آخر المواضيع المضافة

السبت، 20 يوليو 2013

الإخوان و إيران (الحلقة الأولى)

الإخوان و إيران
الحلقة الأولى

ما زلت أكتب لأولئك الذين لا يعرفون الإخوان المسلمين وسقطوا في أوحالهم واغترّوا بهم وبزينة أقوالهم، وأقول لهم: ما فات شيء، أنتم في أول الطريق، اقرأوا قبل أن تغرقوا.


وثائق إيرانية

(1) وثيقة الخطة الخمسينيّة لتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية:
قال الخميني: "إنّ الذي لا يصدّر الثورة يُعتبر من الكفرة". (بروتوكولات آيات قُم ص 76).

ولست هنا بصدد ذكر نص الوثيقة، وإنما أردت أن أختصر فحواها بتصرّف مني مع تركيز على نقل شاهدي الذي أريده كما هو،والتنصيص عليه ووضعه بين قوسين.
سُمّيت الخمسينيّة أي مدتها لخمسين سنة، قُسمت على خمس مراحل كلّ مرحلة مدتها عشر سنوات، وقبل شروعهم في سرد مراحلهم صدّروا الكلام بذكر عدوّهم الحقيقي والوحيد فقالوا:
"لأنّ الخطر الذي يواجهنا من الحكّام الوهابيين وذوي الأصول السنّية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب؛ لأنّ هؤلاء (الوهابيين وأهل السنّة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين، حتى إنّهم يعدّون اعتماد المذهب الشيعي كمذهبٍ رسميّ دستوراً للبلد مُخالفاً للشرع والعُرف، وهم بذلك قد شقّوا الإسلام إلى فرعين متضادين".

وقالوا أيضاً: "إنّ الفرق الوهابية والشافعية والحنفيّة والمالكيّة والحنبليّة كانت تعتبرنا من المرتدّين". (مجلة البيان العدد 123).

أقول: ومازالت، بل لا تعتبركم من المسلمين أصلاً، فأنتم لم تعرفوا الإسلام حتى ترتدوا عنه، وياليت شعري أين الإخوان من هذه المذاهب؟
وفي هذه المراحل يتمّ الآتي:
توطين الشيعة رسميّاً في مناطق السُنة، وبمرور الزمن تؤخذ إدارات المدن والمراكز من المواطنين السابقين من السنّة دون ضجيج، وسلب الدول السنيّة أركان ثباتها، وهي (قوّة السلطان والعلم والمعرفة وقوة الاقتصاد)، وإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، مع النظر إلى الفئات المكوّنة للدولة وكيفية استغلالها، والاستيلاء على التجارة، ونشر الفساد الأخلاقي لينغمس فيه معظم المواطنين؛ فيحارب العلماء هذا الفساد وفي هذه الحالة لابُدّ من استثارة علماء السنّة الوهابية ضدّ هذا الفساد مما يدفعهم لبعض الأعمال التي ستكون سبباً في سوء ظنّ الحكّام بجميع المتدينين مما ينمو عنه الحقد والنفرة بين العلماء والحكّام ويفقد أهل السنّة الوهابية حماية مراكزهم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً، ووسط هذه البيئة ترسّخ الشيعة صداقاتها، ويتوجّب على بعض مشايخها المشهورين في البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكّام هذه البلاد ويبرزوا التشيّع كمذهب لا خطر منه عليهم، وفي هذه البيئة أيضاً تتردّى الأحوال الاقتصادية فلا بُدّ لرؤوس أموالنا وتجارنا من الانسحاب وإرسال جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وبهذا فإنهم سيرحبون بمواطنينا، ويمنحونهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار؛ وبهذا سيكون مواطنينا وعملاءنا وحدهم حُماة السلطة والحكم؛ وبهذا يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِيَ بالمخلصين لدى الحكّام على أنّهم خونة؛ فيطردون ويستبدلون بعناصرنا، وفي هذه الفترة سيفرّ كثير ممن أحسّ بالظلم لنأخذ نحن منهم أملاكهم بنصف قيمتها، وأخيراً سيكون الجو مُهيئاً لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة (الأمن، والهدوء، والراحة)، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط طوفان مشرفة على الغرق، تقبل كلّ اقتراح للنجاة بأرواحها.
وفي هذه الفترة سنقترح تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، وسيحوز مرشحونا على معظم كراسي المجلس؛ مما يكون سبباً في فرار التجار والعلماء وحتى الخدمة المخلصين.

خلا لك الجو فبيضي واصفري ************** ونقّري ما شئت أن تُنقّري

وقالوا تطميناً لأنفسهم وعملاءهم: "لا تفكروا في أن خمسين سنة تُعدّ عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة". (مجلة البيان العدد 123).

***
من سيتولّى مساعدتهم في تنفيذ هذه الوثائق والمؤامرات؟

(2) وثيقة سرية تتعلّق بما بعد سقوط العراق:
هذه الوثيقة أُصدرت بناءً على توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي، وقد جاء فيها:
"8/ إنّ التنظيمات الناصبية المعادية لنا بالأصل كالإخوان المسلمين، نجد أنهم أقرب إلينا من العفالقة العلمانيين؛ لذلك فإنّ تمتين العلاقة معهم ضرورة لأجل تحقيق اختراقات تاريخية في مصر بشكل خاص عن طريقهم عبر المساعدة على انتشار المذهب في مصر تحت غطاء تعاوننا مع الإخوان المسلمين هناك، ويجب في هذا الصدد أن نكون كرماء جداً مع هؤلاء؛ لأنهم أقدر من غيرهم على عزل التيارات القومية العنصرية العربية".(قراءة في الخطة السرّية الإعلامية الإيرانية ص 14 موقع الراصد).

(3) وثيقة ظهرت بعد سقوط الرئيس المصري محمد حُسني مبارك:
محمد حسني مبارك ومن قبله محمد أنور السادات حكما مصر ردحاً من الزمن، وقد قامت الثورة الإيرانية في فترة حكم السادات ثمّ مبارك ولم يستطع الروافض دخول مصر، بل لم يزر رئيساً إيرانياً مصر في عهديهما، ولم نر زيارة سبّابة الصحابة الطُعّان في الملائكة قَذَفة أمهات المؤمنين لمصر إلاّ في حكم الإخوان المسلمين فما السرّ ياترى؟

قالوا في هذه الوثيقة:
"الهدف الثاني والجوهري هو: وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النوّاب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسة فنوفر إمكانية تعديل الدستور؛ لجعل مصر ذات نظام برلماني.
إننا ننسّق مع جماعة الإخوان منذ فترة طويلة ونتفق معهم على ضرورة إضعاف التيار القومي الناصري، ومنعه من الوصول للسلطة بكافة الطرق؛ لأنّه تيار عنصري علماني... إلى أن قالوا: سيمكننا من تحويل مصر إلى دولة صديقة تُسهّل تنفيذ أهدافنا الكبرى".(أنا المسلم 9/4/2011).

وقالوا أيضاً: "وعلينا تذكّر أنّ مجرّد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران.. وتأكيد أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن، وأنها ليست طائفية هو خير خدمة يقدّمها الإخوان لنا أمام كسْب أغلبية سُنّيّة في مصر تضع حدّاً للتيارات المعادية لإيران هناك". (أنا المسلم 9/4/2011).

وقالوا أيضاً: "وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا في تحقبق الهدف الأهم في مصر، وهو: نشر المذهب على نطاق واسع، مستغلّين الفقر والإمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على مشاكلهم، وعندها: ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا.. فإنّ دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جداً في إزالة المخاوف في الأوساط السنّيّة المصرية منّا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان، مهما كان كبيراً مقابل ذلك". (أنا المسلم 9/4/2011).

وقالوا أيضاً – وهي الطامة - : "أما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر، فإننا وبعد إكمال إقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسّع نفوذ شيعة مصر، فيجب دعم انتخاب رئيسٍ لمصر من الإخوان المسلمين؛ لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مصر".
(أنا المسلم 9/4/2011).

***
هل نفّذ الإخوان المسلمون ما طُلِب منهم؟
الإخوان المسلمون هؤلاء القوم الذين إذا حادثتهم أو قرأت لهم تسمع عجباً، إذ هم من أعرف الناس بمخططات الأعداء زعموا – وهم لم يعرفوا الأعداء أصلاً ! – وتسمع منهم أنهم هم الجماعة الوسطية في الإسلام، وأنهم أبصر النّاس للواقع؛ لذلك اتهموا العلماء بعدم معرفتهم للواقع، وأن نظرة العلماء للأمور نظرة رجعية ليس فيها عصرية المواجهة...، وأنهم الجماعة المُستنيرة، وغيرها من ترّهاتهم وزبالة أفكارهم.
هؤلاء الفهماء النجباء أهل فقه الواقع والوسطية استخدموهم الروافض وجعلوهم مطايا لحرب السُنّة وأهلها، تماماً كما فعل اليهود مع الروافض قديما، وقد استفاد الروافض هذا الخبث من اليهود فجرّبوه على الإخوان المسلمين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الروافض: "كانوا من أعظم النّاس عداوة للمؤمنين، ومعاونة للكافرين، وهكذا معاونتهم لليهود أمر شهير، حتى جعلهم الناس لهم كالحمير". (منهاج السنة ص 21).

قال محمد رشيد رضا: "إنّ أول صوت سمعه العالم الإسلامي كلّه في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية العامة، والاتفاق بين أهل السنّة والشيعة خاصة، هو صوت الحكيمين الأمامين السيّد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده المصري". (مجلة المنار جمادى الأولى 1352هـ).

وجمال الدين الأفغاني (شيعيّ رافضيّ بابيّ مازندرانيّ ماسونيّ) يقول: "بأنّ النبوّة مكتسبة وهي من الصناعات".

قال مرزا لطف الله خان ابن خالة الأفغاني: "وكان كشْف حقيقة جمال الدين أمام السلطان عبدالحميد ضربة قاضية وجهها مظفر الدين شاه إلى جمال الدين بوثيقة سلّمها علاء للملك سفير إيران في تركيا إلى الحكومة التركية تثبت بالأدلة القاطعة أنّ جمال الدين إيراني شيعي يختفي في ثياب الأفغاني، ويتخذ المذهب السنّي ستاراً يحتمي به". (جمال الدين الأسدابادي ص 34).

قال شاعر الترك عبدالحق حامد بك في مذكراته: "إن السيّد –الأفغاني- قال له: إن سبب متاعبه هو قوله: بأنّ النبوة من الصناعات". (مجلة الزهراء ج1/637).

وسبب ذكرنا الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وكذا مجلة المنار هو تأثّر مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا بهؤلاء، بل كان على علاقة برشيد رضا حتى بعد قيام جماعة الإخوان، وكان يستشيره في كثير من الأمور كما ذكر ذلك محمود عبدالحليم في.أحداث صنعت التاريخ (1/246).

ومنه تلّقف القاعدة الضالة: "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه"، وهذه القاعدة هي سبب تعاونهم إلى يومنا هذا مع الكفار والروافض وعذرهم لهم، ولا أفشي سرّاً إن قلت لكم: أنّ السلفيين عندهم خارج نطاق تغطية هذه القاعدة.
ومن هذه القاعدة انطلق، بل استمرّ حسن البنا على سنن الأفغاني ثمّ رشيد رضا في مسألة التقارب مع الشيعة

وقد كان (نواب صفوي) الشيعي الرافضي رفيقاً لحسن البنا في دعوته، مُحاضراً في المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين في لقاء الثلاثاء، وكان تهييجيّاً يدفع طلبة الجامعة الإخوان للتظاهر والثورة على الأوضاع السياسية، وقد استمرّت جهود صفوي مع الإخوان إلى ما بعد الثورة المصرية أعني ثورة عبدالناصر.

قال القرضاوي: "ذلك أنّ الإخوان في جامعة القاهرة أرادوا الاحتفال بشهداء الجامعة شاهين والمنيسي وغانم، ودعوا الزعيم الإيراني المعروف (نواب صفوي) أحد المعارضين لطغيان الشاه زعيم حركة (فدائيان إسلام)". (سيرة ومسيرة 2/39).

قال سالم البهنساوي: "منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمّي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة وقد أدّى ذلك إلى زيارة الإمام (نواب صفوي) سنة 1945م للقاهرة". (السنّة المفترى عليها ص 57).
وكان نواب صفوي يؤكّد دائماً: بأنّ الإخوان والشيعة شيء واحد.!!


ومرّة عندما اشتكى إليه - أي نواب صفوي - مصطفى السباعي الإخواني تصرّف بعض شباب الشيعة في تركهم الإخوان والانضمام إلى الحركات العلمانية والقوميّة قال: "من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين". (عزالدين إبراهيم/ موقف علماء المسلمين من الشيعة ص 15).

والإخوان لا ينسون مَن صنع لهم المعروف؛ فاعترافاً بالجميل يحتفلون بذكرى وفاة نواب صفوي كلّ عام!
قال التلمساني: "كان طلبة الإخوان يحتفلون بذكرى (نواب صفوي) رئيس جمعية فدائيان إسلام الشيعية في إيران".(ذكريات لا مذكرات ص 131).

أكتفي بهذا وأكمل في الحلقة التي بعدها بإذن الله تعالى، هو حسبي ونعم الوكيل
وصلّ اللهم وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتب:
أبو عيسى حمد بن عيسى
مستفاد من:
(منهاج السُنّة)
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(كشف العلاقة المريبة بين الشيعة الروافض الإمامية وحزب الإخوان المسلمين)
للشيخ أبي عبد الأعلى خالد بن عثمان المصري.
(الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي)
(الإخوان من هم؟ وماذا يريدون؟)
وكلاهما لعلي الوصيفي.

(الوثائق التآمرية)
للشيخ محمد الإمام

---------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق