آخر المواضيع المضافة

الاثنين، 18 مارس 2013

فوائد إخفاء الدعاء !

بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد إخفاء الدعاء
لقد أمر اللّه سبحانه وتعالى بإخفاء الدّعاء في آية الأعراف: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً (الأعراف/ 55)، والدّعاء هنا وإن كان يشمل نوعي الدّعاء إلّا أنّه ظاهر في دعاء المسألة المتضمّن دعاء العبادة ولهذا أمر بإخفائه وإسراره وفي هذا الإخفاء فوائد عديدة منها:-
1- أنّه أعظم إيمانا لعلم صاحبه أنّ اللّه يسمع الدّعاء الخفيّ.
2- أنّه أعظم في الأدب والتّعظيم.
3- أنّه أبلغ في التّضرّع والخشوع.
4- أنّه أبلغ في الإخلاص.
5- أنّه أبلغ في جمعيّة القلب على الذّلّة في الدّعاء.
6- أنّه دليل علي قرب الدّاعي من مولاه القريب منه، وليس من مسألة البعيد للبعيد. وقد أشار النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى هذا المعنى بعينه عندما قال (في الحديث الصّحيح) عندما رفع الصّحابة أصواتهم بالتّكبير وهم معه في السّفر: «اربعوا على أنفسكم فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، إنّكم تدعون سميعا قريبا، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» وكما قال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (البقرة/ 186) وهذا القرب من الدّاعي إنّما هو قرب خاصّ، وليس قربا عامّا من كلّ أحد، فهو سبحانه قريب من داعيه، وقريب من عابديه، وأقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد.
7- أنّه (أي إخفاء الدّعاء) أدعى إلى دوام الطّلب والسّؤال.
8- أنّه أبعد للدّاعي من القواطع والمشوّشات.
9- أنّ فيه إخفاء للنّعمة (أي نعمة الإقبال والتّعبّد) عن أعين الحاسدين.
10- أنّ الدّعاء نوع من الذّكر متضمّن للطّلب منه، والثّناء عليه بأسمائه الحسنى وأوصافه العلى فهو ذكر وزيادة، وقد قال تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ (الأعراف/ 205) فأمر اللّه نبيّه في هذه الآية أن يذكره في نفسه، قال مجاهد وابن جريج: أمر أن يذكر في الصّدر بالتّضرّع والاستكانة دون رفع الصّوت أو الصّياح «1».
---------------
(1) باختصار وتصرف عن الفتاوى 17/ 15- 20، والتفسير القيم 246- 250.
موسوعة نضرة النعيم
بإشراف الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق