آخر المواضيع المضافة

الأحد، 31 يوليو 2016

كلمات فارسية دخيلة على اللغة العربية



بعد الفتوحات الإسلامية التي تجاوزت بلاد فارس والروم أتيحت للكثير من قاطني تلك البلاد الهجرة للدولة الإسلامية آنذاك , وبمخالطة العرب لغيرهم من كثير من الأجناس الوافدة للدولة الإسلامية شابت لغتهم العربية الفصحى نوعا من التغير أو حتى التبديل لكثير من مفرداتهم لمفردات غير عربية الأصل ومع التزاوج والرئاسة والخدمة والعمل أو حتى مجرد الجوار انتشر استعمال هذه الكلمات الغير عربية الأصل وبمرور الزمن اعتقدنا بأنها باتت عربية الأصل وبعضها عامي أيضا ولم نكن ندرك ما مصدر هذه الفظة أو تلك ...

بقراءتكم لهذه المفردات التي جمعتها لكم لعلكم تتعجبون مثلي لمعرفة أن مصدر بعض كلماتنا العامية هي بالأصل من أصل غير عربي لعله تركي، أو يوناني، أو انكليزي، أو ايطالي، أو فرنسي،أو آرامي، أو سرياني، لكن الغالب الأعم كان الفارسي والتركي.
إليكم المفردات :
* الابريسم/ كلمة فارسية تعني الحرير.
* آلوبآلو/ (نوع من الفاكهة الأجاص).
* اوتجي (الذي يكوي الملابس).
* آسطة/ (معلم، أو رب العمل).
* بارجة/ سفينة حربية (باركاه) .
* بابوج/ (حذاء نسائي).
* باچة/ (نوع من الأكلات).
* بخت/ كلمة فارسية تعني الحظ.
* برواز/ إطار الصورة أو اللوحة ( بروز).
* باية الدرج/ (درجة السلم).
* بختة/ (الأكل المهروس جدا ويوصف بها الإنسان الكبير في العمر).
* بذات/ (ناكر الجميل).
* بوز/ مقدم الفم ، الشفتان في حالة الغضب.
* بويه/ دهان أو طلاء (بويا).
* بردة/ (ستارة).
* بردة بلاد/ (نوع من المأكولات).
* بصمة/ (توقيع).
* برياني/ (نوع من المأكولات).
* بس/ كلمة فارسية تستعمل للإسكات (اسكت، كفى).
* بشت/ كلمة فارسية تعني المشلح.
* البشخانات/ كلمة أعجمية مؤلفة من لفظين (باش/ خانات): الباش: صفة تعني الجيد والخانات: مفردها خان وهو محل نزول المسافرين ويسمى فندق.
* البقسماط/ كلمة فارسية تعني نوعاً من الكعك (أو الخبز المفتت).وعمياً يسمى (البخصم)، أو (البقصم).
* بقجة/ (صرة توضع فيها الملابس).
* بقلاوة/ (نوع من الحلويات).
* بنج (مخدر يستخدم أثناء العمليات). وهو الرقم خمسة
* بوسة/ (قبلة).
* تاجينة، (نوع من المأكولات).
* تازة/ (طازج).
* تباشير/ (طباشير).
* تك (فرد).
* التخت/ كلمة فارسية تعني المقعد أو السرير أو خزانة الثياب.
* الجام/ كلمة فارسية تعني الكأس. ويطلق عامياً على (الزجاج).
* الجمان/ كلمة فارسية تعني ماتتزين به المرأة ويكون من اللؤلؤ أو الفضة.
* الجوالق/ كلمة فارسية تعني الكيس المصنوع من صوف أو شعر.
* الجهبذ/ كلمة فارسية تعني الناقد والعارف بتمييز الجيد من الردئ.
* الحرباء/ كلمة فارسية تعني نوعا من الزحافات تتلون في الشمس ألوانا مختلفة ويضرب بها المثل في التقلب والعوام يسمونها حرباية.
* خيشه/ كلمة فارسية تعني كيس من القماش.(گونية).
* خبل/ كلمة فارسية هو (لمجنون).
* الخندق/ كلمة فارسية تعني حفيراً حول أسوار المدينة.
* الدَسْت/ كلمة فارسية تعني مرجلاً كبيراً من النحاس.
* دسته/ كلمة فارسية تعني حزمه من الورق. وتأتي بمعنى(الدرزن أو الدزينة).
* دريشه/ كلمة فارسية عني نافذة.
* الدفتر/ كلمة فارسية تعني مجموعة من أوراق مضمومة.
* الدكان/ كلمة فارسية تعني شيئا كالمسطبة.
* الدهليز/ كلمة فارسية تعني ما بين الباب والدار أو المسلك الطويل الضيق.
* الدولاب/ كلمة فارسية تعني آلة تدور على محور.
* الديباج/ كلمة فارسية تعني الثوب الذي سداه ولحمته حرير.؟:؟؟؟؟؟؟؟؟؟
* الدبوس/ كلمة فارسية تعني المقمعة أي عصا من خشب أو حديد في رأسها شيء كالكرة
* ريغه/ كلمة فارسية تعني خليط الماء والطين.
* الزرفين/ كلمة فارسية تعني الحلقة الصغيرة، أو المزلاج.
* الزلابية/ كلمة فارسية تعني عجينا يقلى بالزيت ثم يعقد بالسكر.
* الزمرد/ كلمة فارسية تعني حجراً كريماً شفافاً شديد الخضرة.
الزبرجد/ كلمة فارسية تعني حجرا كريما يشبه الزمرد أشهره الأخضر.
* زوليه/ كلمة فارسية تعني البساط.
* زم/ برد.
* زور/ القوة.
* سروال/ كلمة فارسية وهي مركبة (سر) تعني (فوق) و (وال) تعني (القامة).
* السرموجة/ كلمة فارسية وهي نوع من الأحذية تعرف عند العوام باسم (السرماية) وهو يلفظونها بالصاد.
* السكباج/ كلمة فارسية تعني لحما يطبح بالخل.
* السكرجة/ كلمة فارسية تعني الصحفة التي يوضع عليها الطعام.
* الشاويش/ كلمة فارسية تعني رتبة عسكرية معروفة.
* شيرة/ كلمة فارسية تعني رحيق السكر.
* الشطرنج/ لعبة مشهورة معرّب (شترنك) بالفارسية أي ستة ألوان وذلك لأن له ستة أصناف من القطع التي يلعب بها فيه وهي: الشاه والفرزان والفرس والرخ والبيذق.
* الشمعدان/ هو المنارة التي يرتكز عليها السراج وكلمة (دان) فارسية ويقابل الشمعدان في العربية كلمة مماثلة وهي المنارة التي يرتكز عليها السراج.
* الصَرم: كلمة فارسية تعني الجلد و الصِرم هو الخف المُنْعَل والعوام يقولون (صرماية).
* الصكوك/ مفردها الصك وهي كلمة فارسية تعني كتاب الإقرار بالمال أو غير ذلك.
* طشت/ كلمة فارسية تعني إناء من النحاس لغسل الأيدي أصلها (الطست).
* طربال/ كلمة فارسية تعني الشراع.
* الطاق/ كلمة فارسية تعني ما عُطف من الأبنية أي جُعل كالقوس من قنطرة أو نافذة ويسميها العوام(طاقة).
* الطباهجة/ شرائح اللحم وهي تعريب (تباهة).
* الطنبور/ كلمة فارسية وهي آلة طرب ذات عنق طويل ولها أوتار نحاسية.
* غرشة/ كلمة فارسية تعني جرة الماء.
* الفيروزج أو الفيروز/ كلمة فارسية وهي حجر كريم.
* الفالوذ/ كلمة فارسية تعني حلواء كانوا يصنعونها من الدقيق والماء والعسل.
* الفرسخ/ كلمة فارسية تعني ثلاث أميال هاشمية وقيل اثنا عشر ألف ذراع وهي تقريبا ثمانية كيلومترات.
* القرطق/ كلمة فارسية أصلها (كُرْتَه) وهو نوع من اللباس.
* القز/ كلمة فارسية ما يُسوّى به (عورة المرأة).
* القصار/ كلمة فارسية تعني محوّر الثياب ومبيضها.
* القبّان/ آلة توزن بها الأشياء وأصل الكلمة تركية وهي (گبّان).
* القراصيا أو القراسيا/ كلمة يونانية وهي شجرة مثمرة من فصيلة الورديات كانت تزرع بكثرة القند/ كلمة فارسية أصلها(كند) وتعني عسل قصب السكر إذا جمد.
* كليجة/ كلمة فارسية تعني القرص الصغير
* الكامخ/ كلمة فارسية تعني الإدام الذي يؤتدم به وخصه بعضهم بالمخللات.
* الكرباج/ كلمة فارسية تعني السوط.
* الكاغد: كلمة فارسية تعني القرطاس.
* الكركدن/ كلمة فارسية وهو حيوان ضخم الجثة يدعى أيضا ( المريس) و ( وحيد القرن).
الكوفية/ منديل يلف به الرأس وقيل إن اللفظة عربية منسوبة إلى الكوفة وقيل أنها معربة عن
* اللگن/ كلمة فارسية وهو وعاء يُصنع من النحاس يغسل فيه ويعجن ويقال له أيضا اللقن وهو يشبه الطست.
* اللينوفر/ كلمة فارسية وهو أنواع من النبات ينبت في المياه الراكدة له أصل كالجزر وساق ملساء تطول بحسب عمق الماء فإذا سادت سطحه أورقت وأزهرت.
* مالغ/ كلمة فارسية تعني ليس له طعم (ماصخ).
* المارستان: كلمة فراسية تعني المشفى.
* المردقوش/ معرّب (مُرْدَه كوش) هو طيب تجعله المرأة في مشطها يضرب إلى الحمرة والسواد.
* النارجيل/ كلمة فارسية تعني جوز الهند.
النارنج/ كلمة فارسية أصلها ( نارَنْك) وهو نوع من الليمون.
النرجس/ كلمة فارسية وهو ينبت من الرياحين.
النرد/ كلمة فارسية وهي لعبة وضعها أحد ملوك الفرس وتعرفها العامة باسم لعبة الطاولة أو الزهر.

منقوول

عَسَلٌ صَافٍ لَمْ يَخْرجْ مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ!

بسم الله الرحمن الرحيم
عَسَلٌ صَافٍ لَمْ يَخْرجْ مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ!
• قال ربُّنا تباركَ وتَعَالى، في سورةِ "محمَّد":
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى } الآية (15)
• "تفسير الطبريّ":
"{وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}: يَقُولُ: وَفِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ قَدْ صُفِّيَ مِنَ الْقَذَى، وَمَا يَكُونُ فِي عَسَلِ أَهْلِ الدُّنْيَا قَبْلَ التَّصْفِيَةِ، وَإِنَّمَا أَعْلَمَ تَعَالَى ذِكْرُهُ عِبَادَهُ بِوَصْفِهِ ذَلِكَ الْعَسَلَ بِأَنَّهُ (مُصَفًى) أَنَّهُ خُلِقَ فِي الْأَنْهَارِ (ابْتِدَاءً) سَائِلًا جَارِيًا سَيْلَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ الْمَخْلُوقِينَ فِيهَا؛ فَهُوَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ (مُصَفًّى)؛ قَدْ صَفَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَقْذَاءِ الَّتِي تَكُونُ فِي عَسَلِ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي لَا يَصْفُو مِنَ الْأَقْذَاءِ إِلَّا بَعْدَ التَّصْفِيَةِ، لِأَنَّهُ كَانَ فِي شَمْعٍ فَصُفِّيَ مِنْهُ!" اهـ‍
• "تفسير القُرطبيّ":
"{وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}: (الْعَسَلُ): مَا يَسِيلُ مِنْ لُعَابِ النَّحْلِ.
(مُصَفًّى): أَيْ مِنَ الشَّمْعِ وَالْقَذَى، خَلَقَهُ اللَّهُ كَذَلِكَ، لَمْ يُطْبَخْ عَلَى نَارٍ، وَلَا دَنَّسَهُ النَّحْلُ!
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:  {مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}"؛ أَيْ: لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ!"  اهـ‍
• "تفسير ابن كثير":
"{وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}؛ أَيْ: وَهُوَ فِي غَايَةِ الصَّفَاءِ، وَحُسْنِ اللَّوْنِ وَالطَّعْمِ وَالرِّيحِ!.."اهـ‍
• "لسان العرب"، (11/ 444):
"(عَسَلٌ): قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}؛ العَسَلُ في الدُّنيا: هُوَ: (لُعاب النَّحْل)!" اهـ‍
نلاحظُ كيفَ قيدَّ المصنِّفُ بـ(الدُّنيا)، لأنَّ عسلَ الآخرةِ ليسَ من لُعابِ النَّحلِ!
  قالَ ابنُ القيِّمِ في "الكافيَة الشَّافية" في وصْفِ أنهارِ الجنّة:
- أنهَارُهَا في غَيرِ أُخْدُودٍ جَرَتْ ... سُبْحَانَ مُمْسِكُهَا مِنَ الفَيَضَانِ!
- مِنْ تَحْتِهِمْ تَجْرِي كَمَا شَاؤُوا مُفَجَّـ ... رَةً وَمَا للنَّهْرِ مِنْ نُقْصَانِ!
- عَسَلٌ مُصَفًّى ثُمَّ مَاءٌ ثُمَّ خمْـ ... ـرٌ ثُمَّ أنهارٌ مِنَ الألْباَنِ!
- واللهِ! ما تِلْكَ الموادُّ كَهذِه ... لكِنْ هُمَا في اللَّفْظِ مُجْتَمِعَانِ!
- هَذَا وبينهُما يَسِيرُ تشَابُهٍ ... وهْوَ اشْتراكٌ قَامَ بالأذْهانِ!
أرقام الأبيات من ( 5172- 5176)، ط 1 (1416هـ‍)، دار ابن خُزيمة، الرّياض.
= كمْ نُعَاني من عسَلٍ غيرِ صافٍ في (الدُّنيا)
فنرجُو اللهَ أن يرزُقَنا العَسلَ المُصفَّى، في (الآخرة).
اللَّهمَّ! إنَّا نسألُكَ الجنَّةَ!
- - -
الجمعة 24 شوّال 1437ه


كَيفَ يُفَكِّرُ العَاقِلِ بعُمُرِه!

بسم الله الرحمن الرحيم
كَيفَ يُفَكِّرُ العَاقِلِ بعُمُرِه!

• قالَ الإمامُ ابنُ القيّم -رحمَهُ اللهُ-:
"وَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ -وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ- لَيْسَ لَهُ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا مَا عَقَلَ مِنْهَا؛ فَلَيْسَ لَهُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا مَا كَانَ فِيهِ بِاللَّهِ وَلِلَّهِ!" اهـ‍
"الجواب الكافي لمن سأل عن الدّواء الشّافي" ، (ص: 157)، ط1(1418هـ‍)، دار المعرفة، المغرب.
- - -
السّبت 25 شوّال 1437هـ‍


السبت، 30 يوليو 2016

بطلان الدعاوي بأن المؤثرات الصوتية بلا ملاهي للشيخ أبو فريحان حفظه الله


كثُر اللغط بل الكذب لتمرير المخالفات الشرعية وتسويغ سماع المعازف باسم المؤثرات الصوتية ، وخاصة في مجال ما يسمونه بـ"الأناشيد الاسلامية" ، و "الشيلات" التي ابتلي بها جمهور من المسلمين اليوم ؛ وليسوا بالقليل ، ولا أقول بين أوساط من يرى الغناء مباحاً ، بل في أوساط من يدّعي أنه يرى حُرمة الغناء بحجة وجود المعازف – وأعني : بأوساط ما يُسمون بـ"شباب الصحوة ، ودعاة الصحوة" كما يروق لهم تلقيبهم ؛ بحجة أن الصوت المسموع الذي يُشبه الموسيقى ليس بمعازف بل هو مؤثرات صوتية طبيعية .


فأقول وأنا واثقٌ مما أقول :
إن المؤثرات الصوتية التي يدندنون حولها بأنها مؤثرات طبيعية لا يوجد بها معازف ؛ لم يكونوا أصحاب هذا الزعم صادقين ، ولا ناصحين فيما ادعوه ونشروه في أوساط الناس ليشتروا خواطرهم ، ويروجوا لأناشيدهم الصوفية وشيلاتهم العامية .


بل المؤثرات الصوتية لا تكون إلا وقد دخلها شيء من المزامير بقوة التقنية الحديثة وإتقانها التي لا يعرفها ولا يلاحظها جمهور الناس ، واسألوا عن ذلك أهل العلم والخبرة بها وإن كانوا فسقة ، ولا تسألوا الكذّابين وإن كانوا متنسكين .


قال أحد الخبراء بالمؤثرات الصوتية في هذا الزمان :

"الايقاع هو عبارة عن تفعيلة معينة بآلة أو مجموعة آلات ؛ كل آلة تقول شي مختلف عن الثانية .
مثلاً : الطبلة تقول : دوم دوم تك تك وتستمر .
والآلة الثانية مثل البونجوز : تك تتك دوم ، وهذا يعتبر عزف حر لكن بموازين محددة مثلاً 4/4 أو 2/4 أو 3/4 ، وهذي الأرقام عبارة عن أزمنة للسرعات ، وفي أكثر وأكثر من هذا .
والرق يقول شيء ثاني : تش تش تش تش .

وأجهزة الكمبيوتر وبرامج الصوت بهذا الاستخدام الإيقاعي وعلى هذا الإتقان من العزف يجعلها آلة لهو وإن لم تكن معدة لذلك في الأصل ثم إن اعتماد كثير من المطربين وأهل الفن على برامج الصوت والأجهزة الحديثة يجعلها من أبرز آلات اللهو في هذا العصر عند استخدامها لهذا الغرض .." . انتهى .


ثم وجدت ولله الحمد لأحد الغيورين - على دينه أحسبه والله حسيبه - مقطع يُثبت ما قلته من أن الشيلات يدخلها مزامير ولا محالة ، فقد زار بنفسه أحد استديوهات الشيلات وهذا المقطع الصوتي المرئي :

http://www.mashahed.info/59674

فجزى الله خيراً من أرسل لي المقطع ؛ لنخرق به أعين الكذَّابين المدلِّسين الذين لا يتورعون في الكذب على الناس والتلبيس عليهم في دينهم . 


فاحذروا عباد الله مِن المدلسين الغشاشين لعباد الله ، فقد ذمّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَجَرَ عَنْ غَشَّ الْمُسْلِمِينَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي الْبَيْعِ ، وَالشِّرَاءِ ، وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنَ الْأَحْوَالِ ، ففي الحديث الصحيح :

"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا ؛ فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً ، فَقَالَ :

( مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟) ، قَالَ : أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : ( أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مني ) .
رَوَاهُ مُسلم (102) وغيره .


فإذا كان هذا الزجر فيمن غشّ في مسائل الدنيا ؛ فكيف بمن يغش العباد فيما يتعلق بدينهم وآخرتهم ، لا شك ولا ريب أنّ ذلك يكون أعظم ذنباً وجُرماً من ذاك .



كتبه بياناً للحق وكشفاً لتلبيس شياطين الإنس على عُجالة /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

6 / شوال / 1437هـ

اللِّحيّة للرجال وقار وهيبة ، وإكرام ، وتمييز بين الرِّجال وبين النساء للشيخ جمال الحارثي حفظه الله

  بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( قُصُّوا [أَحْفُوا] الشَّوَارِبَ ، وَأَعْفُوا [وَفِّرُوا] اللِّحَى ) .متفق عليه .
 
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ : أَنْ أُعْفِيَ لِحْيَتِي ، وَأَنْ أُحْفِيَ شَارِبِي ) .
"أمالي ابن بشران" (128) .
 
قَالَ تَعالَى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } [الإسراء : 70] .
جاء في تأويلها : "قِيلَ : أَكْرَمَ الرِّجَالَ بِاللِّحَى وَالنِّسَاءَ بِالذَّوَائِبِ" .
"تفسير القرطبي" عند هذه الآية .
 
ورُويَ عَن عَائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنها قالَتْ :
"وَالَّذِي [سبحان الذي] زَيَّنَ الرِّجَالَ بِاللِّحَى ، والنساء بالذوائب (1)" .
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10 / 387) .
ولا يصح ، ولكن يُستأنس به .
 
قال أبو بكر الكلاباذي البخاري الحنفي (ت 380هـ) :
"اللِّحْيَةُ للِرَّجُلٍ زِينَةٌ" .      "بحر الفوائد" (ص 49) .
 
نقل أبو طالب المكي محمد بن علي بن عطية الحارثي (ت 386هـ) :
 "عن شريح القاضي قال : "وددت لو أنّ لي لحية بعشرة آلاف" . وقال بعض الأدباء في اللحية خصال نافعة منها تعظيم الرجل والنظر إليه بعين العلم والوقار، ومنها رفعه في المجالس والإقبال عليه، ومنها تقديمه على الجماعة وتعقيله" .
"قوت القلوب في معاملة المحبوب" (2 / 240)
قلتُ : رحم الله السلف ، لو نظروا إلى بعض رجالنا وهم يدفعون النقود لحق لحاهم ؛ ماذا عساهم يقولون ؟!
قال العلامة ابن القيم :
"ينْفَرد الرجل عَن الْمَرْأَة باللحية ، فَإِن الله عز وَجل لما جعل الرجل قيماً على الْمَرْأَة وَجعلهَا كالخول لَهُ والعاني فِي يَدَيْهِ ؛ ميزه عَلَيْهَا بِمَا فِيهِ لَهُ المهابة والعز وَالْوَقار وَالْجَلالَة لكماله وَحَاجته الى ذَلِك ، ومُنعَتْها الْمَرْأَة لكَمَال الِاسْتِمْتَاع بهَا والتلذذ لتبقى نضارة وَجههَا وَحسنه لَا يشينه الشّعْر" . "مفتاح دار السعادة" (1 / 268) .
"الخَوَلُ" : حَشَمُ الرجُل وأتباعُه .
قال المحدث الألباني :
"ولا يخفى أن في حلق الرجل لحيته التي ميزه الله بها على المرأة ؛ أكبر تشبه بها" .  "آداب الزفاف" (ص 212) .
 -----------------------------------
(1): الذُّؤَابَةُ مَا يَتَدَلَّى مِنْ شعر الرَّأْس ولا يلزم أن يكون في المقدمة . وبعضهم قال : الذُّؤابَةُ مَنْبِتُ الناصيةِ مِنَ الرأْس، والجَمْعُ الذَّوائِبُ، وَهِيَ الشَّعَرُ المَضْفورُ مِنْ شَعَرِ الرأْسِ. كما في "النهاية" لابن الأثير (2 / 151) ، واللسان" لابن منظور (1 / 379) .
جمعه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .

الخميس، 28 يوليو 2016

الشيخ ربيع يرفع لواء السنة

قال الشيخ العلامة –عبيد الجابري– حفظه الله – " الشيخ ربيع عندي : " صاحب راية يرفع بها لواء السنة ، ويذب عنها ، وعن أهلها ،فما رفعها ولله الحمد في وجه محارب ، معادي للسنة إلا عادت هذه الراية منصورة ، مؤزرة ، قوية ، ما لانت ولا هانت ، وقد فضح بها ولله الحمد أهل البدع والضلال ، وأساطين أهل البدع والضلال "

الأربعاء، 27 يوليو 2016

شرح حديث: إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ



قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ أو قال : من الصيغة ما تكلف امرأة الغني , فذكر امرأة من بني إسرائيل كانت قصيرة و اتخذت رجلين من خشب و خاتما له غلق و طبق و حشته مسكا و خرجت بين امرأتين طويلتين أو جسيمتين , فبعثوا إنسانا يتبعهم , فعرف الطويلتين و لم يعرف صاحبة الرجلين من خشب “ .من سنن الله الكونية ألا تبلغ الحضارات الإنسانيّة أوجّ عزّها ، ولا ترتقي إلى قمّة مجدها ، إلا حين تتّخذ من الأخلاق الفاضلة ، ومعاني العفّة والطهارة ، سياجاً يحيط بها ، وفي المقابل أيضاً لا ترى التراجع والوهن يبدأ في أمّة من الأمم إلا حين تنسلخ من القيم والمُثُل العليا ، وتفشو في أفرادها مظاهر الترف والبذخ ، والبحث عن المظاهر الكاذبة والتصنّع الزائف ، حتى تأتي اللحظة التي تنهار فيها ، وتزول عن الوجود .
والنبي – صلى الله عليه وسلم – يعرض من خلال القصّة التي بين يدينا ، جانباً من جوانب الفساد الاجتماعي والافتتان بزخارف الدنيا ، والذي أودى بالمجتمع الإسرائيلي مهاوي الردى ، وكان سبباً في تسلّط أعدائهم عليهم .
وقد ظهرت بوادر الفساد الاجتماعي في تلك الأمّة بقوّة من خلال المبالغة في الاهتمام بالمظاهر ، فكان الإنفاق على الملابس والحلي وأنواع الزينة ومراسم الحفلات على أشدّه ، ولم يكن التسابق المحموم على تلك الأمور محصوراً بالطبقة الغنيّة القادرة ، بل اكتوى بنارها الفقراء والمعدمين ، سعياً لمجاراة الواقع الموجود ، ومع مطالب النساء وما جرّه من النفقات الباهظة ، كانت النتيجة الحتمية الغرق في دوّامة لا تنتهي من الديون والقروض الرّبوية .
أما الصورة الأخصّ التي ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – فهي حال امرأة من بني إسرائيل ، تملّكها الشعور بالحسرة على قصر قامتها ، ورأت في نفسها أنها أقل حظّاً في نيل إعجاب الرجال ولفت أنظارهم ، وكان الرجال من بني إسرائيل يرون الجمال في طول المرأة .
وبدلاً من الرضى بقضاء الله وقدره ، ظلّت تفكّر زماناً طويلاً للبحث عن أفضل الطرق لجذب أنظار الناس إليها ، حتى اهتدى عقلها إلى حيلة تزيل ما تظنّه عيباً فيها ، فقد صنعت لها نعلين من الخشب تلبسهما تحت الثياب فيزيد من قامتها ، ويظهرها أمام الناس طويلة.
وأمام الحيلة التي ابتكرتها ، تغيّر منظرها الخارجي ، فلم يتعرّف عليها الرجال ، وظنّوا أنها امرأة غريبة عن الديار ، بل أرسلوا أحدهم ليعلم عن هذا الوافد الجديد – بالنسبة إليهم – ويتقصّى حقيقتها فلم يفلح .
وبذكائها أيضاً ، اتّخذت خاتماً من ذهب صنعته خصّيصاً عند أحد الصاغة ، وأمرته أن يجعل فيه تجويفاً له غطاء لتملأه مسكاً قوي الرائحة ، ثم كانت تذهب إلى مجامع الناس وتحرّك يدها ذات اليمين وذات الشمال ، فيفوح شذى العطر في أرجاء المكان ليسلب بعبقه ألباب الرجال وينال استحسانهم لها .
والنبي – صلى الله عليه وسلم – إذ يعرض هذه القصّة ، يريد من المجتمع الإسلامي أن يحذر من تلك الآفات ويرفع من تطلّعاته وطموحاته ، ويوجّه تركيزه نحو إصلاح الباطن وتحسين الأخلاق ، وما قيمة المرء إلا بنبل صفاته ، وجميل أفعاله ، وبياض صفحته ، كما جاء تقرير ذلك في قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .
ونلمح أيضاً في ثنايا القصّة تحذير النبي – صلى الله عليه وسلم – من فتنة النساء ، وتفنّنهنّ في طرق الغواية والإضلال ، في ظلّ انتكاسة أخلاقيّة تنبيء بذوبان العفّة وقلّة المروءة ، وذهاب الغيرة من قلوب الرجال ، وما يؤدّيه من الفساد العظيم ، والشرّ المستطير .
وكان الإشفاق من خطر هذه الفتنة هو ما أشغل بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يزل يحذّر أمته من فتنة النساء ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : ( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه أحمد .
ومن هنا ، حرص الإسلام من خلال تعاليمه ومبادئه أن يحمي أفراده من بواعث الفتنة وأسبابها ، فنهى النساء عن مظاهر التبرّج والزينة ، ومنع من الاختلاط والخلوة المحرّمة ، ورتّب الوعيد الشديد على من خرجت من بيتها متعطّرة حتى ولو كانت ذاهبة إلى المسجد ، وبهذا الموقف الحازم والصارم ، يمكن للمجتمع المسلم أن يعيش في ظلٍّ من العلاقات الطاهرة ، والقائمة على أساسٍ من التقوى والصلاح ، والمراقبة الذاتيّة ، والله الموفّق.

في ادب الاولاد للشيخ محمد بازمول حفظه الله


كنوا أولادكم ونادوهم بالكنية ... كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم .
تكنيتهم ... ومناداتهم بالكنية ... تثير في الطفل مشاعر الرجولة وتهيئه للاستجابة والبر .
(يا أبا عمير ما فعل النغير).
وتجنب مناداته بالسب والأوصاف القبيحة مثل : يا غبي أو يا أعمى أو يا جاهل أ و نحو ذلك؛ فإن هذا يكسر نفسه ... وربما يحبط... وتجرحه جرحاً شعورياً قد لا يندمل... 

فتأدبوا ليتأدبوا ...

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

في حكم مدح طالب العلم نفسه وتزكيتها

«الورقات - الجزائر»: في سؤال وجه لفضيلة الشيخ محمد علي فركوس «أبو عبد المعز» حفظه الله، قال السائل: «بعض طلبة العلم المتدرِّجين في العلم الشرعي يُثني على نفسه في المجالس، ويذكر محاسنها مع الحضور، وينزِّهها من النقائص والعيوب مثل أن يقول -عند إيراد مسألةٍ فقهيةٍ أو توجيهٍ أو رأيٍ-: «لم أُسبَق إلى هذا الكلام»، أو يقول: «هذا الكلام لا تجدونه عند غيري»، أو يقول: «هذه خرجةٌ خاصَّةٌ لا أعلم أحدًا وُفِّق إليها» ثمَّ يصفها باسمه، ونحو ذلك من العبارات، فما حكم ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا».
أجاب الشيخ حفظه الله:
«الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فيختلف أمرُ الذي يمدح نفسه ويذكر محاسنها باختلاف نيَّته(١)، فإن كان يذكر ذلك من باب علوِّ النفس والارتفاع بها عن الناس واحتقار الأقران بالتميُّز عليهم، والافتخار بما اكتسبه وحصَّله؛ فإنَّ هذه التزكية مذمومةٌ شرعًا، لقوله تعالى: ﴿فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النجم: ٣٢]، ولفظ الآية عامٌّ شاملٌ لكلِّ من زكَّى نفسه بحقٍّ أو بباطلٍ، وهذه الآية -وإن نزلت في شأن اليهود- فإنَّ «العِبْرَةَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لاَ بِخُصُوصِ السَّبَبِ»، ذلك لأنَّ الله تعالى هو العالم بمن يستحقُّ التزكية من عباده ومن لا يستحقُّها، وقد أخبر الله عزَّ وجلَّ عن ذلك بقوله: ﴿فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣٢]، وقوله: ﴿بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾ [النساء: ٤٩]، فمثلُ هذه التزكية للنفس مشينةٌ ودعوى فاسدةٌ، لأنها أثر العُجب والغرور والبغي والاستطالة بالنفس على الناس، وسلوك سبيل الترفُّع والافتخار حتى يُري أتباعَه والناسَ أنه أعزُّ مكانةً وأكبر منزلةً فيركب أعناقهم ويستعبد قلوبهم، ويريهم فضْلَه عليهم ولا يرى فضْلَهم عليه.

هذا إن كان صاحب النيَّة الفاسدة صادقًا في مقالاته بحيث يكون ممكَّنًا في العلم حقيقةً، محيطًا بمدارك الشرع عارفًا بمقاصده، متفقِّهًا في المسائل التي يُعنى بها في فصولها وتفاصيلها، قائمًا بهذا العلم عملاً ودعوةً.

فإن كان صاحب هذه العبارات يحاكي أهل العلم وطُلاَّبه وليس منهم فإنَّ هذا من الجهل المركَّب فتزكيته لنفسه بهذا الاعتبار مذمومٌ من بابٍ أَوْلى.

أمَّا من مدح نفسه تقصُّدًا منه ليكون قولُه أوقع في القلب وأدعى للقبول في باب النصح والتعليم، أو الوعظ والتأديب، أو للإصلاح بين متخاصمين، أو لدفع شرٍّ عن نفسه، أو من باب «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وما إلى ذلك، وكان -من حيث أعلميَّته- محقًّا فيها مطابقًا قولُه لِما هو عليه من واقع علمه فإنَّ مثل هذه التزكية محمودةٌ لكونها تجلب مصلحةً دينيةً -من جهةٍ-، وهي -من جهة أخرى- شكرٌ للمنعم سبحانه بالتحدُّث بنعمته عليه عملًا بقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: ١١].

وهذه الحالة المحمودة تؤيِّدها العديد من النصوص الشرعية والآثار، منها: قوله تعالى -حكايةً عن يوسف عليه السلام-: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥]، وقول الذي استأجر موسى عليه السلام(2): ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [القصص: ٢٧]، وقول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ»(3)، وقوله عليه الصلاة والسلام: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ القَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ»(4)، وفي البخاريِّ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَنْشُدُكُمُ اللهَ، وَلاَ أَنْشُدُ إِلاَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ» فَحَفَرْتُهَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ» فَجَهَّزْتُهُمْ»، قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ(5)، وقول سعد بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه: «وَاللهِ إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ...» الحديث(6)، وقول ابن مسعودٍ رضي الله عنه: «وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ، [وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ]»(7)، وسؤال أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه عائشةَ رضي الله عنها عمَّا يوجب الغُسْلَ؟ فقالت: «عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»»(8)، ومثله قول ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما لمَّا سئل عن البَدَنة إذا أزحفت(9): «عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ..»(10) -يعني نفسه-، قال النوويُّ -رحمه الله-: «ونظائر هذا كثيرةٌ لا تنحصر»(11)، فمثل هذه التزكية جائزةٌ بل مستحبَّةٌ، و«الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(12).

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا».

 

الجزائر في: ٢٢ من المحرَّم ١٤٣٤ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٦ ديسمـبر ٢٠١٢
_________________________________________
الهوامش:
(١) انظر: «الأذكار» للنووي (٢٤٦-٢٤٨).
(٢) اختلف العلماء في الشيخ الذي استأجر موسى عليه السلام، والمشهور عند الكثيرين أنه شعيبٌ عليه السلام ومِمَّن نصَّ عليه الحسن البصري ومالك بن أنسٍ وغيرهما، وجاء مصرَّحًا به في حديثٍ لكن لم يصحَّ إسناده على ما ذكره ابن كثيرٍ، وقيل: هو ابن أخي شعيبٍ عليه السلام، وهو المنقول عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه، وقال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما: إنَّ الذي استأجر موسى عليه السلام يثرى أو يثرون صاحب مدين، ويرى بعضهم أنَّ هذا لا يُدرك إلَّا بخبرٍ، ولا خبر تجب به الحجَّة في ذلك. [انظر: «تفسير ابن كثير» (٣/ ٣٨٤-٣٨٥)، و«صحيح قصص الأنبياء لابن كثير» (٢٦٥)].
(٣) أخرجه البخاري في «النكاح» باب الترغيب في النكاح (٥٠٦٣) من حديث أنس بن مالكٍ رضي الله عنه.
(٤) أخرجه مسلم في «الفضائل» (٢٢٧٨) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٥) أخرجه البخاري في «الوصايا» باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا واشترط لنفسه مثل دِلاء المسلمين (٢٧٧٨).
(٦) أخرجه البخاري في «المناقب» باب مناقب سعد بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه (٣٧٢٨)، ومسلم في «الزهد والرقائق» (٢٩٦٦).
(٧) أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» باب القرَّاء من أصحاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم (٥٠٠٠)، والزيادة في آخر الحديث أخرجها مسلم في «فضائل الصحابة» (٢٤٦٢).
(٨) أخرجه مسلم في «الحيض» (٣٤٩).
(٩) أَزْحَفَتْ أي: وقفت من الكلال والإعياء. [انظر: «شرح النووي لمسلم» (٩/ ٧٦)، و«لسان العرب» لابن منظور (٩/ ١٣١)].
(١٠) أخرجه مسلم في «الحج» (١٣٢٥).
(١١) «الأذكار» للنووي (٢٤٨).
(١٢) أخرجه البخاري في «بدء الوحي» باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم (١)، ومسلم في «الإمارة» (١٩٠٧)، من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.

فَلَمْ تُحْوِجْهُ إِلَى رَفْع صَوْتٍ"!.. من مناقبِ خديجةَ رضيَ اللهُ عنها وأرضاها

بسمِ اللهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيم...
"فَلَمْ تُحْوِجْهُ إِلَى رَفْع صَوْتٍ"!
فاقتَدِينَ بخديجَةَ -رضيَ اللهُ عنها- يا معشرَ النّساءِ!
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
(يَا رسولَ اللَّهِ! هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ وَطَعَامٌ
فَإِذَا أَتَتْكَ؛ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا، وَمِنِّي!
وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ!
لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ)!
 مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
 • جاء في "فتح الباري"، لابن حجر، (11/ 134):
 - "((مِنْ قَصَب)): الْمُرَاد بِهِ: لُؤْلُؤَة مُجَوَّفَة وَاسِعَة كَالْقَصْرِ الْمَنِيفِ!
قَالَ السُّهَيْلِيّ: النُّكْتَة فِي قَوْله : ((مِنْ قَصَبٍ)): وَلَمْ يَقُلْ مِنْ (لُؤْلُؤ)؛ أَنَّ فِي لَفْظ ((الْقَصَب)) مُنَاسَبَة لِكَوْنِهَا أَحْرَزَتْ (قَصَب السَّبَق) بِمُبَادَرَتِهَا إِلَى (الْإِيمَانِ) دُونَ غَيْرهَا! وَلِذَا وَقَعَتْ هَذِهِ الْمُنَاسَبَة فِي جَمِيع هَذَا الْحَدِيث! انْتَهَى.
وَفِي ((الْقَصَبِ)) مُنَاسَبَة أُخْرَى مِنْ جِهَة اسْتِوَاء أَكْثَر أَنَابِيبهِ، وَكَذَا كَانَ (لِخَدِيجَةَ) مِنْ الِاسْتِوَاء مَا لَيْسَ لِغَيْرِهَا، إِذْ كَانَتْ حَرِيصَةً عَلَى (رِضَاهُ) بِكُلِّ مُمْكِنٍ، وَلَمْ يَصْدُر مِنْهَا مَا يُغْضِبهُ قَطُّ كَمَا وَقَعَ لِغَيْرِهَا!!!
- ((بِبَيْتٍ)): الْمُرَاد بِهِ: بَيْت زَائِدٌ عَلَى مَا أَعَدَّ اللهُ لَهَا مِنْ ثَوَاب عَمَلِهَا!
وَلِهَذَا قَالَ: ((لَا نَصَبَ فِيهِ))؛ أَيْ: لَمْ تَتْعَب بِسَبَبِهِ!
قَالَ السُّهَيْلِيّ: لِذِكْرِ ((الْبَيْت)) مَعْنًى لَطِيفٌ:
لِأَنَّهَا كَانَتْ (رَبَّة بَيْتٍ) قَبْل الْمَبْعَثِ، ثُمَّ صَارَتْ (رَبَّةَ بَيْتٍ فِي الْإِسْلَامِ) مُنْفَرِدَة بِهِ!
فَلَمْ يَكُنْ عَلَى وَجْه الْأَرْضِ فِي أَوَّل يَوْم بَعْث النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بَيْتُ إِسْلَامٍ) إِلَّا بَيْتهَا! وَهِيَ فَضِيلَةٌ مَا شَارَكَهَا فِيهَا -أَيْضًا- غَيْرُهَا!
 قَالَ: وَجَزَاء الْفِعْل يُذْكَر غَالِبًا بِلَفْظِهِ؛ وَإِنْ كَانَ أَشْرَفَ مِنْهُ!
 فَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث بِلَفْظِ (الْبَيْتِ)؛ دُون لَفْظ (الْقَصْرِ)! انْتَهَى.
وَفِي ذِكْر ((الْبَيْتِ)) مَعْنًى آخَر؛ لِأَنَّ مَرْجِعَ أَهْلِ بَيْت النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا!
- ((لَا صَخَب فِيهِ وَلَا نَصَبَ)):
(الصَّخَب): الصِّيَاح وَالْمُنَازَعَة بِرَفْعِ الصَّوْت!
وَ(النَّصَب): التَّعَب!
قَالَ السُّهَيْلِيّ : مُنَاسَبَةُ نَفْي هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ -أَعْنِي الْمُنَازَعَة وَالتَّعَب- أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَعَا إِلَى الْإِسْلَام أَجَابَتْ خَدِيجَة (طَوْعًا)!! فَلَمْ تُحْوِجْهُ إِلَى رَفْعِ صَوْت! وَلَا مُنَازَعَةٍ! وَلَا تَعَب فِي ذَلِكَ!
بَلْ أَزَالَتْ عَنْهُ كُلّ نَصَبٍ!
وَآنَسَتْهُ مِنْ كُلّ وَحْشَةٍ!
وَهَوَّنَتْ عَلَيْهِ كُلّ عَسِيرٍ!
فَنَاسَبَ أَنْ يَكُون مَنْزِلهَا الَّذِي بَشَّرَهَا بِهِ رَبّهَا بِالصِّفَةِ الْمُقَابِلَة لِفِعْلِهَا!" اهـ‍ باختصارٍ.
 في "عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ"، (16/ 281):
".. وَذكرَ (الصَّخَبَ وَالنّصبَ) -أَيْضًا- من بَابِ (المشاكلةِ)؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لما دَعَاهَا إِلَى الْإِيمَان أَجَابَتْهُ (سَرِيعًا)!! وَلم تُحْوِجْهُ إِلَى أَنْ يصْخَبَ كَمَا يَصْخبُ الرَّجُلُ إِذا تعصَّتْ عَلَيْهِ امْرَأَته، وَلَا أَنْ ينْصَبَ! بلْ:
أزالتْ عَنهُ كلَّ نصَبٍ!
وآنستْهُ من كلِّ وَحْشَةٍ!
وهوَّنتْ عَلَيْهِ كلَّ مَكْرُوهٍ!
وأزاحتْ بمالِها كلَّ كدَرٍ وَنصَبٍ!
فوَصَفَ منزلَهَا الَّذِي بُشِّرتْ بِهِ بِالصّفةِ الْمُقَابلَة لفعْلِها وَصُورَةِ حَالِهَا!!.." اهـ‍
• في "تفسير ابن كثير"، (6/ 404):
"وَمَنْ خَوَاصِّ خديجةَ، رضيَ اللهُ عَنها؛ أنه:
لم تَسُؤْهُ قَطُّ! وَلَمْ تُغَاضِبْهُ!
وَلَمْ يَنَلْهَا مِنْهُ إِيلَاءٌ، وَلَا عُتْبٌ قَطُّ، وَلَا هَجْرٌ!
وَكَفَى بِهَذِهِ مَنْقَبَةٌ وَفَضِيلَةٌ!" اهـ‍
= فرضيَ اللهُ عن أمّنَا خديجةَ وجميعِ أمّهاتِ المؤمنينَ!
وألحقني وجمعني بهنَّ في الفردوسِ الأعلى!
إنَّ ربي سميعٌ عليم!
- - -
السّبت 6 شوّال 1435هـ‍