بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( قُصُّوا [أَحْفُوا] الشَّوَارِبَ ، وَأَعْفُوا [وَفِّرُوا]
اللِّحَى ) .متفق عليه .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ : أَنْ أُعْفِيَ لِحْيَتِي
، وَأَنْ أُحْفِيَ شَارِبِي ) .
"أمالي ابن بشران" (128) .
قَالَ تَعالَى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا
بَنِي آدَمَ } [الإسراء : 70] .
جاء في تأويلها : "قِيلَ :
أَكْرَمَ الرِّجَالَ بِاللِّحَى وَالنِّسَاءَ بِالذَّوَائِبِ" .
"تفسير
القرطبي" عند هذه الآية .
ورُويَ عَن عَائشَةَ رَضِيَ اللهُ
عَنْهَا أنها قالَتْ :
"وَالَّذِي [سبحان الذي] زَيَّنَ
الرِّجَالَ بِاللِّحَى ، والنساء بالذوائب (1)" .
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ
دمشق" (10 / 387) .
ولا يصح ، ولكن يُستأنس به .
قال أبو بكر الكلاباذي البخاري الحنفي (ت 380هـ) :
"اللِّحْيَةُ للِرَّجُلٍ زِينَةٌ" .
"بحر الفوائد" (ص 49) .
نقل
أبو طالب المكي محمد بن علي بن عطية الحارثي (ت 386هـ) :
"عن شريح القاضي قال : "وددت لو أنّ
لي لحية بعشرة آلاف" . وقال بعض الأدباء في اللحية خصال نافعة منها تعظيم
الرجل والنظر إليه بعين العلم والوقار، ومنها رفعه في المجالس والإقبال عليه،
ومنها تقديمه على الجماعة وتعقيله" .
"قوت القلوب في معاملة
المحبوب" (2 / 240)
قلتُ : رحم الله السلف ، لو نظروا إلى
بعض رجالنا وهم يدفعون النقود لحق لحاهم ؛ ماذا عساهم يقولون ؟!
قال العلامة ابن القيم :
"ينْفَرد الرجل عَن الْمَرْأَة
باللحية ، فَإِن الله عز وَجل لما جعل الرجل قيماً على الْمَرْأَة وَجعلهَا كالخول
لَهُ والعاني فِي يَدَيْهِ ؛ ميزه عَلَيْهَا بِمَا فِيهِ لَهُ المهابة والعز
وَالْوَقار وَالْجَلالَة لكماله وَحَاجته الى ذَلِك ، ومُنعَتْها الْمَرْأَة
لكَمَال الِاسْتِمْتَاع بهَا والتلذذ لتبقى نضارة وَجههَا وَحسنه لَا يشينه
الشّعْر" . "مفتاح دار السعادة" (1 / 268) .
"الخَوَلُ"
: حَشَمُ الرجُل وأتباعُه .
قال
المحدث الألباني :
"ولا
يخفى أن في حلق الرجل لحيته التي ميزه الله بها على المرأة ؛ أكبر تشبه بها"
. "آداب الزفاف" (ص 212) .
-----------------------------------
(1): الذُّؤَابَةُ مَا يَتَدَلَّى مِنْ شعر الرَّأْس ولا يلزم أن يكون
في المقدمة . وبعضهم قال : الذُّؤابَةُ مَنْبِتُ الناصيةِ مِنَ الرأْس،
والجَمْعُ الذَّوائِبُ، وَهِيَ الشَّعَرُ المَضْفورُ مِنْ شَعَرِ الرأْسِ.
كما في "النهاية" لابن الأثير (2 / 151) ، واللسان" لابن منظور (1 / 379) .
جمعه
/
أبو
فريحان جمال بن فريحان الحارثي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق