آخر المواضيع المضافة

الخميس، 18 أغسطس 2016

في بعض الآيات القرآنية يقول الله عن نفسه: (نحن)

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 2872 ):

س2: في بعض الآيات القرآنية يقول الله عن نفسه: (نحن)، وفي بعضها يقول: (هو)، أي أنه يذكر نفسه بالجمع أحيانًا وبالمفرد أحيانًا، فما معنى هذا؟


ج2: من أساليب اللغة العربية أن الشخص يعبر عن نفسه بضمير نحن للتعظيم، ويذكر نفسه بضمير المتكلم الدال على المفرد كقوله: (أنا)، وبضمير الغيبة نحو (هو)، وهذه الأساليب الثلاثة جاءت في القرآن، والله يخاطب العرب بلسانهم، وأما زعم النصارى أن مثل قوله سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ ، وما أشبهها تقتضي التثليث فهو زعم باطل، تدل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع أهل العلم والإِيمان على بطلانه، مثل قوله تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، وقوله سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ إلخ السورة، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًّا.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء

عضو    عضو    نائب رئيس اللجنة    الرئيس
عبد الله بن قعود     عبد الله بن غديان     عبد الرزاق عفيفي     عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

سُعْدَى رضي الله عنها وأسعدها لسُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية

سُعْدَى رضي الله عنها وأسعدها
 
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ خاتم رسل الله، وعلىٰ آله وصحبه ومَن والاه.
أمَّا بعد:
قال الحافظ المنذري رَحِمَهُ اللهُ:
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ جَدَّتِهِ سُعْدَى(1)، قَالَتْ: دَخَلتُ يَوْمًا عَلَى طَلْحَةَ(2) -تعني ابنَ عُبَيدِ الله- فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثِقَلًا، فَقُلْتُ لَهُ:
مَا لَكَ؟! لَعَلَّكَ رَابَكَ مِنَّا شَيْءٌ فَنُعْتِبَكَ(3)؟ قَالَ:
لَا، وَلَنِعْمَ حَلِيلَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْتِ، وَلَكِنِ اجْتَمَعَ عِنْدِي مَالٌ، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهِ؟! قَالَتْ:
وَمَا يَغُمُّكَ مِنْهُ؟! ادْعُ قَوْمَكَ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ:
يَا غُلَامُ! عَلَيَّ بِقَوْمِي.
فَسَأَلْتُ الْخَازِنَ: كَمْ قَسَمَ؟ قَالَ: أَرْبَعَمِئَةِ أَلْفٍ.
رواه الطبراني بإسناد حسن.
__________
[تعليقات أبي رَحِمَهُ اللهُ]:
(1) وهي امرأةُ طلحةَ بنِ عبيد الله رضي الله عنه، كما في الخبر نفسه عند الطبراني، اختصره المؤلفُ رحمه الله.
(2) كذا الأصل، وفي "الطبراني": "دخل عليّ يومًا طلحة". وكذا في "الحلية".
(3) أي: نعطيكَ (العُتْبَى)، وهو الرجوعُ عن الإساءةِ إلى ما يُرضي القلب.
 
"صحيح الترغيب والترهيب" (8- كتاب الصدقات/ 15- الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير/ 1/ 550/ ح 925 (حسن موقوف)).
%25D8%25B1.gif
 
هي سُعْدَىٰ بنتُ عوف المُرِّيَّة، أُمُّ يحيى بنِ طلحة.
"روت عَن: النبيِّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وعن زوجها طلحةَ بنِ عُبَيد الله، وعُمَرَ بنِ الخطاب.
روى عنها: ابنُ ابنِها طلحةُ بنُ يحيى بْنِ طلحة بْنِ عُبَيدِ الله، ومحمدُ بنُ عِمْران الطلحي، وابنُها يحيى بنُ طلحة بْنِ عُبَيد اللَّه"[1].
والحديثُ مِن فضائلها؛ فهذا الأدبُ في تلمُّسِها سببَ هَمِّ زوجها، وخوفِها أن يكون لها تَبعةٌ فيه، وإعلانِها -مُقدَّمًا!- أنها سترجع إلى ما يُرضِي! وهذا الزهدُ الهادي إلى هذي المشورةِ السخيَّة -مع تأمُّلِ قولها «قومك»!- لا يكون إلا من نفسٍ زكيّةٍ كريمةٍ عفيفة شاكلت نفْسَ زوجها طلحةَ إذ هو (الفَيَّاض)! رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
ويا سَعدها حين يُترجَم لها فيُذكر أنّ لها حديثًا في فضل (لا إله إلا الله)[2]!
وهو حديثٌ عظيمٌ كان حِرصُ زوجها طلحة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- على العلم به سببًا لِهمِّه -أيضًا!-؛ حَزَنًا أن لا يكون عالِمًا به!
فعن يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أُمِّهِ سُعْدَى الْمُرِّيَّةِ قَالَتْ:
"مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ -رضي اللهُ عنهما- بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
مَا لَكَ كَئِيبًا؟ أَسَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ [يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ] قَالَ:
لَا، [-وَأَثْنَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ-]، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا كَانَتْ نُورًا لِصَحِيفَتِهِ، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ الْمَوْتِ».
فَلَمْ أَسْأَلْهُ حَتَّى تُوُفِّيَ! قَالَ:
أَنَا أَعْلَمُهَا، هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَمَّهُ عَلَيْهَا، وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ شَيْئًا أَنْجَى لَهُ مِنْهَا؛ لَأَمَرَهُ"[3].
 
"يا بَاغِيَ الإِحْسَـــــــــــــــــــــــــانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ * لِيَفُوزَ      مِنْهُ       بِغَايَهِ     الآمَالِ
انْظُرْ إلى هدْيِ الصَّحَابَةِ وَالذِي * كانُوا  عَلَيْهِ   في  الزَّمَانِ     الَخْالِي
واسْلُكْ طَرِيقَ القَوْمِ أَيْنَ تَيَمَّمُوا * خُذْ يَمْنَةً  ما الدَّرْبُ ذَاتَ شِمَالِ
تَاللهِ! مَا اخْتَارُوا لِأَنْفُسِهمْ سِوَى * سُبُلِ الهُدَى فى القَوْلِ وَالأفعالِ
دَرَجُوا عَلَى نَهْجٍ الرَّسُولِ  وَهَدْيِهِ * وَبِهِ  اقْتَدَوْا  في   سَائرِ   الأحوالِ
نِعْمَ الرَّفِيقُ لِطَالِبٍ يَبْغِي الْهُدى * فمآلُهُ  في الَحْشْرِ  خَيْرُ  مآلِ"[4]
 
الإثنين 12 ذي القعدة 1437هـ
 


[1] - كما في "التهذيب" (35/ 195).
[2] - ينظر "الاستيعاب" لابن عبد البر (4/ 1860).
[3] - رواه ابن ماجه واللفظ له، ورواه غيرُه، كما ورد من غير طريق سُعدى، والزيادتان مِن ذلك وهما في "مسند الإمام أحمد" (1/ 161)، وينظر "صحيح سنن ابن ماجه" (3062)، و"أحكام الجنائز" (المسألة 25/ ص 48 و49 ، ط 1 للطبعة الجديدة، 1412ه، مكتبة المعارف).
[4] - العلامة ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ؛ "إغاثة اللهفان" (1/ 254 و255 - ط مصطفى البابي).
 
 
- سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية في 8/15/2016

الاثنين، 15 أغسطس 2016

(( كيف ترفع الغم والكتمة عن قلبك ))

(( كيف ترفع الغم والكتمة عن قلبك ))
عن الأغر المزني -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
" إنه لَيُغانُ على قلبي، وإني لأستغفرُ اللهَ في اليومِ مائةَ مرةٍ "،

[رواه مسلم ].
شرح الحديث :
قال رسول الله ﷺ فيما رواه عنه الأغر المزني رضي الله عنه إنه: ليغان على قلبي يعني: يحدث له شيء من الكتمة والغم وما أشبه ذلك،
وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة : يقول أستغفر الله في اليوم مائة مرة هذا وهو النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بنا!

ولكن قلوبنا قاسية ميتة، لا يغان عليها بكثرة الذنوب، ولا يهتم الواحد منا بما فعل،
ولذلك تجد الإنسان غير مُبَالٍ بمثل هذا وقليل الاستغفار،
والذي ينبغي للإنسان أن يكون له أسوة حسنة في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويُكثر الاستغفار،
كما قال ابن عمر: (إننا نعد للنبي -صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة أو أكثر "رب اغفر لي وارحمني").

وكذلك أخبر صلى الله عليه وسلم أن من نعمة الله على العباد أنه إذا ابتلاهم بالذنوب فاستغفروا الله غفر لهم، وأنه لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم، وهذا حث على أن يستغفر الإنسان ربه ويكثر من الاستغفار لأنه ينال بذلك درجة المستغفرين من الله عز وجل.
المصدر : كتاب رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.

الأحد، 14 أغسطس 2016

لا تقل اني كسلان

(شبكة الورقات)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


أما بعد :

قال ابن أبي شيبة في المصنف
27036- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَن مِسْعَرٍ ، عَن سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ : إنِّي كَسْلاَنُ.

وقال ابن أبي حاتم في تفسيره
6139 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْغُبَرِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ , ثنا الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْأَعْرَابِيُّ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ , عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ كَانَ [ص:1096] يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ إِنِّي كَسْلَانٌ وَيَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} [النساء: 142]

وقال البخاري في الأدب المفرد

- بَابُ قَوْلِ الرَّجُلِ: إِنِّي كَسْلانُ
800- حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم كَانَ لاَ يَذَرُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا.

أقول : والأخذ بما قال ابن عباس أحوط و( كسل ) تختلف عن ( كسلان )

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

المملكة العربية السعودية مملكة التوحيد بشهادة العلماء - الشيخ أحمد بازمول

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

فهذا مقال جمعت فيه بعض أقوال أهل العلم والإيمان في الثناء على آل سعود حكام المملكة العربية السعودية ودولتهم الأَبِية السُنِّية نصرة للحق وإبطالاً للباطل .
اختصرته من كتابي : " مَرَاقِي السُّعُوْد فِــيْ ثَنَـــاءِ العُلَمَاءِ عَلَـــى حُكَّـامِ آلِ سُعُوْد".

والواقع أنَّ المملكة العربية السعودية يشهد بفضلها ومكانتها لسان الحال ويصدقه لسان المقال من هؤلاء العلماء الربانيين، فما أصدق اللسانين، وما أعدلهما، وهذه البلاد الطيبة يشهد بفضلها وبفضل حكامها كل منصفٍ عرف الحق وشهد به .

"وقد قرر مجلس هيئة كبار العلماء بالإجماع أنَّ المملكة العربية السعودية - بحمد الله - تحكم شرع الله، والمحاكم الشرعية منتشرة في جميع أرجائها ولا يمنع أحد من رفع ظلامته إلى الجهات المختصة في المحاكم أو ديوان المظالم"

وهذه الأقوال منهم إجماع على أنَّ المملكة العربية السعودية هي بلاد التوحيد والسنة وأنَّها بلاد تطبق الشريعة الإسلامية في كل مرافقها ؛ وأنها معقل الإسلام الأخير الذي يجب على شبابنا أن يحافظوا عليه وأن لا يتخاذلوا عنه .

وإليك الآن أخي الكريم بعض أقوال أهل العلم والإيمان :

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ آل الشَّيْخ
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- الحكومة – بحمد الله – دستورها الذي تحكم به هو كتاب الله وسنة رسوله r، وقد فتحت المحاكم الشرعية من أجل ذلك تحقيقاً لقول الله تعالى ] فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [، وما عدى ذلك فهو من حكم الجاهلية الذي قال تعالى فيه ] أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[ .
- محاكم هذه المملكة لا تتقيد بأي قانون وضعي، وإنما تسير في أحكامها وفق ما تأمر به الشريعة الإسلامية.
- حكومتنا – بحمد الله – شرعية دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
- الحكومة السعودية – أيدها الله بتوفيقه ورعايته – لا تحتكم إلى قانون وضعي مطلقاً، وإنما محاكمها قائمة على تحكيم شريعة الله تعالى أو سنة رسوله r أو انعقد على القول به إجماع الأمة، إذ التحاكم إلى غير ما أنزل الله طريق إلى الكفر والظلم والفسوق.

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ تَقِي الدِّيْنِ الهِلَالِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- الشعب السعودي والمملكة السعودية بقيادة ملكها الإمام المصلح جلالة الملك فيصل والأئمة السابقين من أسلافه رحمهم الله لم يزالوا يحكمون شريعة الله، ويتخذون القرآن إماماً والسنة سراجاُ، يضيئان لهمظلمات الحياة الدنيا بانتشار الأمن على الأنفس والأموال والأعراض في بلادهم إلى حد لا يوجد له نظير في الدنيا ... ونحن نشاهد شريعة القرآن تنفذ على رؤوس الأشهاد، في هذه المملكة الفذة، فيقتل القاتل المتعمد، ويرجم من الزناة من يستحق الرجم، ويجلد من يستحق الجلد مع التغريب، وتقطع يد السارق، ويقام الحد على الشارب، ولا يحكم حاكم في جميع أرجائه إلاّ بشريعة القرآن، فكيف يستطيع مسلم أو منصف أن يسوي بينهما وبين من يحل ما حرم الله، ويحكم بغير ما أنزل الله

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ عَبْدِ العَزِيْز ابنِ بَازٍ
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- آل سعود - جزاهم الله خيراً - نصروا هذه الدعوة، هؤلاء لهم اليد الطولى في نصر هذا الحق - جزاهم الله خيراً - ساعدوا، نصروا، فالواجب محبتهم في الله، والدعاء لهم بالتوفيق، محبتهم في الله .
- العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا : مصر، الشام، العراق، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها ؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال.
- بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول : إنَّ التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها ... والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد.

- هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة .

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ مُحَمَّد نَاصِرِ الدِّيْنِ الأَلْبَانِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- اسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد .
- السعوديون – وخصوصاً أهل العلم منهم – لا يزالون – والحمد لله – محتفظون بعقيدتهم في التوحيد، محاربين للشركيات والوثنيات التي منها الاستغاثة بغير الله تعالى من الأموات .
الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه رفعوا راية التوحيد خفاقة في بلاد نجد وغيرها ، جزاهم الله عن الإسلام خيراً .
- عَلَمهُم هو العلم الوحيد في الدنيا الذي يكتب عليه إشارة التوحيد ...هذا العلم الذي يُلَوِح بالإيمان الصحيح والتوحيد الصحيح المقرون بالإيمان بأن محمداً رسول الله ألاَّ ترونهم في المساجد هناك يعبدون الله ويؤذن المؤذن .
منهجنا قائم على إتباع الكتاب والسنة, وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, وأعتقد أن البلادالسعودية إلى الآن لا يزال الكثير من أهل العلم فيهم على هذا المنهج .

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ مُحَمَّد بن صَالِح العُثَيْمِيْن
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني : المملكة العربية السعودية - .
- هذه البلاد - ولله الحمد - بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية والقضاة لا يحكمون إلا بالشريعـة الإسلامية والصيام قائم والحج قائم والدروس في المساجد قائمة ...

ثم إذا نظرنا إلى بلادنا وإذا هو ليس هناك بناء على القبور ولا طواف في القبور ولا بدع صوفية أو غيرها ظاهرة قد يكون عند الناس بدعة صوفية أو ما أشبهه : ذلك خفية، هذه كل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد إذا نظرنا إلى هذا وقارنا - والحمد لله - بين هذه المملكة والبلاد الأخرى القريبة منا وجدنا الفرق العظيم : يوجد في بعض البلاد القريبة منا جرار الخمر علناً في الأسواق تباع والمطاعم تفتح في نهار رمضان يأكل الإنسان ويشرب على ما يريد بل يوجد البغايا علناً حتى حدثني بعض الناس : أن الذين يأتون إلى بعض البلاد للسياحة من حين ما ينزل من المطار يجد عنده الفتيات والفتيان - والعيـاذ بالله - يقول : ماذا تختـار أفتى أم فتـاة علناً - سبحان الله -الإنسان يجب أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده ولا يذهب ينشر المساوئ التي قد يكون الحاكم فيها معذور لسبب أو لغيره ثم يعمى عن المصالح والمنافع عماية تامة ولا كأن الحكومة عندها شيء من الخير إطلاقاً ؟! هذا ليس من العدل يقول الله عز وجل ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [.

- لا نستطيع أن نعين أو نحدد دولة من الدول ونقول : اخرج إليها وانظر لكن هو لو أصغى بنصف أذنه ليسمع ما يكون في الدول الإسلامية لاعترف اعترافاً لا ينكر فيه أن بلادنا - ولله الحمد - خير بلاد المسلمين على ما فينا من نقص في رعيتنا ورعاتنا .

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ حَمَّاد بن مُحَمَّد الأَنْصَارِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- نحن فتشنا العالم اليوم فلم نجد دولة تطبق الإسلام ومتمسكة به وتدعو إليه إلا هذه البلاد - يعني : السعودية - .
- نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس .
- إن المملكة العربية السعودية دولة سلفية .
- هذه المملكة العربية السعودية هي التي بقيت لخدمة الإسلام والدعوة السلفية .
- إن الدولة السعودية لها الحظ الأوفر في هذا الزمان بنشر العلم وعليكم بالدعاء لها بالنصر على جميع الأعداء .


كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ أَحْمَد بن يحيى النَّجْمِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
إن دولتنا دولة مسلمة تحكم شرع الله في محاكمها وتقيم دين الله في واقعها وتعلم التوحيد من أول يومها وقضت على مظاهر الشرك في جميع سلطانها تقيم الصلاة وتخصص المكافآت للأئمة والمؤذنين وتعمل كل خير ومعروف في الداخل والخارج وللأقليات المسلمة في كل مكان .
وكذلك ما تقوم به الدولة من إصلاحات في المشاعر المقدسة وسهر على مصلحة الحجيج والمحافظة عليهم وإرشادهم والمحافظة على سلامتهم إلى غير ذلك من الإصلاحات التي لا يحصيها ديوان .
إنَّ الدولة - والحمد لله - دولة عادلة وبلادنا من أقصاها إلى أقصاها - أي بلاد الحرمين - تحت الحكم السعودي : تدين بالمنهج السلفي حاكمين ومحكومين قادة ورعية ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً .
إنَّ الدولة السعودية تجل علماءها ، وتبجلهم وتحترمهم ، بما لم يكن في دولة من الدول، ولا في بلد من البلدان قط ،حتى إن رئيس الدولة ليزور كبارهم في بيوتهم .
ومع ذلك فالدولة تحكم شرع الله في محاكمها وتحكم هيئة كبار العلماء في بعض الأمور المستعصية وتأخذ بما وجههم كبار العلماء إليه من شرع الله عز وجل .

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ عَبْدِ العَزِيْز آل الشَّيْخ
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-
- إنَّ الله من فضله وكرمه منَّ على هذه البلاد بنعم عظيمة، أجلها وأكبرها وأعظمها نعمة الإسلام، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
وهذه البلاد - ولله الحمد - من تلك الدعوة الصالحة - وهي لا تزال تقيم حدود الله ولا يزال قادتها يحكمون شرع الله ولا يزال علماء الإسلام لهم فيها الكلمة النافذة مع قادتهم تعاوناً على البر والتقوى وتعاوناً على الخير وحرصاً على جمع كلمة الأمة وشملها وحرصاً على المسار الصحيح على منهج كتاب الله وسنة محمد r ...
إن أعداء الإسلام يغيظهم ما يشاهدون في هذه البلاد من نعمة واستقرار وتعاون وتساعد واتفاق كلمة واجتماع شمل إن ذلك شجناً في نحور أعداء الإسلام يحاولون من كل قريب يحاولون بكل أسلوب عسى أن يجدوا منفذاً ينفذون به إلى صفوفنا ولكن يأبي الله عليهم ذلك بفضله وكرمه ولكن واجب علينا أن نتمسك بشرع الله وأن نعمل بدين الله وأن نستقيم على طاعة الله لتدوم لنا هذه النعمة بفضل الله وكرمه .

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ صَالِحِ اللحِيْدَان
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
- هذه البلاد قلب الإسلام وحرزه تنعم بأمور كثيرة من الأمن لا يوجد لها نظير في العالم وهي بدون شك أفضل حكومة على الإطلاق في هذه الدنيا، ولا يعني هذا ولا يقول أحد إنها كاملة بل لها أخطاء ولنا أخطاء، ولكنها – أي الحكومة السعودية- خير حكومة على وجه الأرض ولهذا يجب على كل مسلم في داخل البلاد وخارجها أن يدعو الله لها بالثبات والقوة في الحق ونصرة المظلوم والسبب أنَّها باقية على عقيدة التوحيد الصافية، وأنها تقيم حدود الله إذا توفر موجب إقامتها .

وحكام هذه البلاد لا يشك منصف في الدنيا من المسلمين وغير المسلمين لا يشك أن ولاة هذه البلاد خير ولاة في بلاد العالم .

لا يشك أحدٌ في ذلك إلا من كان ذا هوى لا إنصاف عنده أو كان جاهلاً لا يدري عن أحوال الناس وهذا من فضل الله جل وعلا على هذه البلاد .

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ مُحَمَّد السِبَيِّل
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
ولاة الأمور عندنا قائمون - جزاهم الله خيراً - بما يجب عليهم والعلماء أيضاً قائمون بما يجب عليهم ما يجب عليهم نحو ولاة الأمور ؛من الدعاء لهم ومناصحتهم، ممتثلون أمر الرسول r وممتثلون أمر الله حيث يقول ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[. ولاة أمورنا - والحمد لله - يتقبلون من العلماء ويسترشدون بهم، والأمور العامة للأمة يسألون عنها العلماء .
ثم - أيضاً - مُحَكِّمُون شرع الله . كل بلد تجد فيه قاضياً، قاضيين، ثلاثة قضاة وبعض البلدان إلى عشرين قاضياً كلهم يحكمون بشرع الله . وولاة الأمر ما لهم عليهم سلطة، بل يقضون ويحكمون بما يرون أنه الحق، وربما يخطئون في اجتهادهم بشرع الله - سبحانه وتعالى – وهم كغيرهم غير معصومين، والعصمة لأنبياء الله ورسله .
هم - والحمد لله - أحرص الناس على الصلاة وأكثر من يعمر المساجد – جزاهم الله خيراً - مثل ما ترون ما قام به خادم الحرمين - جزاه الله خيراً – من عمارة الحرمين الشريفين،كل من جاء تعجب منهما، وكذلك في أكثر البلدان قام ببناء مساجد فيها ]إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ[ عمارة المساجد فيها فضل عظيم ودليل الإيمان .

في أي بلد من البلدان نسمع مثل ولاة أمورنا !! نحن في نعمة لكن كثيراً من الناس لا يشكرون النعمة، النعمة يتضايقون منها يملونها، المسلم ينبغي أن يشكر هذه النعمة ويدعو لولاة الأمور ولا يحقق الإنسان إيمانه - كما في الحديث - إلا بالدعاء لولاة الأمور : أن الله يهديهم وأن الله يوفقهم ويرزقهم البطانة الصالحة ويجزيهم عنا كل خير، هم يسهرون في مصالح الأمة ويدافعون عن الأمة.

ونحن ندعو أن الله يمكن ولاة أمورنا من هذه السلطة وأن الله يعينهم ويسددهم يدفعون عنا شروراً، شرور ما ندري عنها نحن

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ صَالِح الفُوزَان
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
- نحن - ولله الحمد - في هذه البلاد جماعة واحدة وعلى عقيدة واحدة ودين واحد وقبلة واحدة وأمتنا واحدة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونحكم بشريعة الله فالمحاكم الشرعية مفتوحة للحكم بين الناس في كل المنازعات لا في الأحوال الشخصية فقط كما في البلاد الأخرى . ونحن - ولله الحمد - ندرس العلوم الشرعية في مدارسنا وفي مساجدنا فنحن جماعة واحدة من الراعي إلى الرعية .

- بلادنا - والحمد لله - تختلف عن البلدان الأخرى بما حباها الله من الخير من الدعوة إلى التوحيد وزوال الشرك ومن قيام حكومة إسلامية تحكم الشريعة من عهد الإمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إلى وقتنا هذا - والحمد لله - .

لا نقول : إنها كاملة من كل وجه لكن هي - والحمد لله - لا تزال قائمة على الخير فيها أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإقامة للحدود وحكم بما أنزل الله .

المحاكم الشرعية قائمة والمواريث والفرائض على ما شرع الله لا يتدخل فيها أحد بخلاف البلاد الأخرى.

- إننا - والحمد لله - نرى من حكومة هذه البلاد قياماً بالواجب نحو الإسلام وتحكيماً لشريعته ولوجد بعض النقص في ذلك ونرجو الله أن يصلحه.

- نحن - ولله الحمد - على ثقة من ولاة أمرنا وعلى ثقة من المنهج الذي نسير عليه وليس معنى هذا أننا قد كملنا وأن ليس عندنا نقص ولا تقصير بل عندنا نقص ولكن نحن في سبيل إصلاحه وعلاجه - إن شاء الله - بالطرق الشرعية .

وفي عهد النبي r وجد من يسرق ووجد من يزني ووجد من يشرب الخمر وكان النبي r يقيم عليهم الحدود .
نحن - ولله الحمد - تقام عندنا الحدود على من تبين وثبت عليه ما يوجب الحد ونقيم القصاص في القتلى هذا - ولله الحمد - خير ولو كان هناك نقص، النقص لا بد منه ؛ لأنه من طبيعة البشر .
ونرجو الله تعالى أن يصلح أحوالنا ويعيننا على أنفسنا وأن يسدد خطانا وأن يكمل نقصنا بعفوه .

الدولة السعودية منذ نشأت وهي تناصر الدين وأهله وما قامت إلا على هذا الأساس وما تبذله الآن من مناصرة المسلمين في كل مكان بالمساعدات المالية وبناء المراكز الإسلامية والمساجد وإرسال الدعاة وطبع الكتب وعلى رأسها القرآن الكريم وفتح المعاهد العلمية والكليات الشرعية وتحكيمها للشريعة الإسلامية وجعل جهة مستقلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل بلد كل ذلك دليل واضح على مناصرتها للإسلام وأهله وشجى في حلوق أهل النفاق وأهل الشر والشقاق والله ناصر دينه ولو كره المشركون والمغرضون . ولا نقول:إن هذه الدولة كاملة من كل وجه وليس لها أخطاء فالأخطاء حاصلة من كل أحد ونسأل الله أن يعينها على إصلاح الأخطاء .ولو نظر هذا القائل في نفسه لوجد عنده من الأخطاء ما يقصر لسانه عن الكلام في غيره ويخجله من النظر إلى الناس.


كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ رَبِيْـــع المَدْخَـلِي
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
نحن نعتقد أن هذه البلاد - ولله الحمد - لها جماعة وهم علماء التوحيد وعلماء السنة -والحمد لله- في هذا البلد الطيب المبارك ولهم إمام بايعوه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام - والحمد لله - .

الدين الصحيح يُدَرَّسُ في هذه البلاد ، العقيدة الصحيحة تُدَرَّسُ في مدارسنا وفي جامعاتنا وفي مساجدنا والمساجد نظيفة من البدع الشركية وغيرها بينما البلدان الأخرى تعج بالقبور والشرك والبدع والضلال وهذه البلاد جامعاتها نظيفة ، التعليم جيد، هناك فصل بين الرجال والنساء؛ والاختلاط الشنيع موجود في بلدان الدنيا كلها .

ما تُقَارِنُ شيئاً في هذا البلد بالبلدان الأخرى إلا وترى التميز الكبير الذي لا مناسبة بينه وبين البلدان الأخرى . فهل تدرس عقـائد التوحيد في بلدان الدنيـا في المدارس ؟ إلا مدارس السلفية - مساكين سلفيين - الدول لا تتبنى عقيدة التوحيد .

وهذه البلاد وهذه الحكومة تتبنى عقيدة التوحيد عقيدة نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وهود وصالح ، تدرس توحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات تدرس في هذه البلاد أحكام الشريعة ،محاكم شرعية ، القضاة يحكمون بـ:قال الله قال رسول الله ... خير كثير ، المعاصي موجودة والمخالفات موجودة .

فهذه البلاد - والحمد لله - هي المعقل الأخير للإسلامنسأل الله أن يحفظها وأن يبصرها وأن يدفع عنها الشر وأن يدفع الغزو المستميت من كل مكان هناك غزو فكري ، غزو عقائدي ، مناهج فاسدة ، تغزو هذه البلاد لتقتلع هذه العقيدة التي تقرر هذه الحكومة. هذه نعمة عظيمة ! فحافظوا على هذا الخير الموجود ولا تزلزلوه ، لا تصرفوا الشباب عن هذا الخير، لا تهينوا هذا الخير في أعينهم ولا تهونوا منه.

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ زَيْد المَدْخَلِي
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
نحن في المملكة العربية السعودية علماء وعقلاء وعامة نعلنها صريحة ظاهراً وباطناً بأن في أعناقنا بيعة شرعيةلملك البلاد "المملكة العربية السعودية"

ونعتبر الوفاء بها واجباً شرعياً بشرطه بل ونعتبر ذلك نعمة عظمى ومنة كبرى من الله العلي الأعلى كلما أرسلنا النظر إلى دنيا البشر شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً .

نعم إننا نعتبر إمامته علينا رحمة وولايته شرعية تستدعي الصدق منا في الوفاء سراً وعلناً وباطناً وظاهراً وما ذاك إلا لأنه يحرص على الالتزام بالكتاب والسنة وينادي بذلك في كل مناسبة ويفتح حقول العلم الشرعي الشريف بكافة المستويات في داخل البلاد وخارجها مما لا يحتاج مني إلى إقامة برهان.

وينفذ أحكام الشريعة الإسلامية من فرائض وواجبات وحدود وشعائر في شعبه الذي استطاع هو وأبوه وإخوانه من قبله أن يبسطوا أيديهم عليه ويرعوا مصالحه ديناً ودنيا بالإضافة إلى نفعهم المتعدي .

ونحن إذ نقول هذا فإننا لا ندعي لأنفسنا ولا لولاة أمرنا الكمال ، إذ الكمال في البشر وفي دنيا البشر عزيز ، بل ولا ندعي لهم العصمة من الوقوع في الخطأ كلا ، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون . وننصح لهم من صميم قلوبنا وندعو لهم بالتوفيق لما يرضي الله والصلاح في الحال والمآل ونرضى لهم أن يكونوا معتصمين بحبل الله المتين كتاب الله المبين ورسالة الصادق المصدوق رسول رب العالمين إذ بذلك تبرأ الذمم وتدوم الفضائل والنعم وتدفع البلايا والمحن والنقم.

كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ صَالِح آل الشَّيْخ
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى
الدعوة لا شك كان لها الأثر الكبير في أمصار كثيرة لكن لم يكن لها الأثر لولا فضل الله - جل وعلا أولاً وآخراً - ثم مساندة الدولة .

وكل فضل ينسب إلى الدعوة لا بد أن ينسب قبل ذلك إلى الأئمة من آل سعود الذين أيدوا هذه الدعوة .

ونحن - ولله الحمد - في هذه البـلاد لا يوجد - مع عدم المبالغـة - لا يوجد مثال اليوم في الأرض لمثل العلاقة ما بين العلماء والأمراء في هذه الدولة لا يوجد مثلها إلا المغالط، هذا شيء آخر لكن العلاقة لا يوجد مثلها .

لكن لا يتصور أحد أنه من شرط الأمير أن يقبل كل ما قاله العالم أو أن يكون ما قاله العالم دائماً يكون على الصواب وأنه يكون في المصلحة ثَمَّ أشياء منصوص عليها ثَمَّ أشياء غير منصوص عليها وباب التأويل وباب الاجتهاد يخوض فيه الناس ما بين مصيب وبين مخطيء.

وهذا البلد بلد قائم على أساس ديني منذ إنشائه، وهو تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية ... فالسعودية متمسكة بالعقيدة السلفية الصحيحة.

وفي الختام
هذه بعض كلمات العلماء الربانيين الصادقين
وهي كافية لمن كان منصفاً في إثبات فضل هذه الدولة السعودية
ومكانتها العظيمة ومنزلتها الرفيعة في نشر التوحيد والسنة
ومحاربة الشرك والبدعة
نصرها الله بنصره ومَكَّن لها بفضله
وجزاها عن الإسلام والمسلمين كل خير

أخوكم المحب

أحمد بن عمر بازمول

[ لَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ]

[ لَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ]


قال أبو بكر ابن أبي شيبة (ت: ٢٣٥ هـ) في مصنفه (٣١٩٥٧):

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ (البصريّ)، قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ، لِعُمَرَ: يَا خَيْرَ النَّاسِ، فَقَالَ:

«إِنِّي لَسْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ»،

فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ قَطُّ رَجُلًا خَيْرًا مِنْكُ،

قَالَ: «مَا رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ؟»

قَالَ: لَا، قَالَ: " لَوْ قُلْتَ: نَعَمْ، لَعَاقَبْتُكَ "،

قَالَ، وَقَالَ عُمَرُ: «مَنْ لَهُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، يَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ».

وهو أيضا عند أحمد (ت: ٢٤١ هـ) في فضائل الصحابة من طريق :

يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:

قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ:
إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِسْلَامُهُ عِزًّا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ فَتْحًا، وَكَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكٌ يُسَدِّدُهُ، وَكَانَ الْفَارُوقُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ رَأْيِهِ (*).

فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ حَرَمِيٌّ:

كَانَ أَبُو بَكْرٍ خَيْرًا مِنْهُ، فَأَعَادَ أَبُو مُوسَى الْقَوْلَ، فَقَالَ السُّلَمِيُّ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ثَلَاثًا،

فَلَمَّا قَفَلُوا صَارَ إِلَى عُمَرَ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ،

فَقَالَ عُمَرُ: لَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ،

وَلَيَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ،

أَمَّا يَوْمُهُ فَيَوْمُ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ،

وَأَمَّا لَيْلَتُهُ فَلَيْلَةُ الْغَارِ، حِينَ وَقَى النَّبِيَّ ﷺ بِنَفْسِهِ.

وله شاهد مرسل عن محمد بن سيرين كما عند ابن بطّة (ت: ٣٨٧ هـ) في الإبانة الكبرى (١٣٣) وعند الحاكم (٤٣٢٧) وفيه أنّ عمر بن الخطّاب قال لمّا بلغه كأنّهم فضّلوه على أبي بكر :

((وَاللَّهِ لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ ، وَلَيَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ... )).

فهذا الجزء الأخير من الأثر حسن بمجموع طرقه.

وأمّا الجزء الأول (*) فله أيضا شواهد عدّة من ذلك :

- عند ابن اسحاق (ت: ١٥١ هـ) في سيرته (صـ ١٨٥) من حديث ابن مسعود قال:

(( كان اسلام عمر بن الخطاب فتحاً، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، وما استطعنا أن نصلي ظاهرين عند الكعبة حتى أسلم عمر رحمه الله )).

- وما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣١٩٨٩) من طريق :

عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، قَالَ:

«إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ، إِنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ نَصْرًا، وَإِنَّ إِمَارَتَهُ كَانَتْ فَتْحًا، وَايْمُ اللَّهِ، مَا أَعْلَمُ عَلَى الْأَرْضِ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ وَجَدَ فَقْدَ عُمَرَ حَتَّى الْعِضَاهُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ وَيُرْشِدُهُ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ كَلْبًا يُحِبُّ عُمَرَ لَأَحْبَبْتُهُ».

فالأثر حسن لغيره.

والعلم عند الله تعالى.
انتقاه: عرفات المحمدي.

علامات الساعة الصغرى والكبرى للامام ابن باز رحمه الله

علامات الساعة كثيرة، الصغرى علاماتها كثيرة، منها ما تقدم في حديث جبرائيل، أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر جبرائيل أن من أشراطها: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، يعني من أشراطها الصغيرة كثرة الإماء، واستيلاد الإماء كما قد وقع في العرب وغيرهم، ومن أشراطها التطاول في البنيان والتكلف في البنيان، وإطالة القصور، وهذا وقع من زمن طويل، ومن أشراطها قلة العناية بالدين، وإقبال الناس على الدنيا، وعدم العناية بأمر الدين، كل هذا من أشراطها، ومن دلائل قربها، قلة العلم وكثرة الجهل، وهذا وقع من زمن طويل، كذلك من أشراطها خروج نار في الحجاز تضيء أعناق الإبل في بصرى في الشام، وقد وقعت هذه النار خرجت في المدينة عام أربع وخمسين وستمائة واستمرت مدةً طويلةً مدة أيام في المدينة في الحرة، كل هذا أمر معلوم ذكره المؤخرون وجاءت به السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأشراطها الصغيرة الكثيرة وقد وقع منها الشيء الكثير. أما أشراطها الكبيرة فتأتي منها خروج المهدي المنتظر، من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، غير مهدي الشيعة، مهدي آخر غير مهدي الشيعة، أما مهدي الشيعة فلا أصل له، ولكن هناك مهدي آخر غير مهدي الشيعة يسمى محمد بن عبد الله يخرج في آخر الزمان عند قرب خروج الدجال وعيسى بن مريم، اسمه محمد بن عبد الله، جاءت به أحاديث صحيحة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ومنها نزول المسيح ابن مريم عند خروج الدجال، خروج الدجال من أشراط الساعة، وهو يخرج من جهة المشرق، يدعي النبوة، ثم يدعي أنه رب العالمين، والعياذ بالله، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من شره في آخر الصلاة، ومنها نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان من السماء، فيقتل الدجال ويحكم بشريعة الله، ويدخل الناس إلى دين الله أفواجا في وقته -عليه الصلاة والسلام- ويهلك الله الأديان كلها فلا يبقى إلا الإسلام، في وقتها- عليه الصلاة والسلام -، ومنها في آخر الزمان نزع القرآن من الصحف ومن الصدور عند تعطيل العمل به، ومنها هدم الكعبة في آخر الزمان يهدمها الحبشة، ومنها طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان، فإذا طلعت من مغربها لا تقبل التوبة من أحد، الكل يبقى على حاله، إذا طلعت الشمس من مغربها لا تقبل التوبة بعد ذلك، كل هذه من أشراطها الكبار، وآخر الآيات حشر النار، في آخر الزمان تحشر الناس إلى المحشر، تسوقهم إلى المحشر من جهة الشام، تبيت معهم حيث يبيتون، وتقيل معهم حيث يقيلون، وبعد هذا تقوم الساعة على شرار الخلق، بعد ما يقبض الله أرواح المؤمنين والمؤمنات، يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين والمؤمنات، فيبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة آخر الزمان. المقصود أن أشراط الساعة الكبار لم تقع وستقع، ويغلب على الظن أن زمانها ليس ببعيد، زمان خروج المهدي وخروج الدجال، ونزول المسيح ليس ببعيد والله أعلم، لأن الدنيا قد كثر فيها الشر وانتشر فيها الكفر بالله والمعاصي والمخالفات، ونسأل الله للمسلمين الهداية والتوفيق، وصلاح الأحوال.

❌لا تؤذ المؤمنين ❌

❌لا تؤذ المؤمنين ❌

حديث عظيم فيه ترهيب شديد

عن يزيد بن شجرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن لجهنمَ لجُباباً
في كل جُبٍّ ساحلاً كساحلِ البحرِ
فيه هوامٌّ وحيَّاتٌ كالبخاتي وعقاربُ كالبغالِ الدُّلْمِ
فإذا سألَ أهلُ النارِ التخفيفَ
قيل :
اخرجوا إلى الساحلِ
فتأخذهم تلك الهوامُّ بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك فتكشطُها ، فيرجعون

فيبادرون إلى معظم النيرانِ
ويُسَلَّطُ عليهم الجَرَبُ
حتى إن أحدهم لَيَحُكُّ جلده حتى يبدو العظم !
فيقالُ :
يا فلان ! هل يؤذيك هذا ؟
فيقول : نعم .

فيقال له :
ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين "

حسنه العلامة الألباني
"صحيح الترغيب والترهيب" ٣٦٧٧

اللهم أعذنا من عذاب النار

حكم المحاماة في الإسلام

هناك من المسلمين من يعمل في المحاماة، الشخص الذي يعمل محامياً أحياناً يدافع عن الظالم ويعرف أنه ظالم، وإذا سألته لماذا تدافع عن الظالم؟ يقول: هذه مهنتي!! والسؤال المطروح هو: هل في الإسلام محاماة، وما هو حكم الإسلام في المحاماة والمحامين؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالمحاماة لها خطر عظيم، وهي وكالة في المخاصمة عن الشخص الموكِّل، فإن كان الوكيل وهو المحامي يتحرى الحق ويطلب الحق ويحرص على إيصال الحق إلى مستحقه ولا يحمله كونه محامياًَ على نصر الظالم وعلى التلبيس على الحكام والقضاة ونحوهم فإنه لا حرج عليه؛ لأنه وكيل، أما إذا كانت المحاماة تجره إلى نصر الظالم وإعانته على المظلوم أو على تلبيس الدعوى أو على طلب شهود الزور أو ما أشبه ذلك من الباطل فهي محرمة وصاحبها داخل في عداد المعينين على الإثم والعدوان، وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما). قالوا: يا رسول الله! نصرته مظلوما فيكف أنصره ظالما؟ قال: (تجزه عن الظلم) يعني تمنعه من الظلم (فذلك نصرك إياه)، فهذا هو نصر الظالم أن يمنع من الظلم وأن لا يعان على الظلم، فإذا كان المحامي يعينه على الظلم فهو شريك له في الإثم وعمله منكر وهو متعرض لغضب الله وعقابه، نسأل الله العافية، وهكذا كل وكيل وإن لم يسمَّ محاميا ولو سمي وكيلاًَ إذا كان يعين موكله على الظلم والعدوان وعلى أخذ حق الناس بالباطل فهو شريك له في الإثم وهو ظالم مثل صاحبه، نسأل الله للجميع العافية والهداية والسلامة. يقول مقدم البرنامج: كأني بسماحة الشيخ ينصح بعدم الاشتغال بهذه المهنة؟ ج/ نعم، أنصح بعدم الاشتغال بها إلا لمن وثق من نفسه بأنه يتحرى الشرع ويعين على تحقيق الشرع وينصر المظلوم ولا يعين الظالم، أما إذا كانت نفسه تميل إلى أخذ المال بحق وبغير حق وإلى مناصرة من وكله وجعله محامياً عنه هذا لا يجوز له، بل يجب الحذر.

الشيخ عبد العزيز بن باز فتاوى

السبت، 13 أغسطس 2016

ازرع خيرا تحصد خيرا

يقول الملياردير السعودي الراجحي :" كنت فقيرا...لدرجة انني عجزت عن الاشتراك في رحلة للمدرسة قيمة المشاركة فيها ريال سعودي واحد رغم بكائي الشديد لأسرتي التي لم تكن تملك الريال).. و قبل يوم واحد من الرحلة اجبت اجابة صحيحة فما كان من معلم الفصل فلسطيني الجنسية الا ان اعطاني ريالا مكافأة مع تصفيق الطلبة.... حينها لم افكر وذهبت مسرعا واشتركت في الرحلة وتحول بكائي الشديد..الى سعادة غامرة استمرت اشهرا..
يضيف كبرت وذهبت الايام وغادرت المدرسة الى الحياة ... وفي الحياة وبعد سنوات من العمل وفضل الله ..عرفت العمل الخيري.. وتذكرت ذلك المدرس الفلسطيني الذي اعطاني الريال...
وبدأت اسأل نفسي هل اعطاني ريال صدقة ام مكافأة فعلا..
يقول لم اصل الى اجابة .. لكنني قلت انه ايا كانت النية فقد حل لي مشكلة كبيرة وقتها ودون ان اشعر انا او غيري بشئ..هذا جعلني اعود الى المدرسة بحثا عن هذا المدرس الفلسطيني.. حتى عرفت طريقه...فخططت للقائه والتعرف على احواله..
يضيف الراجحي قائلا... التقيت هذا المدرس الفاضل. .. ووجدته بحال صعبة بلا عمل ويستعد للرحيل...فلم يكن الا ان قلت له بعد التعارف ياأستاذي الفاضل لك في ذمتي دين كبييير جدا منذ سنوات.... قال وبشدة ليس لي دين على احد.... وهنا سألته هل تذكر طالبا اعطيته ريالا.. لانه اجاب كذا وكذا بعد تذكر وتأمل قال المدرس ضاحكا نعم...نعم.... وهل انت تبحث عني لترد لي ريالا... يقول الراجحي .. قلت له نعم.....وبعد نقاش اركبته السيارة معي وذهبنا و وقفنا امام فيلا جميلة ونزلنا ودخلنا فقلت له يا استاذي الفاضل هذا هو سداد دينك مع تلك السيارة وراتب تطلبه مدى الحياة .. ذهل المدرس ..لكن هذا كثييير جدا..لكن قلت له صدقني ان فرحتي بريالك وقتها اكبر بكثيييييير من فرحتك بالفيلا و السيارة .. ما زلت لا انسى تلك الفرحة...
و يقول الملياردير الراجحي في الأخير : "ادخل فرحة وفرج كربة وانتظر الجزاء من الكريم ."
للتذكير : سجلت موسوعة جنيس للأرقام القياسية أكبر وقف خيري على كوكب الارض هي أكبر مزرعة نخيل في العالم والتي يبلغ عدد النخيل فيها 200 ألف نخلة (مزرعة الراجحي بمنطقة القصيم).. هذي المزرعة كلها وقف لله تعالى يوزع إنتاجها على الجمعيات الخيرية وعلى الحرمين الشريفين للإفطار في شهر رمضان المبارك .

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

رسالة لمن يعادي أهل الحق .

️قال العلامة صالح الفوزان : 
يا من يعادي أهل الحق لأجل مطامع الدنيا وهو يعرف أنَّهم على حق ، وإنما عاداهم لأجل المنصب ، فهذا ممن آثر الدنيا على الآخرة ، وهي لذةٌ عاجلة لكن تعقبُُها حسرةٌ دائمة والعياذ بالله . 
﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ .
[شرح الكافية الشافية (صـ١٠٧٣)]

ماذا قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - عن نفسه بعد أن تجاوز الرابعة والثمانين ؟



في صحيح موارد الظمآن ( 2087 ) - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبيعين، وأقلهم من يجوز ذلك ). قال ابن عرفة : وأنا من ذلك الأقل. فعلق الشيخ - رحمه الله تعالى - قائلا : ""قلت: وأنا أيضا من ذلك الأقل، فقد جاوزت الرابعة والثمانين، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن أكون ممن طال عمره وحسن عمله ومع ذلك فإني أكاد أن أتمنى الموت، لما أصاب المسلمين من الإنحراف عن الدين والذل الذي نزل بهم حتى من الأذلين، ولكن حاشا أن أتمنى، وحديث أنس ماثل أمامي منذ نعومة أظفاري، فليس لي إلا أن أقول كما أمرني نبيي صلى الله عليه وسلم (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) وداعيا بما علمنيه عليه الصلاة والسلام: (اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعلها الوارث منا)، وقد تفضل سبحانه فاستجاب ومتعني بكل ذلك، فها أنا ذا لا أزال أبحث وأحقق وأكتب بنشاط قل مثيله، وأصلي النوافل قائما، وأسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة، وبسرعة ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها، ولي في ذلك تفصيل يعرفه بعضهم! أقول ذلك من باب (وأما بنعمة ربك فحدث)، راجيا من المولى سبحانه وتعالى أن يزيدني من فضله، فيجعل ذلك كله الوارث مني، وأن يتوفاني مسلما على السنة التي نذرت لها حياتي دعوة وكتابة، ويلحقني بالشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، إنه سميع مجيب""

رحم الله الإمام العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني، وأعلى درجته وألحقنا به

كتاب صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. بقلم العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الالباني. المجلد الثاني. رقم الصفحة 464

الأحد، 7 أغسطس 2016

كيف يكون تأديب المرأة ؟


️قال العلامة محمد بن هادي المدخلي : 

أّذِنَ الشرع أن المرأة إذا أخطأت أن يؤدِّبها الرجل التأديب الجميل :

🔹فأوَّلًا : الكلمة الطيبة ، ثم اللطيفة التي تنفعُ فيها، فإذا لم يحصُل، هجرتها في المضجع مدةً تتأدَّب، ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾[سورة النساء: 34] .


☜ ومع ذلك ؛ الكريم لا يضرِبُ امرأته، لم َ؟، لأنَّ النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما ضَربَ بيدِه امرأةً قط، وقال : « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا »، وأمرُ الجواز شيءٌ، أمرُ الإباحة شيء، وأمرُ التنفيذ شيءٌ آخر.


🔸يقول الزُّهرِي : " واللهِ لو أنَّه نزل كتاب من السماء يُبِيح الكذب ما كذِبت "، الإباحة شيء وتركُ المُباح -أحيانًا ترفُّعًا عن فعله لِئَلا تُذَم وإن كان مباحًا- شيء آخر. 


فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ما ضرَب بيده امرأةً قط، وقال -عليه الصلاة  السلام-: « لا يَفْرك مؤمنٌ مؤمنة، لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ».

▼ المصدر ↙️ :  [http://cutt.us/ktXj]

أثرٌ في الحِرصِ على العِلْمِ!

بسم الله الرحمن الرحيم

• جاءَ في "الآداب الشّرعيّة"، لابنِ مفلحٍ -رحمهُ اللهُ-:
"عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا سَافَرَ مِنْ أَقْصَى الشَّامِ إلَى أَقْصَى الْيَمَنِ، فَسَمِعَ كَلِمَةً تَنْفَعُهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ مِنْ أَمْرِهِ؛ مَا رَأَيْتُ سَفْرَهُ ضَاعَ!" اهـ‍
(2/ 55)، ط3 (1419هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت.
- - -
السّبت 3 ذو القعدة 1437هـ‍

السبت، 6 أغسطس 2016

خير النساء


قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُ نِسَائِكُمُ :
الْوَدُودُ الْوَلُودُ ، الْمَوَاتِيَةُ ، الْمُوَاسِيَةُ  ، إِذَا اتَّقَيْنَ اللَّهَ .
وَشَرُّ نِسَائِكُمُ :
الْمُتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاَتُ ، وَهُنَّ الْمُنَافِقَاتُ ، لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُنَّ إِلاَّ مِثْلُ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ ) .

"الصحيحة" (1849) .

قَالَ شيخُنا الألباني في "الصحيحة" (4 /466) :

( الأَعْصَم ) : هو أحمر المنقار والرجلين ، كما في الحديث الآتي (1850) :

( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُنَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِى الْغِرْبَانِ ) .

وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء ، لأن هذا الوصف في الغربان قليل . انتهى .

قلتُ :

معاني المفردات :

( الْوَدُودُ ) ؛ أَيْ : الَّتِي تُحِبُّ زَوْجَهَا والـمُتَحَبِبَةُ إليه .

وَ ( الْوَلُودُ ) ؛ أَيْ : الَّتِي تَكْثُرُ وِلَادَتُهَا ، وَقَيَّدَ بِهَذَيْنَ لِأَنَّ الْوَلُودَ إِذَا لَمْ تَكُنْ وَدُوداً لَمْ يَرْغَبِ الزَّوْجُ فِيهَا ، وَالْوَدُودَ إِذَا لَمْ تَكُنْ وَلُوداً لَمْ يَحْصُلِ الْمَطْلُوبُ ، وَهُوَ تَكْثِيرُ الْأُمَّةِ بِكَثْرَةِ التَّوَالُدِ ، وَيُعْرَفُ هَذَانِ الْوَصْفَانِ فِي الْأَبْكَارِ مِنْ أَقَارِبِهِنَّ ، إِذِ الْغَالِبُ سَرَايَةُ طِبَاعِ الْأَقَارِبِ بَعْضِهِنَّ إِلَى بَعْضٍ .
"شرح الطيبي على المشكاة" (7 /2263) ، و"مرقاة المصابيح" (5 /2047) للقاري .

وَ ( الْمَوَاتِيَةُ الْمُوَاسِيَةُ ) ؛ أَيْ : الْمُوَافقَة للزَّوْج .

وَ ( الْمُتَخَيِّلاَتُ ) ؛ أَيْ : المـُعْجَبَاتُ بأنفُسِهِنَّ المـُتَكَبِّرات ، والخُيَلاء بالضم : العُجب والتَّكَبُّر. "فيض القدير" (3 /492) .

وَ ( هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ ) : المقصود : النفاق العملي ؛ وليس النفاق الاعتقادي المخرج من المِلَّة . فتنبه !

انتقاه /

أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .

23 / 10 / 1424هـ

أهمية الصبر في الدعوة إلى الله تعالى

أهمية الصبر في الدعوة إلى الله تعالى
الصبر في الدعوة إلى الله تعالى من أهم المهمات، ومن أعظم الواجبات على الدعاة إلى الله - سبحانه وتعالى -، والصبر وإن كان واجباً بأنواعه على كل مسلم، فإنه على الدعاة إلى الله من باب أولى وأولى؛ ولهذا أمر الله به إمام الدعاة وقدوتهم رسول الله عليه الصلاة والسلام: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِالله وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (1)، وقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ} (2)، وقال تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ الله وَلَقدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ} (3)، فهذا سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - قد أمره الله بالصبر، وأتباعه من باب أولى.
والله - عز وجل - قد أوضح للناس أنه لابد من الابتلاء، والاختبار، والامتحان لعباده، وخاصة الدعاة إلى الله تعالى؛ ليظهر الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، والصابر من غيره، وهذه سنة الله في خلقه، قال سبحانه: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (4)، وقال - عز وجل -: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (1).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه ... )) (2).
وقد ذم الله - عز وجل - من لم يصبر على الأذى من أجل الدعوة إلى الله فقال سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِالله فَإِذَا أُوذِيَ فِي الله جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ الله} (3)؛ ولهذا قال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ} (4)، وقال تعالى: {مَّا كَانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (5).
وتبرز أهمية الصبر في الدعوة إلى الله - عز وجل - في عدة أمور، منها:

أولاً: إن الابتلاء للدعاة إلى الله لابد منه، فلو سلم أحد من الأذى لسلم رسل الله عليهم الصلاة والسلام وعلى رأسهم إمامهم محمد بن عبد الله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام فقد أُوذوا فصبروا، وجاهدوا حتى نصرهم الله على أعداء الدعوة إلى الله تعالى، ولاشك أن كل داعية مخلص يصيبه الأذى، وإن سلم أحد فذلك من أندر النوادر.

ثانياً: الصبر يحتاجه الداعية في دعوته إلى الله في ثلاثة أحوال:
1 - قبل الدعوة بتصحيح النية والإخلاص، وتجنب دواعي الرياء والسمعة، وعقد العزم على الوفاء بالواجب.
2 - أثناء الدعوة، فيلازم الصبر عن دواعي التقصير والتفريط، ويلازم الصبر على استصحاب ذكر النية، وعلى حضور القلب بين يدي الله تعالى، ولا ينساه في أمره.
3 - بعد الدعوة، وذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن يُصبِّر نفسه عن الإتيان بما يُبطل عمله، فليس الشأن الإتيان بالطاعة، وإنما الشأن في حفظها مما يبطلها.
الوجه الثاني: أن يصبر عن رؤيتها والعجب بها، والتكبر، والتعظم بها.
الوجه الثالث: أن يصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية، فإن العبد يعمل العمل سرّاً بينه وبين الله سبحانه فيكتب في ديوان السر، فإن تحدث به نُقل إلى ديوان العلانية (1).
ثالثاً: الصبر في الدعوة إلى الله - عز وجل - بمثابة الرأس من الجسد، فلا دعوة لمن لا صبر له كما أنه لا جسد لمن لا رأس له، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ((الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له، كما أنه لا جسد لمن لا رأس له)) (1)، فإذا كان ذلك في الإيمان فالصبر في الدعوة إلى الله تعالى من باب أولى.
رابعاً: الصبر في الدعوة إلى الله تعالى من أعظم أركان السعادة الأربعة قال - سبحانه وتعالى -: {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (2)، كما قال ذلك سماحة العلامة ابن باز رحمه الله تعالى.
خامساً: الصبر من أعظم أركان الخُلق الحسن الذي يحتاجه كل مسلم عامة وكل داعية إلى الله تعالى خاصة، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى (3).
سادساً: الصبر في الدعوة إلى الله من أهم المهمات؛ ولهذا ذكره الله - عز وجل - في القرآن الكريم في نحو تسعين موضعاً كما قال الإمام أحمد (4).
سابعاً: الصبر في الدعوة إلى الله - عز وجل - من أعظم القربات ومن أجل الهبات ولم أعلم -على قلة علمي - أن هناك شيئاً غير الصبر يُجازى ويثاب عليه العبد بغير حساب قال الله - عز وجل -: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (1)، اللهم إلا الصيام فإن الصيام من الصبر.
ثامناً: الدعوة إلى الله سبيلها طويل تحف به المتاعب والآلام؛ لأن الدعاة إلى الله يطلبون من الناس أن يتركوا أهواءهم وشهواتهم التي لا يرضاها الله - عز وجل -، وينقادوا لأوامر الله، ويقفوا عند حدوده، ويعملوا بشرائعه التي شرع، فيتخذ أعداء الدعوة من هذه الدعوة عدواً يحاربونه بكل سلاح، وأمام هذه القوة لا يجد الدعاة مفرّاً من الاعتصام باليقين والصبر؛ لأن الصبر سيف لا ينبو، ومطية لا تكبو، ونور لا يخبو.
تاسعاً: الصبر في مقام الدعوة إلى الله تعالى هو وصف الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وعليه مدار نجاح دعوتهم إلى الله تعالى، ولاشك أن الداعية إذا فقد الصبر كان كمن يريد السفر في بحر لُجِّي بغير مركب {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} (2)؛ ولهذا أوصى به الحكماء من أتباع الأنبياء، فهذا لقمان الحكيم عندما أوصى ابنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قرن ذلك بالصبر {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (3)، فهو عندما أمره بتكميل نفسه بطاعة الله أمره أن يكمّل غيره وأن يصبر على ما ينزل به من الشدائد والابتلاء.
عاشراً: الداعية إلى الله - عز وجل - لا يكون قدوة في الخير مطلقاً إلا بالصبر والثبات عليه، كما قال سبحانه في صفات عباد الرحمن: { ... وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (1)، وهذه الإمامة في الدين لا تحصل قطعاً إلا بالصبر، فقد جعل الله الإمامة في الدين موروثة بالصبر واليقين {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (2)، فإن الدين كله علم بالحق وعمل به، والعمل به لابد فيه من صبر، والداعية لابد له من أن يعلم الحق ويعمل به حتى يقوم بالدعوة، ولا يقوم بالدعوة إلا بالصبر على ما أصابه.
الحادي عشر: الصبر ينتصر به الداعية على عدوه - مع الأخذ بالأسباب - من الكفار والمنافقين، والمعاندين، وعلى من ظلمه من المسلمين ولصاحبه تكون العاقبة الحميدة، قال - عز وجل -: { ... وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (3)، وقال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (4)، وحكى الله عن يوسف عليه الصلاة والسلام قوله وبأي شيء نال النصر والتمكين، فقال لإخوته حينما سألوه: {أَإِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ الله عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (1) , ولابد بعون الله وتوفيقه من النصر للداعية المتقي الصابر العامل بما أمره ربه، ومن ذلك الأخذ بجميع الأسباب المشروعة {وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (2).
الثاني عشر: الصبر من أهم المهمات للداعية؛ لأنه لا يكون داعية مُوَفَّقاً إلا إذا كان صابراً على دعوته وما يدعو إليه، صابراً على ما يعترض دعوته من معارضات، صابراً على ما يعترضه هو من أذى.
الثالث عشر: الصبر يشتمل على أكثر مكارم الأخلاق، فيدخل فيه الحلم؛ فإنه صبر عن دواعي الانتقام عند الغضب، والأناة: صبر عن إجابة دواعي العجلة، والعفو والصفح صبر عن إجابة دواعي الانتقام، والجود والكرم صبر عن إجابة دواعي الإمساك، والكيس: صبر عن إجابة دواعي الكسل والخمول، والعدل صبر إذا تعلق بالتسوية بين المتماثلين، وسعة الصدر صبر عن الضجر، والكتمان وحفظ السر صبر عن إظهار ما لا يحسن إظهاره، والشجاعة صبر عن إجابة دواعي الفرار، وهذا يدل على أهمية الصبر في الدعوة إلى الله تعالى، وأن الداعية لا يسعه أن يستغني عنه في جميع أحواله.


نقلته من برنامج الشاملة