آخر المواضيع المضافة

الخميس، 3 يناير 2013

[حصري] تفريغ محاضرة السلفية...حقيقتها وسماتها، للشيخ العلامة الفوزان _حفظه الله تعالى_

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:

تفريغ محاضرة بعنوان:
السَّلَفية...
حقيقتها وسماتها
للفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
- حَفِظَهُ اللهُ تَعَالى

تاريخ إلقاء المحاضرة: الجمعة 13 من جمادى الآخرة 1433هـ
الموافق ل: 4-5-2012م


بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فإن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أخبر أنه سيَحْصُل افتراق في هذه الأمة كما حصل في الأمم السابقة، وأوصانا عند ذلك أن نتمسك بما كان عليه _صلى الله عليه وسلم_ هو وأصحابه، قال _صلى الله عليه وسلم_: "افترَقَتِ اليهود على إحدى وسبعين فِرقة، افترقتِ النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، قال _صلى الله عليه وسلم_ :"فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعُضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وفي رواية:" وكل ضلالة في النار"، هكذا أوصانا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أن نَلزم ما كان عليه هو وأصحابه عند حصول الاختلاف والافتراق، لأنه لا بد أن يقع وقد وقع كما أخبر به _صلى الله عليه وسلم_، فطريق النجاة هو التزام ما كان عليه الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه، هذه الفِرقة هي الناجية من النار، وسائر الفرق كلها في النار، ولذلك تسمى الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة هذه هي الفرقة المتميزة عن غيرها باتباع الكتاب والسنة، وما عداها فهي فرق ضالة وإن كانت تنتسب إلى هذه الأمة، ومنهجها مخالف لمنهج الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه، وهذا من كمال نصحه _صلى الله عليه وسلم_ ومن كمال بيانه للناس، فالطريق واضح والحمد لله اتباع الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين إلى آخر القرون المفضلة الثلاثة أو الأربعة، كما قال _صلى الله عليه وسلم_:" خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، قال الراوي:" لا أدري أذكر مع قرنه قرنين أو ثلاثة: ثم قال:" سيأتي بعدهم قوم ينذرون ولا يوفون ويشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون ويظهر فيهم السمن" بعد القرون المفضلة تحصل هذه الأمور، ولكن من صار على منهج القرون المفضلة ولو كان في آخر يوم من الدنيا فإنه ينجو ويسلم من النار، والله _عَزَّ وَجَلَّ_ قال: ﴿ والسّابِقون الْأوّلون مِن الْمهاجِرِين والْأنْصارِ والّذِين اتّبعوهمْ بِإِحْسانٍ رضِيَ اللّهُ عنْهُمْ وَرَضُوا عنْه وأعَدَّ لهمْ جنّاتٍ تجْرِي تحْتها الْأنْهار خَالِدِين فِيهَا أبدًا ۚ ذٰلِك الْفوْزُ الْعظِيم [ التوبة:100]، فالله _عَزَّ وَجَلَّ_ ضَمن لمن اتبع المهاجرين والأنصار بهذا الشرط ﴿بِإِحْسانٍ﴾ يعني بإتقان لا دعوى او انتساب من غير تحقيق إما عن جهل أو عن هوى، ليس كل من انتسب إلى السلف يكون محقا حتى يكون اتباعه بإحسان هذا شرط شرطه الله _عَزَّ وَجَلَّ_ ، والإحسان يعني الاتقان والإتمام وهذا يتطلب من الأتْباع أن يدرسوا منهج السلف وأن يعرفوه ويتمسكوا به، أما أن ينتسبوا إليه وهم لا يعرفون منهجه ولا مذهبه فهذا لا يجدي شيئا ولا ينفع شيئا وليسوا من السلف وليسوا سلفيين لأنهم لم يتبعوا السلف بإحسان كما شرط الله _عَزَّ وَجَلَّ_ ولذلك فأنتم ولله الحمد في هذه الجامعة وفي هذه البلاد وفي مساجد هذه البلاد الذي يدرس هو منهج السلف الصالح حتى نتبعهم بإحسان، لا بالدعوى والتسمِي فقط، كم ممن يدعي السلفية وأنه على منهج السلف وهو على خلاف ذلك إما لجهله أنه على منهج السلف وإما لهواه يعرف لكن يتبع هواه ولا يتبع منهج السلف لاسيما وأن من صار على منهج السلف يحتاج إلى أمرين كما ذكرنا:
- معرفة منهج السلف
- والأمر الثاني التمسك به مهما كلفه ذلك لأنه سيلقى من المخالفين، سيلقى تعنُّتا، يلقى اتهامات يلقى ما يلقى من الألقاب السيئة لكن يصبر على ذلك لأنه مقتنع بما هو عليه فلا تهزه الأعاصير ولا تغييره الفتن فيصبر على ذلك إلى أن يلقى ربه.
يتعلم منهج السلف أولا، يتبعه بإحسان يصبر على ما يلقى من الناس ولا يكفي هذا لا بد أن ينشر منهج السلف لا بد أن يدعو إلى الله ويدعو إلى منهج السلف ويبينه للناس وينشره بين الناس هذا هو السلفي حقيقة، وأما من يدعي السلفية وهو لا يعرف منهج السلف أو هو يعرفه ولا يتَّبعه وإنما يتبع ما عليه الناس أو يتبع ما يوافق هواه هذا ليس سلفيا وإن تسمى بالسلفية، أو لا يصبر على الفتن ويجامل في دينه ويتنازل عن شيء من منهج السلف فهذا ليس على منهج السلف، فليس العبرة بالدعوة العبرة بالحقيقة هذا يستدعي منا الاهتمام لمعرفة منهج السلف ودراسة منهج السلف في العقيدة والأخلاق والعمل في جميع المجالات فهو المنهج الذي عليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_وعليه صحابته من المهاجرين والأنصار وعليه من اقتدى بهم وصار على منهجهم إلى أن تقوم الساعة قال _صلى الله عليه وسلم_:" لا تزال طائفة من أمتي _هؤلاء هم السلف هم السلفيون_ ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله _تبارك وتعالى_" وقوله:" لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم" يدل على أنه سيكون من يخالفهم ويكون من يخذلهم ولكن لا يهمهم ذلك بل يأخذوا طريقهم إلى الله _عَزَّ وَجَلَّ_ ويصبر على ما أصابه، كما قال لقمان لابنه وهو يعظه ﴿يا بنيّ أقِمِ الصّلاة وأْمرْ بِالْمعْروفِ وانْهَ عَنِ الْمنْكرِ واصْبِرْ عَلىٰ ما أصَابَك ۖ إِنّ ذٰلِك مِنْ عزْمِ الْأمُورِ ولا تصعِّرْ خدّك لِلنّاسِ ولا تمْشِ فِي الْأرْضِ مرحًا ۖ إِنّ اللّه لا يحِبّ كلّ مخْتالٍ فخورٍ واقْصِدْ فِي مشْيِك واغْضضْ مِنْ صوْتِك ۚ إِنّ أنْكر الْأصْواتِ لصوْت الْحمِيرِ ﴾[لقمان:19_18_17] هذا منهج السلف هذا سَمْتهم هذه صفتهم والله _جَلَّ وَعَلاَ_ قال ﴿وأنّ هٰذا صِراطِي مسْتقِيمًا فاتّبِعوه ۖ ولا تتّبِعوا السّبل فتفرّق بِكمْ عنْ سبِيلِهِ ۚ ذٰلِكمْ وصّاكمْ بِهِ لعلّكمْ تتّقون﴾ [الأنعام:153] ، ﴿هٰذا صِراطِي﴾ نسبه إلى نفسه نسبة تشريف وتكريم له ولمن صار عليه، ﴿هٰذا صِراطِي مسْتقِيمًا ﴾ يعني معتدلا ﴿فاتّبِعوه ۖ ولا تتّبِعوا السّبل﴾ فدل على أن هناك سبل ولم يحددها سبل كثيرة ﴿ولا تتّبِعوا السّبل فتفرّق بِكمْ هذه المناهج الفرق المخالفة لمنهج السلف ﴿ولا تتّبِعوا السّبل فتفرّق بِكمْ عنْ سبِيلِهِ ۚ ذٰلِكمْ وصّاكمْ بِهِ ﴾ قال وصاكم أولا قال انتبهوا ثم قال وصاكم تأكيد ﴿وصّاكمْ بِهِ لعلّكمْ تتّقون﴾ الله _عز وجل_، تتقون الضلالات وتتقون الشبهات وتتقون وتتقون ما تجدون في طريقكم في سلوككم لهذا الصراط دل على أنه سيعترضكم أسبال وانظر كيف وحد سبيله وطريقه وعدد السبل، صراط الله واحد لا انقسام فيه ولا اعوجاج ولا اختلال وأما السُّبل فهي كثيرة لا تُعد، كل يبتغي له سبيلا يسير عليه ويبتكر منهجا يسير عليه هو وأتباعه فهي متعددة (ولا تتبعوا السبل) فإذا اتبعتم السبل ماذا يحصل؟ (تفرق بكم عن سبيله) تخلفكم عن سبيل الله _عَزَّ وَجَلَّ_ تقعون في التِّيه والضلال والهلاك فلا نجاة ولا صلاح إلا بلزوم الصراط المستقيم الذي هو صراط الله _جَلَّ وَعَلاَ_، وما عداها فهي سبل الشياطين على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليه فلنحذر هذا الأمر ولا نغتر بكثرة المخالفين ولا نعبأ بشبهاتهم وتعييرهم وتنقصهم لنا ما نلتفت إلى هذا بل نسير إلى الله على بصيرة، والله _جَلَّ وَعَلاَ_ فرض علينا في كل ركعة من صلواتا أن نقرأ سورة الفاتحة وفي آخرها ﴿اهْدِنا الصِّراط الْمسْتقِيم﴾[ الفاتحة:6] الصراط المستقيم الذي هو صراط الله _عَزَّ وَجَلَّ_، ﴿اهْدِنا الصِّراط الْمسْتقِيم﴾ أي دلنا وأرشدنا وثبتنا على الصراط المستقيم، ﴿صِراط الّذِين أنْعمْت عليْهِمْ هم الذين يسيرون عليه ﴿ الّذِين أنْعم اللّه عليْهِمْ مِن النّبِيِّين والصِّدِّيقِين والشّهداءِ والصّالِحِين ۚ وحسن أولٰئِك رفِيقًا﴾[ النساء:69]، هؤلاء هم رفقاءك على هذا الصراط الذي تسير عليه ﴿ومنْ يطِعِ اللّه والرّسول فأولٰئِك مع الّذِين أنْعم اللّه عليْهِمْ مِن النّبِيِّين والصِّدِّيقِين والشّهداءِ والصّالِحِين ۚ وحسن أولٰئِك رفِيقًا﴾ فلا تستوحش وأنت على هذا الصراط، لأن صحبك ورفقاءك هم خيار الخلق فلا تستوحش ولو كثرت الطرق كثرت الفرق وكثر المخالفون ما تلتفت إليه، لأنك مقتنع بما أنت عليه وهو صراط الله _عَزَّ وَجَلَّ_﴿غيْرِ الْمغْضوبِ عليْهِمْ ولا الضّالِّين﴾ [الفاتحة:7] أي غير صراط المغضوب عليهم والضالين، المغضوب عليهم هم الذين عندهم علم ولم يعملوا به مثل اليهود عندهم علم ولكنهم لم يعملوا به، والعلم إذا لم يُعمل به صار حجة على صاحبه يوم القيامة
والعلم إن كان أقوالا بلا عمل فإن صاحبه بالجهل منغمِرُ
لابد من العمل وعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر ولذلك غضب الله عليهم لأنه عندهم علم وما عملوا به فاستحقوا غضب الله _عز وجل_ وسخطه عليهم، وإن كانوا يرون أنهم هم الناس وهم أهل التقدم والرقي والحضارة إلى آخر ما يدَّعونه من الرقي فإنهم على ضلالة على غضب من الله _عز وجل_، ﴿غيْرِ الْمغْضوبِ عليْهِمْ ولا الضّالِّين﴾ أي غير طريق الضالين وهم الذين يعبدون الله ويزهدون لكن على غير علم وهدى من الله _عز وجل_ فعملهم هذا لايفيدهم شيئا لأنهم ضالون عن الطريق، ضالون عن الصراط المستقيم فعملهم تعب بلا فائدة ومن هؤلاء النصارى، النصارى عندهم عبادة رهبانية لكنهم على غير علم، فهم ضالون وهم على ضلالة فالعبرة ليست في الجد والاجتهاد من غير إصابة للحق فهم على غير الطريق الصحيح، الصوفية مثلا عندنا في الاسلام هم على طريق النصارى هم يعبدون ويزهدون ويجتهدون ويعتزلون الناس لكنهم ما عندهم علم ولا يتعلمون يجاهدون في العلم يقولون للناس اعملوا أما العلم يشغلكم عن العمل المطلوب منكم العمل، يزهدون الناس في تعلم العلم، وينبهونهم على الجلوس للعلماء وأخذ العلم من العلماء فيقولون هؤلاء مقصرون وهؤلاء وهؤلاء أعاقوكم عن العمل هذه نافذة عندهم، النافذة الثانية يقولون ليس العلم بالتعلم العلم يأتيك تلقائيا إذا اجتهدت في العبادة فتح الله عليك، يريدون العمل دون أن تتعلم هذا ضلال والعياذ بالله، فلنحذر من هذا ما يمكن العمل إلا بالتعلم على أهل العلم والبصيرة، تلقي العلم عن العلماء، العلم قبل القول والعمل، قال الإمام البخاري _رحمهالله_ بابٌ: العلم قبل القول والعمل هذا في صحيح البخاري، ثم ذكر هذه الآية: ﴿فاعْلمْ أنّه لا إِلٰه إِلّا اللّه واسْتغْفِرْ لِذنْبِك ولِلْمؤْمِنِين والْمؤْمِناتِ ﴾[ محمد:19] اعلم أنه لا إله إلا الله، تعلم أولا ثم استغفر واعمل بعد ذلك، فلابد من العلم، العلم هو الدليل عند الله _عز وجل_ فهو أنزل الكتاب وأرسل الرسول ليدلنا على الطريق الصحيح الذي نسير عليه وهو العلم النافع والعمل الصالح ،الله _جَلَّ وَعَلاَ_ قال ﴿هو الّذِي أرْسل رسوله بِالْهدىٰ ودِينِ الْحقِّ لِيظْهِره على الدِّينِ كلِّهِ ﴾[ التوبة:33] الهدى هو العلم الحق، ودين الحق هو العمل الصالح فلا بد من جمع الأمرين العلم النافع والعمل الصالح، هذا الذي جاء به الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ما جاء بالعلم فقط دون عمل ! ولا جاء بالعمل دون علم، الاثنان متلازمان لابد ان يكون العمل مؤسسا على علمٍ وعلى بصيرة، ولا بد للعالم أن يعمل بعلمه وإلا فالعلم الذي لا يعمل بعلمه والعالم الذي لا يسير على علم كلاهما هالك، إلا من عنده علم نافع وعمل صالح وهذا هو الذي بعث به الله رسوله _صلى الله عليه وسلم_ فهذه هي السلفية الصحيحة وهذه سمات السلف الصالح: العلم النافع والعمل الصالح، والسلف يعني الذين مضوا ﴿ربّنا اغْفِرْ لنا ولِإِخْوانِنا الّذِين سبقونا بِالْإِيمانِ ﴾[ الحشر:10] لما ذكر المهاجرين والأنصار في سورة الحشر قال ﴿والّذِين جاءوا مِنْ بعْدِهِمْ يقولون ربّنا اغْفِرْ لنا ولِإِخْوانِنا_اخواننا_ الّذِين سبقونا_بأي شيء؟_ بِالْإِيمانِ ولا تجْعلْ فِي قلوبِنا غِلًّا _شردا وبغضا_ لِلّذِين آمنوا﴾ السابقين من الصحابة والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان انظروا ماذا قال الذي يبغضهم ماذا؟ قد سخط الله عليه وغضب عليه وعمله هباء منثورا لأنه لم يأسس على هدى، والعمل يكون بشرطين:
- الشرط الأول: أن يكون خالصا لله
الشرط الثاني: أن يكون صوابا على سنة رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ ﴿بلىٰ منْ أسْلم وجْهه لِلّهِ ﴾[ البقرة:112] أسلم وجهه هذا هو الاخلاص البراء من الشرك وأهله، وهو محسن أي متبع للرسول _صلى الله عليه وسلم_ لا البدع والمحدثات، فمن عمل بسنة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ﴿فله أجْره عِنْد ربِّهِ ولا خوْفٌ عليْهِمْ ولا همْ يحْزنون﴾ فهذا هو منهج السلف وهو مأخوذ من الكتاب والسنة لا تقول من أين آخذ منهج السلف أنا لا أعرف منهج السلف؟ يا أخي الكتاب والسنة هو الذي يعرفك منهج السلف، وأيضا ما تأخذ من الكتاب والسنة إلا بواسطة العلماء الراسخين في العلم، الذي يريد أن يسير على منهج السلف لا بد أن يلتزم بهذه الضوابط الشرعية، وإلا كثير اليوم من يدعون أنهم علىمنهج السلف وهم على ضلالة وعلى أخطاء كبيرة وينسبونها لمنهج السلف، فلذلك صار الكفار والمنافقون والذين في قلوبهم مرض يسبون السلفيين وكل تخريب يقولون هؤلاء هم السلفيون هذا السلفية بريئة منه كل البراءة والسلف بريئون منه وليس هو على منهج السلف إنما هو على منهج الضلالة تسمَّى بمنهج السلف، فيجب أن فرق بين التسمي والحقيقة، لأنه هناك من يتسمى من غير حقيقة فهذا ليس سلفيا والسلف برأؤ منه، منهج السلف علم نافع وعمل صالح وأخوة في دين الله وتعاون على البر والتقوى هذا منهج السلف الصالح الذي من تمسك به نجا من الفتن والشرور وانحاز إلى رضى الله _ عز وجل_، ﴿رضِي اللّه عنْهمْ ورضوا عنْه وأعدّ لهمْ جنّاتٍ تجْرِي تحْتها الْأنْهار ﴾ الكل يريد الجنات التي تجري تحتها الأنهار، الكل لا يريد النار ولا يريد العذاب، لكن الكلام على اتخاذ الأسباب التي توصل إلى الجنة وتنجي من النار، ما في أسباب إلا الالتزام بمنهج السلف الصالح، قال الإمام مالك رحمه الله:(لايصلح هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) ما الذي أصلح أولها هو الكتاب والسنة، ولا يصلح حال هذه الأمة إلا بالكتاب والسنة ولله الحمد موجودة لدينا محفوظة بحفظ الله ﴿إِنّا نحْن نزّلْنا الذِّكْر وإِنّا له لحافِظون﴾[ الحجر:9] محفوظة بإذن الله من أرادها بصدق وتعلما صحيحا وجب هذا، وأما من يدعي من غير حقيقة أو يقلد من يدعي السلفية
وهو ليس على منهج السلف هذا ليس سلفيا، والمشكلة أن هذه ليست من سبيل السلفيين وهذا كذب وافتراء على السلفية هذا تمويه على الناس سواء تعمد هذا أو لم يتعود عليه إما صاحب هوى أو جاهل والدعاوى إذا لم يقيموا بينات عليها أهلها أدعياء لابد لمن يدعي وينتسب إلى السلف أن يحقق هذا التسمي والمتسام بأن يتمثل منهج السلف في الاعتقاد وفي القول وفي العمل والتعامل حتى يكون سلفيا حقا ويكون قدوة صالحا يمثل منهج السلف الصالح، فمن أراد هذا المنهج:
- أن يعرفه
- أن يتعلمه
- أن يعمل به في نفسه أولا
- أن يدعو إليه
- أن يبينه للناس هذا هو طريق النجاة وهذا هو طريق الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من كان على مثل ما كان عليه الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه وصبر على ذلك وثبت على ذلك ولم ينجرف مع الفتن أو مع الدعايات المنحرفة ولم تأثر فيه الأعاصير فليثبت على ما هو عليه حتى يلقى الله ربه سبحانه وتعالى، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
˜˜˜˜˜˜

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق