج والازدراء والسخرية.
يقول محمد الحضيف:”يا للحقارة..! نساء في الاعتقال، وتهم رخيصة.. وذكور لهم (ملامح) رجال، وثقافة الدكتاتور والطواغيت الهالكين: من أنتم ؟”.
لم يجد الحضيف من الأدب والخلق ما يردعه عن التعبير عن أحقاده بمثل هذه العبارات الدنيئة والكاذبة.
حيث صار الاستدعاء عنده اعتقالا!
وصار تطبيق القانون في نظره حقارة!
وصار الحرص على تحقيق العدالة وإرساء دعائم الاستقرار في أدبياته السوداء ديكتاتورية وطاغوتية!
وزاد في الدناءة والخسة حتى وصف الشرفاء من أبناء هذا الوطن بأنهم ذكور لهم ملامح رجال!
ثم يقول بكل عنجهية: من أنتم؟
فنقول: ومن أنت؟!
لقد كشفتَ بلسان مقالك عن حقيقة حالك حتى آثرت الكذب والافتراء ورمي الآخرين بالقبائح ظلما وبهتانا، حتى وصل بك الحقد والتعصب الأعمى إلى أن تستدل بكل صفاقة بأفرام تشومسكي الأمريكي اليهودي للطعن في دولة الإمارات.
فهل صار أفرام تشومسكي عندك أتقى عند الله وأوثق في القول وأحرص على الخير والهدى من حكام الخليج المسلمين وشعوبهم المسلمة الملتفة حولهم؟!
ألا تستحي يا رجل من أن يصل بك الإسفاف إلى أن تركن إلى مقالة يهودي وترمي أبناء جلدتك بأنهم ذكور لهم ملامح رجال؟!
أيُّ خُلق تملك؟!
لقد أكد النائب العام للدولة بأن النيابة العامة تقوم باستدعاء المذكورات للتحقيق معهن، مراعية في إجراءاتها الأحكام والمبادئ المستمدة من الشريعة الإسلامية في معاملة النساء، وخصوصية مجتمع الإمارات وأعرافه وتقاليده في هذا الشأن، دون الإخلال باعتبارات العدالة والمساواة بين الأشخاص أمام القانون الذي لا يفرق بين الناس على أساس الجنس من ذكر وأنثى متى تبين للسلطة القضائية أنه ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون.
فما الذي يزعجك في مثل هذا يا محمد الحضيف؟!
أليس الرجال والنساء سواء أمام القانون؟!
أليست مراعاة الأحكام والمبادئ المستمدة من الشريعة الإسلامية في معاملة النساء وخصوصية مجتمع الإمارات وأعرافه وتقاليده في هذا الشأن هي أسمى وأجلى الصور في معاملة النساء؟!
هل أصبحت مراعاة أحكام الشريعة في معاملة النساء وخصوصية الأعراف والتقاليد لا معنى له عندك؟!
هل تريد أن تخترع قانونا جديدا من عندياتك يا الحضيف انتصارا لأفكارك وأخلاقك بعيدا عن الشرع والعقل؟!
ويقول الحضيف ممارسا أسلوبه الدنيء:”دولة تدعي على نساء .. زوجات وبنات معتقلين، بالتخطيط لانقلاب على الحكم .. ليست دولة، بل صالون تجميل”.
هكذا يتبجح الحضيف بكل جرأة ودناءة فيعتبر تطبيق القانون جريمة! وأن الدولة التي تحرص على سلامة رعاياها والوقوف أمام المخططات المغرضة وتراعي الأحكام والمبادئ المستمدة من الشريعة الإسلامية في معاملة النساء هي صالون تجميل!
فأفٍّ لك يا الحضيف ولما تقول.
ويبدو صورة التحريض والتكفير واضحا حينما يصف الحضيف حكام دولة الإمارات بالطواغيت الهالكين، ولنتساءل ماذا يعني ذلك عند الحضيف؟
يقول الحضيف:”والله إن الله يمتحن طواغيت العرب بالطاغوت المصري، ليضاعف لهم العذاب على إيغالهم بالظلم والغي..سيعتذرون، وسيقول الرب سبحانه: ألم تأتكم آياتي..؟”.
وهذا تكفير مبطَّن يطلُّ بقرنَيه، حيث يصوِّر الحضيف حكام العرب بأنهم طواغيت مكذبون بآيات الله سبحانه مستحقون للعذاب المضاعف.
فقول الحضيف:”سيقول الرب سبحانه: ألم تأتكم آياتي …” يشير به إلى الآيات التي نزلت في المكذبين، كقوله سبحانه:{حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 84]، وقوله سبحانه:{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} [الجاثية: 31]، وقوله سبحانه: {بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر: 59]، ، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} [المؤمنون: 105].
هكذا يجنح الفكر التكفيري بمحمد الحضيف إلى مهاوي سحيقة بعيدة عن القيم المعتدلة والأخلاق الكريمة، ويجرفه الحقد حتى يصبح عنده مقال يهودي مليء بالأكاذيب مقدم على واقع بني جلدته، من دون أن يمنعه من ذلك حياء أو بقية عقل منصف.
وليعلم الحضيف ومن على شاكلته من المنبطحين أمام الأفكار الثورية أن المجتمع الإماراتي غيور على وحدته واستقراره وقيمه ومبادئه، ولئن كان الحضيف يتشدق بمقال يهودي مثل أفرام فإن المجتمع الإماراتي يفتخر ويعتز كل الاعتزاز بدينه الحنيف ويقف صفا واحدا بقلوب مجتمعة مع قيادته النبيلة وحكامه الأوفياء البررة أمام كل حاقد يريد تمزيق الوطن ونثر بذور الشرور والأحقاد.
حمى الله سبحانه دولتنا وقيادتنا ومجتمعنا من كل سوء وردَّ كيد الكائدين في نحورهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق