آخر المواضيع المضافة

الأحد، 14 أغسطس 2016

[ لَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ]

[ لَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ ]


قال أبو بكر ابن أبي شيبة (ت: ٢٣٥ هـ) في مصنفه (٣١٩٥٧):

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ (البصريّ)، قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ، لِعُمَرَ: يَا خَيْرَ النَّاسِ، فَقَالَ:

«إِنِّي لَسْتُ بِخَيْرِ النَّاسِ»،

فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ قَطُّ رَجُلًا خَيْرًا مِنْكُ،

قَالَ: «مَا رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ؟»

قَالَ: لَا، قَالَ: " لَوْ قُلْتَ: نَعَمْ، لَعَاقَبْتُكَ "،

قَالَ، وَقَالَ عُمَرُ: «مَنْ لَهُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، يَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ».

وهو أيضا عند أحمد (ت: ٢٤١ هـ) في فضائل الصحابة من طريق :

يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:

قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ:
إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِسْلَامُهُ عِزًّا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ فَتْحًا، وَكَانَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكٌ يُسَدِّدُهُ، وَكَانَ الْفَارُوقُ فَرَّقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ رَأْيِهِ (*).

فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ حَرَمِيٌّ:

كَانَ أَبُو بَكْرٍ خَيْرًا مِنْهُ، فَأَعَادَ أَبُو مُوسَى الْقَوْلَ، فَقَالَ السُّلَمِيُّ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ثَلَاثًا،

فَلَمَّا قَفَلُوا صَارَ إِلَى عُمَرَ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ،

فَقَالَ عُمَرُ: لَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ،

وَلَيَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ الدَّهْرَ كُلَّهُ،

أَمَّا يَوْمُهُ فَيَوْمُ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ،

وَأَمَّا لَيْلَتُهُ فَلَيْلَةُ الْغَارِ، حِينَ وَقَى النَّبِيَّ ﷺ بِنَفْسِهِ.

وله شاهد مرسل عن محمد بن سيرين كما عند ابن بطّة (ت: ٣٨٧ هـ) في الإبانة الكبرى (١٣٣) وعند الحاكم (٤٣٢٧) وفيه أنّ عمر بن الخطّاب قال لمّا بلغه كأنّهم فضّلوه على أبي بكر :

((وَاللَّهِ لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ ، وَلَيَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ... )).

فهذا الجزء الأخير من الأثر حسن بمجموع طرقه.

وأمّا الجزء الأول (*) فله أيضا شواهد عدّة من ذلك :

- عند ابن اسحاق (ت: ١٥١ هـ) في سيرته (صـ ١٨٥) من حديث ابن مسعود قال:

(( كان اسلام عمر بن الخطاب فتحاً، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، وما استطعنا أن نصلي ظاهرين عند الكعبة حتى أسلم عمر رحمه الله )).

- وما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣١٩٨٩) من طريق :

عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، قَالَ:

«إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّهَلَا بِعُمَرَ، إِنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ نَصْرًا، وَإِنَّ إِمَارَتَهُ كَانَتْ فَتْحًا، وَايْمُ اللَّهِ، مَا أَعْلَمُ عَلَى الْأَرْضِ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ وَجَدَ فَقْدَ عُمَرَ حَتَّى الْعِضَاهُ، وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ وَيُرْشِدُهُ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ كَلْبًا يُحِبُّ عُمَرَ لَأَحْبَبْتُهُ».

فالأثر حسن لغيره.

والعلم عند الله تعالى.
انتقاه: عرفات المحمدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق