آخر المواضيع المضافة

الاثنين، 1 أبريل 2013

قصة العلامة تقي الدين الهلالي مع الطفلة الهندية ذات الخمس سنوات .... قصّة عجيبة

قال العلامة محمد تقي الدين الهلالي الحسيني الهاشمي ـ رحمه الله ـ في كتابه العجاب : ( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ـــ ) ج4 / ص 162 ما نصّه :

إن في كتاب الله من الأخبار والقصص والأمثال ما يفتح القلوب المقفلة الغلف والعيون العمي والآذان الصم ، ولكن لا يحصل ذلك إلا لمن طلب الحقّ بإخلاص وتجرّد من هوى نفسه الأمّارة بالسوء ، فهذا هو الذي ينتفع بالنذر .

والمقلد المتعصّب الذي اتّخذ إلهه هواه لا ينتفع بذلك .

وقد يسّر النطق به ، فترى التركي والهندي كلاهما يقرآنه بغاية التجويد مع بعد لغتهما عن اللغة العربية ، ويسّر حفظه ، حتى أنه يوجد في البلدان التي تحبّه وتعتني به كثير من الصبيان يحفظونه في سنّ مبكرة ، فمنهم من يحفظه وهو ابن سبع سنين .

يوما من الأيام كنت أسير ومعي رفيق في شارع من شوارع ( لكنو ) ـ مدينة مشهورة بالهند ـ فمررت على باب قرأت في أعلاه ما نصّه :

في هذا البيت طفلة لا يتجاوز عمرها خمس سنين ، تحفظ القرآن كله فمن أراد أن يشاهدها فليدخل ، فدخلنا وصعدنا درجا انتهى بنا إلى غرفة كبيرة ، وجدنا فيها رجلا ذا لحية سوداء جالسا على حصير ، ورأينا طفلة تلعب بلعب مختلفة في ناحية من الغرفة ، فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام ، ودعانا إلى الجلوس فجلسنا ، فقال لنا : أي جزء من القرآن تريدان أن تقرأ لكما منه هذه الطفلة ؟

فقلت أنا : من قوله تعالى في سورة هود : ( وقالوا اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ) فلم ينادها ولم يأمرها بالقراءة ، بل بدأ هو يقرأ بعد الاستعاذة ، مبتدئا بالآية التي طلبتُ أنا فتركت الطفلة اللعبَ وأقبلت عليه وجلست أمامه ، وبدأت تقرأ في الموضع نفسه ، فسكت هو وتركها وحدها فاستمرت كالسهم بدون تلكؤ ولا تعتعة حتى قلنا لها : حسبك ، وكانت قراءتها فصيحة ومنظرها يدل على أنها إن لم تكن بنت خمس كما هو في الإعلان لا تزيد على سبع .

وهذا برهان يفسّر لنا هذه الآية ـ يقصد رحمه الله قول الله تعالى : ( ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر ) ـ وأنا أعتقد أن هذه الطفلة لو وجدت من يعلّمها معنى القرآن ولغة القرآن والسنة التي تبيّن معناه لتعلمت ذلك في أقرب وقت .

فيا أسفاه على هؤلاء الذين وهبهم الله القرآن يُقرأ عندهم صباح مساء ، وهم في ظلماتهم يتخبّطون ، لا يتدبّرونه ولا يتّعظون به ، ولا يتأدّبون بأدبه ، ولا يستضيؤون بنوره ، أولئك هم الخاسرون .

وأعطينا ذلك الرجل شيئا من الدراهم ، وقد سُررنا غاية السرور ، ولم ينقض عجبنا مما رأينا وسمعنا .

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق