علامات الساعة كثيرة، الصغرى علاماتها كثيرة، منها ما تقدم في حديث
جبرائيل، أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر جبرائيل أن من أشراطها: أن تلد
الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في
البنيان، يعني من أشراطها الصغيرة كثرة الإماء، واستيلاد الإماء كما قد وقع
في العرب وغيرهم، ومن أشراطها التطاول في البنيان والتكلف في البنيان،
وإطالة القصور، وهذا وقع من زمن طويل، ومن أشراطها قلة العناية بالدين،
وإقبال الناس على الدنيا، وعدم العناية بأمر الدين، كل هذا من أشراطها، ومن
دلائل قربها، قلة العلم وكثرة الجهل، وهذا وقع من زمن طويل، كذلك من
أشراطها خروج نار في الحجاز تضيء أعناق الإبل في بصرى في الشام، وقد وقعت
هذه النار خرجت في المدينة عام أربع وخمسين وستمائة واستمرت مدةً طويلةً
مدة أيام في المدينة في الحرة، كل هذا أمر معلوم ذكره المؤخرون وجاءت به
السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأشراطها الصغيرة الكثيرة وقد وقع
منها الشيء الكثير. أما أشراطها الكبيرة فتأتي منها خروج المهدي المنتظر،
من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، غير مهدي الشيعة، مهدي آخر غير
مهدي الشيعة، أما مهدي الشيعة فلا أصل له، ولكن هناك مهدي آخر غير مهدي
الشيعة يسمى محمد بن عبد الله يخرج في آخر الزمان عند قرب خروج الدجال
وعيسى بن مريم، اسمه محمد بن عبد الله، جاءت به أحاديث صحيحة عن رسول الله
-عليه الصلاة والسلام-، ومنها نزول المسيح ابن مريم عند خروج الدجال، خروج
الدجال من أشراط الساعة، وهو يخرج من جهة المشرق، يدعي النبوة، ثم يدعي
أنه رب العالمين، والعياذ بالله، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من شره في آخر
الصلاة، ومنها نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان من السماء، فيقتل الدجال
ويحكم بشريعة الله، ويدخل الناس إلى دين الله أفواجا في وقته -عليه الصلاة
والسلام- ويهلك الله الأديان كلها فلا يبقى إلا الإسلام، في وقتها- عليه
الصلاة والسلام -، ومنها في آخر الزمان نزع القرآن من الصحف ومن الصدور عند
تعطيل العمل به، ومنها هدم الكعبة في آخر الزمان يهدمها الحبشة، ومنها
طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان، فإذا طلعت من مغربها لا تقبل التوبة
من أحد، الكل يبقى على حاله، إذا طلعت الشمس من مغربها لا تقبل التوبة بعد
ذلك، كل هذه من أشراطها الكبار، وآخر الآيات حشر النار، في آخر الزمان تحشر
الناس إلى المحشر، تسوقهم إلى المحشر من جهة الشام، تبيت معهم حيث يبيتون،
وتقيل معهم حيث يقيلون، وبعد هذا تقوم الساعة على شرار الخلق، بعد ما يقبض
الله أرواح المؤمنين والمؤمنات، يرسل الله ريحاً طيبة تقبض أرواح المؤمنين
والمؤمنات، فيبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة آخر الزمان. المقصود أن
أشراط الساعة الكبار لم تقع وستقع، ويغلب على الظن أن زمانها ليس ببعيد،
زمان خروج المهدي وخروج الدجال، ونزول المسيح ليس ببعيد والله أعلم، لأن
الدنيا قد كثر فيها الشر وانتشر فيها الكفر بالله والمعاصي والمخالفات،
ونسأل الله للمسلمين الهداية والتوفيق، وصلاح الأحوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق