آخر المواضيع المضافة

الاثنين، 25 مارس 2013

بركة الطاعات وشؤم المعاصي !

بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن بعض الطاعات من بركتها يترتب عليها طاعات أخر، وكذلك من شؤم المعاصي أن بعضها قد يترتب عليه مفاسد غير مفسدة المعصية بخصوصها.
مثال الأول: الصدقة أو الهدية على القريب، أو من بينك
وبينه شحناء، تكون صدقة وصلة، وقالعة للشحناء، وكذلك
الطاعة التي تسبب فيها لمشاركة غيرك فيها أو للاقتداء أو لغير ذلك من المصالح.
ومثال الثاني: الزنا من أفظع المحرمات، وكونه بحليلة الجار أو بذي الرحم أو بمن تعظم حرمته يكون أشنع وأشنع، والقتل من أكبر الكبائر، وقتل الولد خشية أن يطعم معك فيه مفسدة الإساءة إلى من جبلت النفوس على محبته والدفع عنه بكل ممكن، وفيه سوء الظن برب العالمين.
ومن تأمل كثيراً من الطاعات والمعاصي رآها مشتملة على ما ذكرنا، فيتأكد فعل الطاعة المذكورة والحذر والتحذير من المعاصي التي فيها شرٌّ متكرر. والله أعلم.
مجموع الفوائد واقتناص الأوابد
الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله

الأحد، 24 مارس 2013

فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله .. فهو جاهل أحمق !

بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" :
فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواتي هن خير خلق الله في كل فضيلة وهن أفضل نساء العالمين في كل صفة فهو جاهل أحمق ، وكذلك صداق أمهات المؤمنين ، وهذا مع القدرة واليسار ، فأما الفقير ونحوه فلا ينبغي له أن يصدق المرأة إلا ما يقدر على وفائه من غير مشقة .

الجمعة، 22 مارس 2013

ما نصيحتكم للذين يغلبون جانب الردود قبل معرفة أبجديات العلم؟يجيب الشيخ الفقيه محمد بازمول حفظه الله

سئل الدكتور الفقيه الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى
ما نصيحتكم لطلاب العلم الذين يغلبون جانب الردود قبل التأصيل العلمي ومعرفة أبجديات العلم؟
فأجاب وفقه الله :
طالب العلم عليه أن يعلم أن كتب الردود من مناهج السلف في التصنيف والعلماء لهم في الردود ثلاثة طرق
 

الطريقة الأولى في الردود : أن يصنفوا كتابا في الرد على الشخص كتصنيف الرد على بشر المريسي يردوا على شخص .

الطريقة الثانية أن يصنفوا كتابا في الرد على  مسألة يجمعوا كل ما يتعلق بها كتصنيف الإمام البخاري خلق أفعال العباد  ومصنفه رفع اليدين وتصنيف الإمام مسلم والإمام أحمد بن حنبل كتاب الأشربة  في الرد على الذين يتوسعون في باب النبيذ وغيره .

الطريقة الثالثة : أن يرد على المخالفين في  أثناء التصنيف الذي يبين المنهج العام وهذه الطريق سلكها الإمام البخاري  والإمام الترمذي والإمام أبو داود وغيره في كتاب البخاري الجامع الصحيح وهو  ماشي في كتاب الإيمان جاب تبويب الرد على المرجئة تبويب الرد على الخوارج  في كتاب العلم جاب تبويب الرد على كذا في كتاب ...يرد ، في أبواب الفقه يرد  على بعض الناس وماشي في المنهج العام .

إذا كتب الردود بهذه الأنواع الثلاثة كلها تفيد الشخص لكن  القضية اللي نبه عليها السؤال إنه شخص يهتم فقط بالردود دون الاهتمام  بأبواب العلم والتعلم يعني ما يبي يتعلم أحكام العبادات اللي يحتاجها ، لا  حاطط كل همه في الردود وكتب الردود وما يتعلم كيف يتوضأ كيف يصلي كيف يصوم  جاهل بهذه الأشياء فنقول إذا بلغ ولع الشخص إلى مثل هذا الحد فإن هذا أمر  مذموم لكن يا أخي أنا ذكرت لك طرق الردود الثلاثة ، ما المانع أن  تدرس كتاب البخاري أو أن تدرس كتاب أبي داود أو أن تدرس يعني السنن أو  غيرها من الكتب وفي أثنائها تكون هذه الردود فتتعلم من هذا الكتاب ما  تحتاجه في أمر دينك ومعاملتك مع الله سبحانه وتعالى وعبادته وتتعلم أيضا  الردود طيب ما قدرت على هذا ما المانع من أن تلزم درسا علميا تتعلم فيه ما  تحتاجه في أمر دينك بجانب اهتمامك بالردود وأنا أعرف بعض الناس ماله ولع إلا بالردود وفي الأخير ــ ما نزكيه سلفي ومنهجه صحيح ــ لكن يعتبر من العوام هذه مشكلة والله هذه مشكلة فلابد أن تهتم يا طالب العلم بالعلم الذي تتعلم فيه ما تقيم به عبادتك مع الله عز وجل وهذا ليس انتقاصا للردود لكتب الردود  فو الله أنا أتحدث عن نفسي والله ما تميزت عندي بعض المسائل العلمية إلا  من خلال كتب الردود ليش ؟ لأنه كتاب الرد يأتيك بالمسألة والقول الأول  والقول الثاني وأدلة هذا وأدلة هذا ورد هذا ورد هذا والصواب فتتميز عندي  المسألة فأفهمها والقرآن كتاب مليء بالردود ، القرآن الكريم من أسمائه  الفرقان الذي يفرق بين الحق وبين الباطل يعني ردود وبيان الباطل لكن مع  بيان الأحكام التشريعية .
إذا الطريقة الصحيحة أن تجمع بين المنهجين تطلب العلم  الشرعي الذي يجب عليك أن تتعلمه وما فيه مانع أن تهتم بأمر الردود أما بهذه  الطريقة التي تمشي فيها ما تعرف إلا الردود فهذا أمر يخلق منك في النهاية  عامي من حيث لا تشعر تظن في نفسك أنك عندك علم وفي الحقيقة ما عندك علم لا تعرف تتوضأ ولا تعرف اتصلي  لكن لا تفهم من كلامي إني أنا أبخس قدر الردود لا الردود مهمة إنما تعلم  هذا مع هذا وبالذات المسائل التي وقع فيها رد من العلماء المشهود لهم  بالعلم والسنة في مسائل دائرة تخشى على نفسك الفتنة فيها والله أعلم  

المصدر :محاضرة بعنوان آداب طالب العلم
الرابط الصوتي للفتوى
http://www.4shared.c...__________.html

معنى حديث: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا..)

معنى حديث: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا..) 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فهنا معَنا حديث يتعلق بمسألة من مسائل الإيمان الذي أشكل فهمه على البعض وهو حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ). أخرجه البخاري (34، 2327)، ومسلم (58). نبدأ بالتمهيد؛ بتعريف النفاق لغة وشرعاً، وعلاماته، وأنواعه، ثم نشرع في معنى الحديث. تعريف النفاق معنى النفاق لغةً واصطلاحاً: النفاق في اللغة : النفاق فعل المنافق يقال: نافق ينافق منافقة ونفاقًا ، أما أصله فقد اختلف فيه علماء اللغة على قولين : الأول: قيل إن ذلك نسبةً إلى النفق وهو السرب في الأرض، لأن المنافق يستر كفره ويغيبه، فتشبه بالذي يدخل النفق يستتر فيه. الثاني: وقيل سمي به من نافقاء اليربوع، فإن اليربوع له جحر يقال له: النافقاء، وآخر يقال له: القاصعاء، فإذا طلب من القاصعاء قصع فخرج من النافقاء، كذا المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه، وقيل: نسبة إلى نافقاء اليربوع أيضاً، لكن من وجه آخر وهو إظهاره غير ما يضمر، وذلك: أنه يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج، فإذا رابه ريب دفع ذلك برأسه، فخرج، فظاهر جحره تراب كالأرض، وباطنه حفر، فكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كف. "لسان العرب" (10/358)، "تاج الروس" (13/463)، "مقاييس اللغة" (5/454)، "شرح السنة للبغوي" (1/71ـ72) ، مفردات القرآن" (ص: 819). ولعل النسبة إلى نافقاء اليربوع أرجح من النسبة إلى النفق "لأن النفق ليس فيه إظهار شيء، وإبطال شيء آخر، كما هو الحال في النفاق، وكونه مأخوذاً من النافقاء باعتبار أن المنافق يظهر خلاف ما يبطن، أقرب من كونه مأخوذاً منه باعتبار أنه يخرج من غير الوجه الذي دخل فيه، لأن الذي يتحقق فيه الشك الكامل بين النافقاء والنفاق هو إظهار شيء وإخفاء شيء آخر، إضافة إلى أن المنافق لم يدخل في الإسلام دخولاً حقيقياً حتى يخرج منه". "المنافقون في القرآن" (ص: 13).
النفاق في الاصطلاح: هو ستر الكفر وإظهار الإسلام . وقد يسمى المنافق زنديقًا كما يفعله بعض الفقهاء وقد يسمى النفاق الاعتقادي وهو النفاق الأكبر. "مجلة البحوث الإسلامية" (83/172). النفاق في الاصطلاح الشرعي هو: "القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد". "عارضة الأحوذي" (10/97). أو هو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وإن كان أصله في اللغة معروفاً" ـ كما سبق ـ. "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (5/98)، وكتاب "الإيمان" لابن تيمية (ص: 284). والمنافق لابد وأن تختلف سريرته وعلانيته وظاهره وباطنه، ولهذا يصفهم الله في كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق، قال تعالى: وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:10]، وقال: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1]، وأمثال هذا كثير. إذنْ أخص وأهم ما يميز المنافقين؛ الاختلاف بين الظاهر والباطن، وبين الدعوى والحقيقة، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:8]. قال الإمام الطبري رحمه الله: أجمع جميع أهل التأويل على أن هذه الآية نزلت في قوم من أهل النفاق، وأن هذه الصفة صفتهم. "تفسير الطبري" (1/268). وقد يطلق بعض الفقهاء لفظ الزنديق على المنافق، قال شيخ الإسلام - رحمه الله-: "ولما كثرت الأعاجم في المسلمين تكلموا بلفظ (الزنديق) وشاعت في لسان الفقهاء وتكلم الناس في الزنديق: هل تقبل توبته؟ ...والمقصود هنا: أن (الزنديق) في عرف هؤلاء الفقهاء، هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره، سواء أبطن ديناً من الأديان: كدين اليهود والنصارى أو غيرهم، أو كان معطلاً جاحداً للصانع، والمعاد، والأعمال الصالحة...". "مجموع الفتاوى" (7/471). وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في بيان مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم: الطبقة الخامسة عشر: طبقة الزنادقة، وهم قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسل، وأبطنوا الكفر ومعاداة الله ورسله، وهؤلاء المنافقون، وهم في الدرك الأسفل من النار. "طريق الهجرتين" لابن القيم (ص: 662) تحقيق عمر ابو عمر ط. دار ابن القيم. علامات النفاق عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ). أخرجه البخاري (33)، ومسلم (220). قال الله سبحانه وتعالى (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) أي : شك ونفاق. وقال الله عز وجل في منافق الكفار (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ) وقال الله سبحانه وتعالى (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) وقال الله سبحانه وتعالى (مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ) أي : مترددين ، لا إلى المسلمين، ولا إلى الكفارين ، والمذبذبُ : المضطربُ الذي لا يبقى على حالة مستقلة. "شرح السنة للبغوي" (1/71). أنواع النفاق ينقسم النفاق إلى نوعين : أحدهما : النفاق الأكبر ، وهو النفاق الاعتقادي ، أي في أصل الدين ، وهو مخرج من الإسلام ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار ، وعامة الآيات القرآنية يقصد بها هذا المعنى. والثاني : النفاق الأصغر ، وهو النفاق العملي وهو من أكبر الذنوب ، وهو دون الكفر ، لكنه اختلاف بين السريرة والعلانية، فمن أظهر أنه صادق أو موفٍ أو أمين ، وأبطن الكذب والغدر والخيانة ونحو ذلك فهذا هو النفاق الأصغر الذي يكون صاحبه فاسقًا ، لا أن يبطن في قلبه كفرًا وشكًا وتكذيبًا يخفيه عن الناس ، ويظهر إسلامًا لا حقيقة له . وهذا النوع من النفاق جاءت به السنة . والأصل فيه ما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وغيرهما من الصحابة - رضي الله عنهم - في ذكر آية المنافق ، فحديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قد تقدم. وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ). أخرجه البخاري (34، 2327)، ومسلم (58). فهذه كلها أعمال إذا كان فاعلها مؤمنًا بالله وحده ، قد سلم اعتقاده مما يخرجه من الدين ، فنفاقه نفاق أصغر ، وهذه الخصال قد توجد في المسلم الصادق الذي ليس فيه شك . قال النووي - رحمه الله - عند شرح هذا الحديث : " هَذَا الْحَدِيث مِمَّا عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ إِنَّ هَذِهِ الْخِصَال تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُصَدِّق الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ . وَقَدْ أَجْمَع الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مُصَدِّقًا بِقَلْبِهِ وَلِسَانه وَفَعَلَ هَذِهِ الْخِصَال لَا يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِكُفْرٍ ، وَلَا هُوَ مُنَافِق يُخَلَّد فِي النَّار. وَهَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّه تَعَالَى إِشْكَال، وَلَكِنْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَعْنَاهُ . فَاَلَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ وَالْأَكْثَرُونَ وَهُوَ الصَّحِيح الْمُخْتَار: أَنَّ مَعْنَاهُ؛ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال خِصَال نِفَاق ، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِ فِي هَذِهِ الْخِصَال ، وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ . فَإِنَّ النِّفَاق هُوَ إِظْهَار مَا يُبْطِن خِلَافه ، وَهَذَا الْمَعْنَى مَوْجُود فِي صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال ، وَيَكُون نِفَاقه فِي حَقّ مَنْ حَدَّثَهُ ، وَوَعَدَهُ ، وَائْتَمَنَهُ ، وَخَاصَمَهُ ، وَعَاهَدَهُ مِنْ النَّاس ، لَا أَنَّهُ مُنَافِق فِي الْإِسْلَام فَيُظْهِرُهُ وَهُوَ يُبْطِنُ الْكُفْر . وَلَمْ يُرِدْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا أَنَّهُ مُنَافِق نِفَاق الْكُفَّار الْمُخَلَّدِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار، فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي مَعْنَى الْحَدِيث ". "شرح مسلم" (2/46ـ47). قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي:"هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ نِفَاقُ الْعَمَلِ وَإِنَّمَا كَانَ نِفَاقُ التَّكْذِيبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا رُوِىَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِىِّ شَيْئًا مِنْ هَذَا أَنَّهُ قَالَ النِّفَاقُ نِفَاقَانِ نِفَاقُ الْعَمَلِ وَنِفَاقُ التَّكْذِيبِ". "جامع الترمذي" (5/19) تحت حديث:(2632). قال النووي: " وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) مَعْنَاهُ شَدِيد الشَّبَه بِالْمُنَافِقِينَ بِسَبَبِ هَذِهِ الْخِصَال . قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : وَهَذَا فِيمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَال غَالِبَة عَلَيْهِ . فَأَمَّا مَنْ يَنْدُر فَلَيْسَ دَاخِلًا فِيهِ . فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي مَعْنَى الْحَدِيث . وَقَدْ نَقَلَ الْإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَعْنَاهُ عَنْ الْعُلَمَاء مُطْلَقًا فَقَالَ : إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْد أَهْل الْعِلْم نِفَاقُ الْعَمَل . وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِهِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثُوا بِإِيمَانِهِمْ ، وَكَذَبُوا ، وَاُؤْتُمِنُوا عَلَى دِينهمْ فَخَانُوا ، وَوَعَدُوا فِي أَمْر الدِّين وَنَصْره فَأَخْلَفُوا ، وَفَجَرُوا فِي خُصُومَاتهمْ . وَهَذَا قَوْل سَعِيد بْن جُبَيْر ، وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاح . وَرَجَعَ إِلَيْهِ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّه بَعْد أَنْ كَانَ عَلَى خِلَافه . وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، وَرَوَيَاهُ أَيْضًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : وَإِلَيْهِ مَال كَثِير مِنْ أَئِمَّتنَا . وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّه قَوْلًا آخَر أَنَّ مَعْنَاهُ التَّحْذِير لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْتَاد هَذِهِ الْخِصَال الَّتِي يُخَاف عَلَيْهِ أَنْ تُفْضِي بِهِ إِلَى حَقِيقَة النِّفَاق" . "شرح مسلم" (2/47). كتبتُ هذا لأني سمعت من يجعل هذا الحديث وحديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ من النفاق الأكبر المخرج من الملّة، فعلى علمه وتفسيره وشرحه الحديث؛ قد أخرج أعداداً هائلة من المسلمين ـ الصادقين الذين ليس فيهم شك ـ من الإسلام بسبب جهله وتعجله، فمن ذا الذي يسلم من تلك الخصال ناهيك عن أحدها ؟؟ قال النووي: " فَإِنَّ إِخْوَة يُوسُف صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعُوا هَذِهِ الْخِصَال . وَكَذَا وُجِدَ لِبَعْضِ السَّلَف وَالْعُلَمَاء بَعْض هَذَا أَوْ كُلّه". "شرح مسلم" (2/46). فاللهم فقهنا في الدين وجنبنا التعالم والتشبع بما لم نعط. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،، 
كتبه أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي الخميس 4/ 4 / 1434هـ.

الخميس، 21 مارس 2013

أين النار الآن ؟ أفي الأرض أم في السماء ؟

بسم الله الرحمن الرحيم أين النار الآن؟ أفي السماء أم في الأرض؟ نقول هي في الأرض، ولكن قال بعض أهل العلم: هي البحار ، وقال آخرون: بل هي في باطن الأرض، والذي يظهر أنها في الأرض ولكن ما ندري أين هي من الأرض!! نؤمن أنها في الأرض وليست في السماء، ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين. والدليل على أن النار في الأرض ما يلي : قال الله تعالى : (( كلآ إنّ كتاب الفُجّارِ لَفِي سِجِّين )) -المطففين :7 - وسجين هي الأرض السفلى. وكذلك أيضًا جاء في الحديث فيمن احتضر وقبض على الكافرين :" فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء، ويقول الله تعالى: اكتبوا كتاب عبدي في سجين، وأعيدوه إلى الأرض " (1)، ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابها يعذبون فيها، وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح لهم أبواب السماء. .
س: لكن بعض الطلبة استشكل وقال: كيف يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به وهي في الأرض؟ جـ : أعجَبُ لهذا الاستشكال - لا سيما وقد ورد من طالب علم- إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة ولا ندركها فكيف لا يرى النبي عليه الصلاة والسلام النار وهو في السماء!! فالحاصل : أنها في الأرض وقد روى أحاديث ، لكنها ضعيفة (2) وآثار السلف كابن عباس وابن مسعود وهو ظاهر القرآن : (( {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40 والذين كذبوا بالآيات واستكبروا عنها لا شك أنهم في النار. * *مقتبس من شرح باب صفة الصلاة للشيخ محمد العثيمين رحمه الله ، من كتاب زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ شرف الدين الحجاوي رحمه الله، دار الكتب العلمية ص: 158 ،

للمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح !

بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم رحمه الله : " بل للأسماء تأثير في المسميات ، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح ، والخفة والثقل ، واللطافة والكثافة ، كما قيل :
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
وكان صلى الله عليه وسلم يستحب الاسم الحسن ، ....وندب جماعةً إلى حلب شاة ، فقام رجل يحلبها ، فقال : ما اسمك ؟ قال : مرة ، فقال : اجلس ، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ قال : أظنه حرب ، فقال : اجلس ، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ فقال : يعيش ، فقال : احلبها .
وكان يكره الأمكنة المنكرة الأسماء ويكره العبور فيها ، كما مر في بعض غزواته بين جبلين ، فسأل عن اسميهما فقالوا : فاضح ومخز ، فعدل عنهما ، ولم يعبر بينهما ...
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين أسمائهم ، وأخبر أنهم يدعون يوم القيامة بها ،
ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، واسمها يثرب لا تعرف بغير هذا الاسم ، غيره بطيبة . "
باختصار من "زاد المعاد" (2/306)

الأربعاء، 20 مارس 2013

لِــكُلِّ غَـــادِرٍ لِـــوَاء


لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ

۝۝۝۝۝

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: ( يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ ).

وفي لفظ: ( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ لِغَدْرَتِهِ ).

وفي لفظ: ( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ ).

وفي لفظ: ( إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ فَقِيلَ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ ).

وفي لفظ: ( أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ ).

۝۝۝۝۝

وإن من الغدر؛ قتل المستأمنين والمعاهَدين والسفراء والرُّسل إذا دخلوا بلاد المسلمين بعهد وذمة من ولي الأمر.

ففي الحديث عند البخاري وغيره، قال صلى الله عليه وسلم: ( ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ ).

وقال صلى الله عليه وسلم: ( يُجِيرُ عَلَى أُمَّتِى أَدْنَاهُمْ ).
أحمد، والحاكم.وصححه الألباني.

وفي حديث أم هاني في الصحيحين قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّى أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أَجَرْتُهُ فُلاَنَ بْنَ هُبَيْرَةَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ).

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه المنع من قتل الرُّسل وإن كانوا كفاراً، كَانَا أَتَيَا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَتَشْهَدَانِ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ ). قَالاَ: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: ( لَوْ كُنْتُ قَاتِلاً رَسُولاً لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا ).
قَالَ ابن مسعود: فَجَرَتْ سُنَّةٌ أَنْ لاَ يُقْتَلَ الرَّسُولُ .

۝۝۝۝۝

والغدر حتى في حال الكفر مع رفقته الكافرة لا يُقبل، فقد جاء الحديث عند أبي داود: " كَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَمَّا الإِسْلاَمُ فَقَدْ قَبِلْنَا وَأَمَّا الْمَالُ فَإِنَّهُ مَالُ غَدْرٍ لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ).
وصححه الألباني.

۝۝۝۝۝

بل وحتى في حال قتال الكفار الذين بيننا وبينهم عهد لا يُقبل الغدر ولا يجوز حتى تنتهي مدة العهد تماما.

فعَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ َانَ مُعَاوِيَةُ يَسِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَمَدٌ فَأَرَادَ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهُمْ فَإِذَا انْقَضَى الأَمَدُ غَزَاهُمْ، فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى دَابَّةٍ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَفَاءٌ لاَ غَدْرٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَحُلَّنَّ عُقْدَةً وَلاَ يَشُدَّهَا حَتَّى يَنْقَضِىَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ). فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ. وَإِذَا الشَّيْخُ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ.
أخرجه أحمد، أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني ثَمَّ وفي "الصحيحة" وصحيح الجامع".

۝۝۝۝۝

فالغدر والخيانة وقتل الرُّسل والسفراء والمستأمنين والمعاهدين والذميين لا يجوز في شرعنا المطهر، ولا التخريب ولا التدمير.

۝۝۝۝۝

قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي:

" فعلى المسلمين أن يكونوا مضرب المثل في الصدق والأخلاق العالية والوفاء والأمانة والبعد عما يناقض هذه الصفات من الغدر والخيانة والكذب، والهواية في سفك الدماء التي لا تنفع الإسلام، بل تضره.

وقد يفرح بها العدو لتشويه صورة الإسلام وأهله، ويستغله إعلامياً ضد الإسلام، فيعطون للإسلام صورة أسود من صورة الأديان الفاسدة. وهذا ما يثمره تصرفات هؤلاء على الإسلام والمسلمين".
من كتاب "الفتاوى المهمة في تبصير الأمة".

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

۝۝۝۝۝

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الجمعة 27/ 10/ 1433هـ

حكم ختم قراءة القرآن بقول صدق الله العظيم

يقول السائل سمعت من بعض الإخوة أن كلمة صدق الله العظيم بعد التلاوة بدعة هل هذا صحيح؟ فأجاب رحمه الله تعالى: نعم ختم تلاوة القرآن بقول صدق الله العظيم بدعة وذلك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يختمون قراءتهم بقول صدق الله العظيم وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وعلى هذا فينبغي للقارئ إذا انتهى من قراءته أن ينهيها بآخر آية يتلوها بدون أن يضيف إليها شيئاً.
المصدر : نور على الدرب لللشيخ ابن عثيمين رقم الشريط(213/الوجه الثاني) (دقيقة (16-17 برنامج أهل الحديث والأثر)
تقول السائلة عند الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة والسورة التي تليها هل يجوز قول صدق الله العظيم؟ الجواب: فأجاب رحمه الله تعالى: قول صدق الله العظيم بعد انتهاء التلاوة في الصلاة أو في غيرها بدعة وذلك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا إذا انتهوا من القراءة قالوا صدق الله ومن المعلوم أن قول القائل صدق الله عبادة لأنه ثناء على الله بالصدق وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أن نشرع من العبادات ما لم يشرعه الله ورسوله فإن فعلنا ذلك كان بدعة وكل بدعة ضلالة وعلى هذا فالقارئ إذا انتهى من قراءته يسكت ولا يقول صدق الله العظيم ولا غيرها لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وقد قرأ ابن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من سورة النساء حتى إذا بلغ قول الله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) قال النبي صلى الله عليه وسلم (حسبك) قال فالتفت فإذا عيناه تذرفان صلوات الله وسلامه عليه ولم يقل ابن مسعود صدق الله ولا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكذلك قرأ عنده زيد بن ثابت سورة النجم حتى ختمها ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم له قل صدق الله العظيم ولا قالها أيضاً فدل هذا على أنه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هدي أصحابه أن يقولوا عند انتهاء القراءة صدق الله العظيم لا في الصلاة ولا خارج الصلاة.) المصدر : نور على الدرب لللشيخ ابن عثيمين رقم الشريط(237/الوجه الأول) (دقيقة ( 6-8 برنامج أهل الحديث والأثر)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:( أو خَتم كلام الله تعالى بصدق الله العظيم هو من الأمور المحدثة التي لم تكن معروفةً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد السلف الصالح نعم إذا وقع أمرٌ مصدقٌ لما أخبر الله به ورسوله فحينئذٍ تقول صدق الله مثل أن ترى تعلقك بأولادك أو يصيبك شيء منهم من الفتنة عن دين الله يلهونك عنه ويصدونك تقول صدق الله العظيم إنما أموالكم أولادكم فتنة أو ما أشبه ذلك مما ينزل مصداقاً لكلام الله فتقول صدق الله وكذلك ما يكون أو ما يقع مصداقاً لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فتقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان كذا وكذا وأما أن تقول صدق رسول الله أو صدق الله كلما ختمت كلام الله أو كلام رسوله فهذا ليس من السنة بل هو من الأمور المحدثة.) نور على الدرب رقم الشريط (50 الوجه الثاني) (برنامج أهل الحديث والأثر)

حفظ البصر أثره على القلب مهم جدا!!!!!!!!

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد
لقد أمرنا الله بحفظ البصر كما سياتي, والكلام عن حفظ البصر من الأمور العظيمة لتعلق سلامة القلب و طهرته بحفظ البصر قال الامام القرطبي : (البصر هو الباب الأكبر إلى القلب ، وأعمر طرق الحواس إليه ، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته. ووجب التحذير منه ، وغضه واجب عن جميع المحرمات ، وكل ما يخشى الفتنة من أجله)تفسير القرطبي (15/ 203 تفسير سورة النور آية : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}فعلى المسلم أن يعتني بحفظ البصر
أولا: تعريف حفظ البصر: هو أن يغض المؤمنون أبصارهم عما حرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه ، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرَّم من غير قصد، فليصرف بصره عنه سريعًا) تفسير ابن كثير بتصرف يسير(2/598)
ثانيا : الآيات الواردة في غض البصر
قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(سورة النور:30)
2-قال تَعَالَى : { إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ والفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } [ الإسراء36 ]
3-قال تَعَالَى : { يَعْلَمُ خَائِنةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } [ غافر : 19 ]
ثالثا: الأحاديث الواردة في غض البصر:
1-قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( " اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم و أوفوا إذا
وعدتم و أدوا إذا ائتمنتم و احفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم و كفوا أيديكم " .)رواه الامام أحمد وغيره وصححه الألباني للشواهده (السلسلة الصحيحة:3/1470)
2- عن أَبي سعيد الخُدري - رضي الله عنه - ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ ! )) فقالوا : يَا رَسُول الله ، مَا لنا مِنْ مجالِسِنا بُدٌّ ، نتحدث فِيهَا . فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( فَإذَا أبَيْتُمْ إلاَّ المَجْلِسَ ، فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ )) . قالوا : وما حَقُّ الطَّريقِ يَا رسولَ الله ؟ قَالَ : (( غَضُّ البَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلامِ ، وَالأمْرُ بِالمَعْرُوفِ ، والنَّهيُ عن المُنْكَرِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
3- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ (يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ)رواة أبو داود والترمذي وحسنه الألباني للشواهده في صحيخ الترمذي

ثالثا : أقوال العلماء في غض البصر
1-قال عبد الله بن مسعود : (حفظ البصر أشد من حفظ اللسان) الورع لابن أبي الدنيا /62)
2- قال عبد الله بن مسعود : (الإثم حواز القلوب ، و ما من نظرة إلا و للشيطان فيها مطمع) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 126 / 2 )قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / القسم الأول / رقم الحديث 2613صحيح موقوف
3- عن أنس بن مالك قال :( إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك) الورع لابن أبي الدنيا /66)
4- قال وكيع : (خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا) الورع لابن أبي الدنيا /66)
5- عن إسحاق بن سويد قال سمعت العلاء بن زياد يقول :( لا تتبع بصرك حسن ردف المرأة فإن النظر يجعل الشهوة في القلب ) الورع لابن أبي الدنيا /66)
6-قال بعض السلف :( "مَنْ حفظ بصره، أورثه الله نورًا في بصيرته". ويروى: "في قلبه".)تفسير ابن كثير(3/283)

وأخيرا أسأل الله أن يحفظ أبصارنا وفروجنا عن ما حرم

أستفدت ذلك من موسوعة نضرة النعيم

هل هناك مانع من خروج المرأة بدون محرم لتحضر مجلسا في العلم أو غيره ؟

هل هناك مانع من خروج المرأة بدون محرم لتحضر مجلسا في العلم أو غيره ؟

الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

إذا لم يكن هناك سفر وأذن لها زوجها .
وننصحه أن يأذن لها إذا أمن عليها الفتنة وأن تفتن غيرها ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " ويقول : " طلب العلم فريضة على كل مسلم "
وإن كان يغار عليها أو يخشى عليها من الفتنة أو أن تفتن الرجال فينبغي أن يأتي لها من النساء من يعلمها في بيتها وان يجعل لها وقتا يعلمها ما تعلم ، فإن المرأة الصالحة تعينك على تربية أولادك وتعينك أيضا على جميع أمورك بخلاف المرأة الفاسقة العاصية ، فإنها تدمرك وربما تتجسس عليك ، والله المستعان .
فينبغي أن نحرص جميعا ، كما أوصي إخواني ههنا ، أن يجتهدوا مع أهليهم ، ويجعلوا لهن وقتا ، فإن قلت : امرأتي لا تحب التعليم ولا تفهم أيضا ، بل ربما يكون حالها كحال بعض الأخوة مع امرأته يعلمها ثم قال لها : إنك بقرة !!! قالت : عليك لعنة إذا لم تقم من عندي وإذا علمتني مرة أخرى!! فماذا ، فإذا كانت مُعرضة تذهب بها إلى النساء الصالحات ، فأنت محتاج لها في الدعوة إلى الله ؛ تدخل إلى النساء وتعلمهن وأنت لا تستطيع أن تدخل إلى النساء ، فينبغي لنا أن نحرص على تعليم أهلينا . والله المستعان .

مجموعة من فتاوى الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله