آخر المواضيع المضافة

السبت، 5 يناير 2013

شكرا رجال أمن الدولة

لقد تكالب المتآمرون من أصحاب الأجندات الحزبية للنيل من هذه الدولة وأمنها وسلامتها في سبيل تحقيق مصالحهم وغاياتهم المغرضة، ونسجوا مؤامراتهم بأيادي الغدر والجحود، غدروا بدولتهم وولاة أمرهم ومجتمعهم، وجحدوا ما قدمت لهم الدولة من مقومات الحياة الراقية التي يستطيعون بها أن يحققوا مصالح دينهم ودنياهم، ولم يتورعوا حتى عن نسج الأكاذيب ضد دولتهم وترويج الشائعات والمجاهرة بذلك في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها أمام أنظار العالم كله، غير مبالين بسوء صنيعهم وبعواقبه ونتائجه.
كان هؤلاء يخططون ويتآمرون ظانين أن بإمكانهم أن يفعلوا ما يريدون من صنع الفتن والقلاقل، ولكن كانت هناك عيون ساهرة، وكان هناك في القمم الشامخة رجال من نوع فريد، رجال يعملون في جد واجتهاد لكسر هذه المؤامرات وإبطالها، رجال شهد بكفاءتهم ما نعيشه على أرض هذه الدولة من أمن وأمان وطمأنينة واستقرار، حتى تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة المراكز المتقدمة والمرموقة في إرساء الأمن والأمان ومكافحة الجرائم بمختلف صورها.
لقد سطَّر هؤلاء الرجال المخلصون مواقف بطولية، حتى أصبحت ربوع الوطن تنطق بصوت عذب شجي شاهدةً بأن وراء ينابيع الأمن التي تتدفق في واحاتها المزهرة الغنَّاء رجال يعملون بإخلاص وتفاني.
إن هؤلاء الأبطال الأفذاذ هم بحقٍّ حصن من حصون هذا الوطن الغالي، وسدٌّ منيع في وجوه الحاقدين والمغرضين الذين يتربصون بدولتنا وقيادتنا ومجتمعنا الدوائر، وهم موضع ثقة ولاة الأمر والمجتمع ومحلُّ تقديرٍ وافتخارٍ وإكبار.
إننا ومن هذا المنبر نرفع صنوف الشكر والعرفان لهؤلاء الرجال الذين حملوا على عاتقهم هذه المسؤولية الكبرى فكانوا أهلا لها.
فلكم جزيل الشكر والعرفان يا رجال الأمن والعيون الساهرة.
عملتم بصمت، وبذلتم كل وسع، وتميزتم في أدائكم وكفاءاتكم، وأديتم الدور المنوط بكم على أكمل وجه ولا تزالون.
فلكم جزيل الشكر والعرفان.
إنكم أيها الأبطال على ثغرة عظيمة من ثغور هذا الوطن، وعلى عمل جليل له أجره وفضيلته، وإننا لنرجو أن يَصدُق فيكم قول نبينا صلى الله عليه وسلم: “عينان لا تمسهما النار أبدا: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”.
ولقد ورد في كتاب الله تعالى التنويه على أهمية الأمن في آيات مباركات عديدة.
قال الله تعالى:{وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعل هذا بلدا آمنا}، وردت في سورتين من كتاب الله.
وقال سبحانه:{أولم يروا أنَّا جعلنا حرما آمنا}.
وقال عز وجل:{أولم نُمكِّنْ لهم حرما آمنا}.
وقال تعالى:{وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
وقال سبحانه:{وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة}.
وقال تعالى:{سيروا فيها ليالِيَ وأياما آمنين}.
وقال تعالى:{وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا}.
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم:”من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”.
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام:”اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي”.
وانطلاقا من ذلك وتحقيقا لهذا المعنى العظيم فقد نص دستور الدولة في المادة رقم (10) عند الكلام عن الاتحاد ومقوماته وأهدافه الأساسية:”أهداف الاتحاد هي الحفاظ على استقلاله وسيادته وعلى أمنه واستقراره”.
كما نص في المادة (14) عند الكلام على الدعامات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية للاتحاد:”المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة” إلخ.
فهنيئا لكم يا رجال الأمن وأنتم على هذه الثغرة العظيمة من ثغور الوطن.
لقد أثمرت جهودكم عن واقع ملموس مشهود مشرق، تحقيقٌ للأمن، وصيانةٌ للدين، وحفظٌ للأعراض والأموال والأنفس، وتعزيزٌ لمكانة الدولة واستقرارها.
فرفع الله درجاتكم وأجزل لكم الأجر والمثوبة.
لقد حاول تنظيم الإخوان المسلمين وبعض الليبراليين أن يشنوا حربا إعلامية فاشلة تهدف إلى تشويه رجال الأمن وتصوير العمل في هذا السلك الشريف على أنه تهمة وعار، وتمادوا في ذلك حتى وظَّف بعضهم الألفاظ القبيحة التي يترفَّع عنها أصحاب المروءة والخلق، متجاهلين في ذلك كله أنهم باتهاماتهم هذه إنما يتهمون أنفسهم، وأنَّ ما يقومون به من الإساءة إلى المؤسسات الأمنية ورجالاتها هو العار بعينه، حتى أصبح حال هؤلاء المسيئين المتمادين في إساءاتهم كما قال الشاعر:
خفافيشُ أعماها نهارٌ بضوئهِ … فَلاءَمَها قِطَعٌ من اللَّيل غَيهبُ
وكما قال آخر:
إذا لم يكن للمرء عينٌ بصيرةٌ … فلا غَرْوَ أن يرتابَ والصبحُ مسفرُ
إنَّ استئصال مثل هذه الثقافات الفاسدة التي تهدف إلى تشويه رجال الأمن ومؤسسات الدولة مطلب ضروري، كما أن إيجاد حواجز نفسية وخلق انطباعات سلبية ضد رجال الأمن أمر لا يخدم إلا أصحاب الأجندات المغرضة الذين يكنُّون العداء البالغ والحقد الشديد للأجهزة الأمنية التي تقف لهم ولمؤامراتهم بالمرصاد.
لقد كان الأحرى بهؤلاء المسيئين أن يرجعوا إلى صوابهم ورشدهم، وأن يعترفوا بجرائرهم، وأن ينخلعوا من الأجندات المشبوهة، وأن ينأوا عن التنظيمات والأحزاب والخلايا التي تمزق المجتمع وتثخن فيه الجراح، فإنَّ الإصرار على الخطأ والتمادي فيه لا يقود صاحبه إلا إلى التهلكة وما لا تُحمد عقباه.
كما أننا نرفع جزيل الشكر والتقدير إلى كافة رجال الشرطة والمثقفين وأصحاب الأقلام الوطنية المبدعة والأصوات الوفية الغيورة والمجتمع الإماراتي من الكبار والصغار والرجال والنساء الذين كان لهم جميعا جهودهم في تعزيز الاستقرار والوقوف بالمرصاد أمام من تسول له نفسه الإخلال بأمن هذه البلاد وأمانها وتهديد سلامتها واستقرارها.
فإلى هؤلاء جميعا الشكر والعرفان، متمنين لهم كل عطاء مزهر في خدمة الدين والوطن.
وحفظ الله دولتنا الغالية إمارات الخير وأدام عليها نعمه وبركاته.

كاتب إماراتي حفظه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق