آخر المواضيع المضافة

الاثنين، 4 مارس 2013

التنظيم الإخواني الإماراتي والتلاعب بعقول الأتباع والمخدوعين

التنظيم الإخواني الإماراتي والتلاعب بعقول الأتباع والمخدوعين

مع ظهور الأمور وانكشاف الحقائق لكل ذي نظر وبصيرة ما يزال فلول التنظيم الإخواني الإماراتي يتمادى في رسم اللوحات القاتمة ضد الدولة بأقلام ملؤها الحقد والكره والعصبية العمياء، وبألوان سوداء معتمة تنم عن حزبية مقيتة ورغبة ديكتاتورية متهورة في فرض الآراء الفاشلة والتغاضي عن كل حقيقة في سبيل المصالح الإخوانية، وبالخصوص أولئك الهاربين الذين آثروا أن يكونوا من وراء الحدود ألسنة سوء تجاهر بالتحريض والتحريش ضد البلاد والعباد من غير حياء ولا خجل، وكأنهم لا يريدون أن يصدقوا بأن تنظيمهم قد أهيل عليه التراب بعد أن انكشف وافتضح.
والعجب كل العجب من بلوغ هؤلاء المستويات الدنيئة في التلاعب بعقول الأتباع والمخدوعين، وتهييج العواطف بالشعارات الزائفة، وقلب الحقائق بالطرق الماكرة، والانحدار في ذلك كله إلى أنواع من التلون والخداع والتمويه والتلبيس! بما يكشف لنا عن عقليات خاوية لا تحترم الآخرين ولا تستحي من الخداع ولا تتورع عن سياسة الاستغفال في سبيل الوصول إلى الأهداف والغايات.
وإلا فكيف نفسِّر مواقفهم المشينة وما تضمنت من الكم الفاحش من التناقضات والتلبيسات التي يستحي منها أهل العدل والإنصاف والحياء؟!
فمن ذلك على سبيل المثال أنه كان خرج مجموعة منهم من كبرائهم ومتصدريهم ليس فردا ولا اثنين ولا خمسة ولا عشرة متحدثين بلسان عربي واضح لا لبس فيه ولا غموض في مختلف المنابر الإعلامية من قنوات فضائية وإذاعية وتغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات في صحف إلكترونية ومدونات ومواقع ومقابلات معلنين جميعا في مناسبات مختلفة بأنهم حملة الفكر الإخواني في الإمارات.
ثم أتى بعد هذه التصريحات كلها بل وفي أوقات متداخلة معها وفي مواضع مختلفة جماعة من هؤلاء المعترفين أنفسهم وآخرين معهم فاعتلوا المنابر الإعلامية أيضا قائلين بلسان المكر والخديعة والتلبيس: أبدًا! نحن لسنا من الإخوان المسلمين!! بل إن دعوتنا دعوة وطنية أصيلة خالصة صافية ناصعة نقية نبعت من هذه الديار وفيها قامت!!
بالله عليكم كيف يمكن أن يتم تفسير هذه المعادلة العجيبة؟!
التفسير الوحيد هو أن هؤلاء يمارسون سياسة الدجل والضحك على العقول!
ومن الأمثلة على ذلك أيضا أنه كان اعترف غير واحد من كبرائهم في المنابر الإعلامية المختلفة بأن البيعة الحزبية كانت معمولة بها لديهم إلى سنة 2003، واعترف بعضهم بأن تركها المزعوم بعد ذلك إنما كانت لظروف قاهرة فُرضت عليهم ذلك لا بسبب منطلقات شرعية وقناعة دينية، زاعما أنه لا غبار على هذه البيعة الحزبية من جهة الشرع أبدا، بل اعترف رؤوس التيار الإخواني في كتابهم (دعوة الإصلاح في الإمارات) المطبوع سنة 2010 تحت عنوان (منهج الالتزام بالدعوة) بوجود البيعة بينهم غير أنهم لم يسموها باسمها بيعة تلبيسا وتدليسا وإنما سموها عهدا قلبيا يجب عليهم بموجبه تعظيم وتقديس المنهج الإخواني الموسوم عندهم بدعوة الإصلاح وتحريم مخالفته أو التنصل منه!
بل ها هو ثروت الخرباوي عضو سابق بجماعة الإخوان المسلمين يبين كذب ادعاء التنظيم الإخواني في الإمارات بإيقاف البيعة للمرشد العام للتنظيم، حيث ذكر الخرباوي أن فلانا أحد الموقوفين حاليا كان يشغل منصب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الإمارات، وأنه جاء إلى مصر قبل سنوات وسأل المرشد العام مصطفى مشهور – المرشد الخامس للإخوان المسلمين – عن مسألة بيعة إخوان الإمارات للمرشد في مصر، فرد عليه مصطفى مشهور قائلا: قل لهم إننا سنعمل بيعة بالوكالة! وتتضمن هذه البيعة حضور أحد الأشخاص من جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات إلى مصر وأداء البيعة أمام المرشد نيابة عن البقية قائلا: “هذه البيعة مني وممن وكلني”! وقال له مشهور: نحن نفوضك في الحصول على البيعة!
وبعد هذه الحقائق المكشوفة كلها يحاول فلول التنظيم الإخواني الإماراتي التنصل منها والاستمرار في الضحك على عقول الأتباع والمخدوعين مدعين بأنه لم تكن عندهم بيعة يوما من الأيام وأنهم أبرياء مظلومون مقهورون مفترى عليهم!
ومن الأمثلة على ذلك أيضا أنه في الوقت الذي اعترف فيه بعضهم بوجود العمل السري قائلا: “فُرض علينا العمل السري” تباكى آخرون مدعين كذبا وزورا بأنه ليس عندهم عمل سري!! حتى قال قائلهم محاولا الضحك على العقول ولكن من دون إتقان ولا ذكاء:”ليس عندنا اجتماعات سرية ولكن عندنا اجتماعات في البيوت”!!
ومن الأمثلة على ذلك أيضا أنه في الوقت الذي تكالب فيه التنظيم الإخواني في الإمارات ولا يزال فلوله على شن الهجمات البائسة ضد الدولة وقيادتها والمجتمع الإماراتي محاولين فرض أطماعهم السياسية الحزبية على الجميع بالقوة والاستبداد والتعدي والبهتان وعقد التحالفات مع منظمات وتيارات مختلفة للاستعداء والاستقواء وأنَّه إما أن يُرضَخ لأطماعهم وما يريدون أو أن يستمروا في بغيهم وغيهم وحربهم المسعور، وكانت الأصوات تناديهم ليل نهار أن أقبلوا إلى الأحضان الدافئة وتجردوا من الانتماءات الحزبية التي تضر ولا تنفع، فلا يلقون أدنى بال لذلك، بل يتراكضون مسرعين إلى إشعال الفتن والتهييج والتحريض من دون إحساس بمسؤولية ولا نظر إلى العواقب، حتى صارت مصلحة التنظيم الإخواني عندهم هي المصلحة العليا المقدمة على حساب الوطن ومن فيه، وصارت أطماعهم السياسية التي يريدون فرضها على الجميع وطمعهم في الحكم والسلطة هي غايتهم المقدسة وهدفهم الأسمى ولو على حساب البلاد والعباد.
وبعد هذه الاعتداءات الصارخة والهجمات السافرة لم يستحي فلول التنظيم الإخواني من أن يتباكوا ويذرفوا دموع التماسيح بمكر بارد مدعين أنهم المظلومون، وأنهم الذين اعتُدي عليهم بغير وجه حق، وأنهم الذين أرادوا الدعوة إلى الله فأُغلق الباب دونهم!! وأنهم وأنهم وأنهم!!
عن أي دعوة يتحدث هؤلاء؟!
هل صار الزج بالبلاد في الدوامات والمتاهات والفوضى والمصائب والمقامرات دعوة إلى الله؟!
هل صار العض على الأطماع الحزبية السياسية بالنواجذ كالمجانين والتضحية في سبيلها بالوطن ومن فيه وما فيه دعوة إلى الله؟!
هل صار فرار فلول التنظيم خارج الوطن وممارسة التحريش والتحريض ضد بلدهم وأهلهم وقيادتهم ومقدراتهم دعوة إلى الله؟!
متى صارت الفوضى والتعدي دعوة؟!
متى صار إهلاك العباد والبلاد من أجل التنافس على الحكم دعوة؟!
متى صار تعكير الأمن والأمان ونسف الاستقرار والوحدة والتلاحم والتآخي دعوة؟!
متى صار التعصب للباطل ثباتا؟!
ألا يستحي هؤلاء من الكذب على الله وعلى شرعه؟!
أما لهم من عقول يبصرون بها فداحة جرائرهم؟!
كم جنيتم على الوطن وأهله يا مدعي الإصلاح.
أُحسن إليكم فقابلتم الإحسان بالإساءة.
مُدَّت إليكم الأيادي بعد إساءاتكم فرفضتم.
طُلب منكم التخلي عن الحزبية والتنظيم فأبيتم.
لم يُطلب منكم إلا أن تكونوا مخلصين لهذا الوطن ولاءً ووفاء.
لم يُطلب منكم إلا أن تخدموا هذا الوطن بما تملكون وتقدرون بعيدا عن الحزبية التي لم تجن الأمة من ورائها إلا الفرقة والنزاع والتقاتل.
أما لكم من أعين تبصرون بها ما يجري في بعض البلدان من مصائب وكوارث وحروب طاحنة أكلت الأخضر واليابس؟!
أما لكم من أعين تبصرون بها ما يجري في بعض البلدان من صراعات مريرة على الحكم حتى سالت الدماء وانقسم الناس وسادت الفوضى والاضطرابات والمحن؟!
بأي ميزان تقيسون الأمور؟!
هل أصبح الفكر الإخواني هو الميزان الذي تحتكمون إليه؟!
نعم، هذا هو حالكم وواقعكم حيث آثرتم أن تكونوا أسرى وأداة بيد تنظيم سياسي حزبي عالمي.
بعتم أنفسكم في سبيله.
وتخليتم عن وطنكم وأهلكم من أجله.
أما دين الله سبحانه وشرعه فهو الحاكم على كل تنظيم وحزب وعلى كل عاقل على هذه المعمورة، يقول المولى سبحانه وتعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}.
قال العلماء: دلت الآية على أصلين عظيمين أمر بهما جميع الرسل من لدن أولهم نوح إلى آخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم، وهذان الأصلان هما:
الأول: إقامة الدين بتوحيد الله عز وجل وتقواه وطاعته.
الثاني: عدم التفرق والحرص على وحدة الأمة بإقامة أسباب الائتلاف وترك أسباب الاختلاف.
فأين مدعو الإصلاح وأصحاب الفكر الإخواني من هذه الأصول الشرعية والثوابت الإلهية؟!
وأخيرا نقول: لقد آن لكم أيها الأتباع والمخدوعون أن تنظروا بعين الحقيقة والإنصاف لا بعين الحزبية وأن تنصروا الدين الحق الذي يأمركم بالجماعة وينهاكم عن الفرقة وأن تعلموا أن التحزب والتفرق والاختلاف والتنازع ليس من الدين في شيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق