آخر المواضيع المضافة

الجمعة، 29 مارس 2013

من يتسمون بالإسلاميين يزينون للناس الإنحراف-الشيخ محمد بن هادي حفظه الله

من يتسمون بالإسلاميين يزينون للناس الإنحراف-الشيخ محمد بن هادي حفظه الله


للإستماع والتحميل اضغط هنا

رابط آخر
[ من هنا ]

التفريغ

وقنوات أخرى باسم الإسلام والإسلاميين تبثُّ البدع والشبهات، وتُشكك في العقائد والأساسيات في ديننا نحن المسلمين؛ فكانوا عوناً لأهل الانحراف الأصلي مِن الكفرة الفجرة والمَلاحِدة، فربما سمعتم عن المنتدى لللبراليين السعوديين(1)، وهؤلاء الفجرة أثرهم عظيم على مَن قلَّت بضاعته في الدِّين والعلم حتى خرج علينا مَن يتطاولُ على ربنا تبارك وتعالى ونبينا صلى الله عليه وسلم من أبنائنا بين المسجدين في الحجاز؛
ثمرة الاستماع إلى هؤلاء والاصغاء لكلامهم، فهؤلاء مَن يَتَسَمَّون بالاسلاميين لهم قنوات لا تعد ولا تحصى، والمتكلمون فيها كثير -لا كثرهم الله- ويظهرون للناس في زي أهل العلم وهم أهل علم بالضلالة معشر الإخوة والأبناء، يُزيِّنون للناس الانحراف والناس لا يعرفون حقائق هؤلاء وما ينطوون عليه، فيستمعون لهم فتعلق الشُّبه بقلوبهم.. نسأل الله العافية والسلامة
وإذا بك إذا جلست في كثير من المجتمعات واللقاءات والمنتديات تسمع الحديث على ألسنة العامة قال الشيخ فلان وقال الشيخ فلان، تسمعه وإذا هي أقوال الخوارج، وأقوال الجهم بن صفوان، وعمرو بن عبيد المعتزلي، وواصل بن عطا، والبسطامي، والحلاَّج ومَن كان على شاكلتهم فيَحرِفون الناس بها.
-----------------------
(1): لعل الشيخ يقصد ملتقى النهضة الذي يقيمه سلمان العودة وناصر العمر ومجموعة من الشيعة والليبراليين والمستشرقين وبعض النساء السافرات المنحرفات..

تفريغ أم دعاء السلفية الفلسطينية
الجمعة 17 جمادى الأولى 1434هــ

التوبة لا تكون توبة نصوحاً مقبولة عند الله إلا إذا اشتملت على شروط خمسة !

بسم الله الرحمن الرحيم
التوبة لا تكون توبة نصوحاً مقبولة عند الله إلا إذا اشتملت على شروط خمسة:
الأول: الإخلاص لله عز وجل بأن يكون الحامل للإنسان على التوبة خوف الله عز وجل ورجاء ثوابه؛ لأن الإنسان قد يتوب من الذنب من أجل أن يمدحه الناس، أو من أجل دفع مذمة الناس له، أو من أجل مرتبة يصل إليها، أو من أجل مال يحصل عليه، كل هؤلاء لا تقبل توبتهم، لأن التوبة يجب أن تكون خالصة، وأما من أراد بعمله الدنيا فإن الله تعالى يقول في كتابه: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار}. [هود: 15، 16].
الثاني: من شروط كون التوبة نصوحاً: الندم على ما حصل من الذنب بمعنى ألا يكون الإنسان كأنه لم يذنب، لا يتحسر ولا يحزن، لابد أن يندم، إذا ذكر عظمة الله ندم، كيف أعصي ربي وهو الذي خلقني ورزقني وهداني، فيندم.
الثالث: أن يقلع عن الذنب فلا تصح التوبة مع الإصرار على الذنب، لأن التائب هو الراجع، فإذا كان الإنسان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه من أكل الربا، ولكنه لايزال يرابي فلا تصح توبته، لو قال: أستغفر الله من الغيبة، والغيبة ذكرك أخاك بما يكره ولكنه في كل مجلس يغتاب الناس فلا تصح توبته، كيف تصح وهو مصر على المعصية، فلابد أن يقلع، إذا تاب من أكل أموال الناس وقد سرق من هذا، وأخذ مال هذا بخداع وغش فلا تصح توبته، حتى يرد ما أخذ من أموال الناس إلى الناس، لو فرضنا أن شخصاً أدخل مراسيمه في ملك جاره واقتطع جزءًا من أرضه وقال إني تائب، فنقول له: رد المراسيم إلى حدودها الأولى وإلا فإن توبتك لا تقبل، لأنه لابد من الإقلاع عن الذنب الذي تاب منه.
الشرط الرابع: أن يعزم عزماً تاماً ألا يعود إلى الذنب، فإن تاب وهو في نفسه لو حصل له فرصة لعاد إلى الذنب فإن توبته لا تقبل، بل لابد أن يعزم عزماً أكيداً على ألا يعود.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه التوبة، لأنه يأتي أوقات لا تقبل فيها التوبة، وذلك في حالين:
الحال الأولى: إذا حضره الموت فإن توبته لا تقبل لقول الله تبارك وتعالى: {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن} [النساء: 18]. بعدما عاين الموت وشاهد العذاب يقول تبت فلا ينفع هذا، ومثال واقع لهذه المسألة أن فرعون لما أدركه الغرق قال آمنت بالذي آمنت به بنوا إسرائيل يعني بالله ولم يقل آمنت بالله إذلالاً لنفسه حيث كان يحارب بني إسرائيل على الإيمان بالله، والآن يقول آمنت بالذي آمنوا به فكأنه جعل نفسه تابعاً لبني إسرائيل إلى هذا الحد بلغ به الذل ومع ذلك قيل له الآن تتوب، آلان تؤمن بالذي آمنت به بنوا إسرائيل {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس: 91]. إذاً إذا حضر الموت فإن التوبة لا تقبل، فلابد من المبادرة بالتوبة لأنك لا تدري في أي وقت يحضرك الموت، ألم تعلم أن من الناس من نام على فراشه في صحة وعافية ثم حمل من فراشه إلى سرير تغسيله؟! ألم تعلم أن بعض الناس جلس على كرسي العمل يعمل ثم حمل من كرسي العمل إلى سرير الغسل؟! كل هذا واقع، لذا يجب أن تبادر بالتوبة قبل أن تغلق الأبواب.
الحال الثانية : إذا طلعت الشمس من مغربها، فإن الشمس إذا طلعت من مغربها ورآها الناس آمنوا لأن الله يقول : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً) (الأنعام: من الآية158). والمراد ببعض الآيات طلوع الشمس من مغربها .
المصدر

فاحرص على جمع العلوم فإنهـا ◘ ريُ القلوب من الصدى وشفاؤها

بسم الله الرحمن الرحيم
قال بعض أهل العلم: ينبغي للمرء أن يذخر أنواع العلوم، وإن لم تكن له بمعلوم وأن يستكثر منها ولا يعتقد الغنى عنها، فإنه إن استغنى في حال، احتاج إليها في حال؛ وإن سئمها في وقت، ارتاح إليها في وقت؛ وإن شغل عنها في يوم فرغ لها في يوم؛ وأن لا يسرع ويعجل، فيندم ويوجل؛ فربما عجل المرء على نفسه بإخراج كتاب عن يده، ثم رامه فتعذر عليه مرامه. وابتغى إليه وصولاً، فلم يجد إليه سبيلاً؛ فأتعبه ذلك وأنصبه، وأقلقه طويلاً وأرقه كالذي حكي عن بعض العلماء، قال: بعت في بعض الأيام كتاباً ظننت أني لا أحتاج إليه، فلما كان ذات يوم هجس في صدري شيء. كان في ذلك الكتاب، فطلبته في جميع كتبي فلم أجده، فاعتمدت أن أسأل عنه عالماً عند الصباح؛ فما زلت قائماً على رجلي إلى الصباح، قيل: فهلا قعدت؟ قال: لطول أرقي وشدة قلقي.
وباع آخر كتاباً، ظن أنه لا يحتاج إليه، ثم أنه احتاج إليه فالتمس نسخة به، فلم يجدها بعارية ولا ثمن؛ وكان الذي ابتاعه قد خرج به إلى بلده فشخص إليه، وسأله الإقالة وارتجاع المن منه، فأبى عليه. فسأله إعارته لنسخ الكلمة منه، فلم يجبه، فانكفأ قافلاً وآلى على نفسه أن لا يبيع كتاباً أبداً.
وباع آخر كتاباً ظن أنه لا يحتاج إليه ثم أنه احتاج إلى كلمة منه، فقصد صاحبه، وسأله أن يكتبه تلك الكلمة، فقال: والله ما تكتبها إلا بثمن الكتاب كله، فرد عليه ثمن الكتاب وكتب تلك الكلمة.
وقيل لآخر: ألا تبيع من كتبك التي لا تحتاج إليها؛ فقال إن لم أحتج إليها اليوم احتجت إليها بعد اليوم.
واشترى رجل كتاباً، فقيل له اشتريت ما ليس من علمك، فقال: اشتريت ما ليس من علمي ليصير من علمي.
وقيل لآخر ألا تشتري كتباً تكون عندك، فقال: ما يمنعني من ذلك إلا أنني لا أعلم، فقيل: إنما يشتريها من لا يعلم حتى يعلم.
وكان آخر يشتري كل كتاب يراه، فقيل له: إنك لتشتري ما لا تحتاج إليه، فقال: ربما احتجت إلى ما لا أحتاج.
ومما يعزى إلى السري بن أحمد الكندي "من الكامل"
لا تُخدعن عن العلـوم فـإنـهـا ◘ سرج يزيد على الزمان ضياؤها
تنسى القرون فلا يشيد بذكرهـا ◘ أحد ويُذكر دائباً عـلـمـاؤهـا
فاحرص على جمع العلوم فإنهـا ◘ ريُ القلوب من الصدى وشفاؤها
كان بعض القضاة يشتري الكتب بالدين والقرض، فقيل له في ذلك، فقال أفلا أشتري شيئاً بلغ بي هذا المبلغ. قيل: فإنك تكثر؛ فقال: على قدر الصناعة تكون الآلة.
واحتاج بعض النجارين إلى بيع فأسه ومنشاره فباعهما، وحزن عليهما، وندم على بيعهما، إلى أن رأى جاراً له من أهل العلم في سوق الوراقين، وهو يبيع كتبه، فقال: إذا باع العالم آلته، فالصانع أعذر منه؛ وسلا بذلك.
حدثت عن أبي الحسين أحمد بن عبيد الله الكلوزاني، قال: حدثني محمد بن سليمان الجوهري قال: كنا نصحب الجاحظ على سائر أحواله من جد وهزل، قال فخرجنا يوماً لنزهة، فبينا نحن على باب جامع البصرة، ننتظر شيئاً أردناه، إذ عارضتنا امرأة، معها أوراق مقطعة؛ فعرضت ذلك علينا، فلم نجد فيها طائلاً، فتركناها وانصرفنا، وتخلف معها الجاحظ، ونحن ننتظره، فأطال ثم رأيناه قد وزن لها شيئاً، وأخذ الأوراق؛ وقال: انتظروني، ومضى بها إلى منزله؛ فلما عاد أخذنا نهزأ به، ونقول: فزت بقطعة من العلم وافرة، وضحكنا، فقال: أنتم حمقى، والله إن فيها ما لا يوجد إلا فيها، ولكنكم جهال لا تعرفون النفيس من الخسيس.
تقيد العلم ، للخطيب البغدادي

الخميس، 28 مارس 2013

الداعية عدنان إبراهيم من الدعاة إلى النار ! رجل سيء ولا خير فيه - لفضيلة الشيخ / محمد بن هادي المدخلي .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد :
فهذا رد شيخنا الفاضل , الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- على الداعية الدعي الرافضي النكرة موسوعة الشر / عدنان إبراهيم , حيث فند أقاوليه الباطلة وشبهه الكاسدة , وذلك ضمن آخر درس له من فعاليات الدورة العلمية المقامة بجامع الأميرة صيتة بجازان , فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأراحنا والمسلمين من شر هذا الفاجر , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


المادة الصوتية في المرفقات
( ولا ننس أن نشكر إخواننا الأفاضل الذين قاموا على تنظيم هذه الدورة المباركة والذين سهلوا أمر طلبة العلم القادمين من خارج منطقة جازان فجزاهم الله خيراً وأثابهم الله , فكما ورد في الحديث (لايشكر الله من لايشكر الناس ) , فنشكرهم على صنيعهم الطيب فما عرفنا منهم إلا الطِيبة في التعامل مع الزوار والضيوف وكذلك نشكر لهم كرمهم وحسن ضيافتهم , فجزاهم الله خيرا وبارك لهم في أهلهم ومالهم , والحمدلله رب العالمين ) .

rad_al-shaiykh_mohammed_al-madkhaley_ala_Adnan_ebrahiem.mp37.74ميجا بايت

شبكة سحاب السلفية

التفريغ
سؤال عن شخص اسمه ( عدنان إبراهيم) يظهر في بعض القنوات الفضائية، ويسبّ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ؛ يقول : أنّ معاوية ـ رضي الله عنه ـ غيّر شرع الله ـ جل وعلا ـ!وأنه إمام ورأس البغاة!ـ رضي الله عنه ـ ؛ ويصف أم المؤمنين ( عائشة) أيضا بالجهل! وغير ذلك من الأشياء التي عند هذا الرجل!.
على كل حال أنا لا أعرف هذا الرجل من قبل، واستمعتُ إلى بعض أقواله، سألتُ بعض إخواننا أن يُسمعوني بعض أقواله! فسمعتُ بعض أقواله وعقلْتُها ، والعجيب أن هذا يجعلُ نفسه داعيةً إسلاميًا!؛
والداعية إما أن يكون داعية إلى الخير كما قال ـ جل وعلا ـ :

﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ‌ وَيَأْمُرُ‌ونَ بِالْمَعْرُ‌وفِ
وإمّا أن يكون داعية إلى الشرّ!

﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ‌ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُ‌ونَ
فهذا من الدعاة إلى النار! عياذًا بالله من ذلك!

هذا الرجل سيّءٌ ـ الذي يطعن في أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا خير فيه .

معاوية ـ رضي الله عنه ـ أمير المؤمنين، وخال المؤمنين، وصهر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكاتب الوحي بين يدَيْ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ أحد كتبة الوحي؛ فإذا كان معاوية ـ رضي الله عنه ـ الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ داعيًا له :
" اللهم اجعله هاديًا مهديًّا ". هذا يقول فيه ما يقول ! فمن ذا الذي سيَسْلَم؟!
ويصفُ أمّ المؤمنين عائشة بالجهلِ!ـ رضي الله عنها ـ أفقهُ نساء الإسلام على الإطلاق؛ دَرَسَتْ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم، تفقّهَتْ على يديْهِ ـ الفقيهة ـ رضي الله تعالى عنها ـ
يرجع إليها كبار أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيسألونها؛ يصفها بالجهل !! ما شاء الله!
إذا كانت عائشة جاهلة!هوَ ما عسى أن يكون هو هذا النّكرة في هذا الزمن؟!
قبّح الله من تكلم في أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
الواجب على المؤمن أن يكون عفّ اللسان مع عموم المسلمين ـ كما سمعنا ـ فضلا عن أصحاب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ :
" لا تسبّوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه "، أنا وأنت نتصدّق بمثل جبل أُحُد ذهبًا! ـ ذهب! ـ لا يبلغ مُدّ أحدهم ـ ملء كفّيْه ـ أو نصفه من البُرّ أو الشعير!!
قوم اختارهم الله لصحبة نبيّه، كانوا على الهدى المستقيم وهم ـ رضي الله تعالى عنهم ـ أعمق الناس علما، وأقلّهم تكلّفا، وأبرّهم قلوبا، وهذا جزاؤهم منّا؟!
الله ـ سبحانه وتعالى ـ يقول :
﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِ‌ينَ وَالْأَنصَارِ‌ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَ‌ضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ‌ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ الآية.
ويقول :
﴿لِلْفُقَرَ‌اءِ الْمُهَاجِرِ‌ينَ الَّذِينَ أُخْرِ‌جُوا مِن دِيَارِ‌هِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِ‌ضْوَانًا وَيَنصُرُ‌ونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
هذا في من ؟ في المهاجرين.

﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ‌ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ‌ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِ‌هِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُ‌ونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
هذا في من ؟ في الأنصار .

﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا اغْفِرْ‌ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَ‌بَّنَا إِنَّكَ رَ‌ءُوفٌ رَّ‌حِيمٌ
هذا في من ؟ فيَّ وفيكم ومن جاء بعد أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فمن وقع فيهم فليس هو بداخل في هؤلاء
وتبًّا لمن يطعن في أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هذا رجل سوء! يجب أن يُحذَر، وإذا مررتَ وهو يتكلّم صُمّ أُذنيك عنه، لا تستمع له، وإذا رأيت من يستمع له فحذّرهُ منه، لا خير فيه! ولا بركة فيه! هذا رجل سوء!
والوصف !
يقول ظهر بعض الدعاة يصفه بأنه رجل موسوعي!
صدق! موسوعي في السوء! والشرّ!؛ في السوء والشرّ موسوعي!
أما في الخير، فلا .
الذي يسب أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا خير فيه.
ولماذا نؤكّد ـ معشر الإخوة والأبناء والأحبّة ـ على هذا ؟
نقلةُ الدين إلينا هم أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هم الواسطة بيننا وبين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فإذا طُعن في شهودنا ـ نقلة الدين إلينا ـ من يبقى لنا ؟!
وكيف يثبُت ديننا؟!
قال أبو حاتم الرازي ، وأبو زُرعة الرازي ـ رحمهما الله تعالى ـ حينما سُئل عمّن يقع في أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال أبو زرعة: "
إنما نقل إلينا الدين هم الصحابة، وإنما أراد هؤلاء الطعن فيهم وهم شهودنا؛ والطعن بمن طعن فيهم أَوْلَى، وهو زنديق"، هذا قول أبي زرعة ـ رضي الله عنه ـ
إذا سقط الشاهد، سقطت الدعوة، صح وإلّا لا؟
صح وإلّا لا؟
جيت بشاهد عند القاضي يشهد لك، وطعن فيه الخصم، وقال هذا ليس بعدل! تثبُت دعواك وإلا ما تثبُت؟ما تثبُت، تسقط
فاللذين نقلوا إلينا الدين من هم ؟
الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ نقلوا إلينا الدين مُكمّلا، هيّأهم الله لذلك، نقلوا إلينا القرآن والسنّة؛ فإذا كانوا ليسو عدولا! إيش يصيرون؟ يصيرون فُسّاق!، وإذا كانوا فُسّاقا يسقط نقلهم!
فهذا إسقاط للدين! نعوذ بالله من ذلك
الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ يقول ـ ما نقله حرب الكرماني ـ : "
من طعن في واحد من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو سبّهُ أو عرّض بسبّه فهو رافضيّ خبيث مبتدع يجب على الحاكم أن يُغلّظ عقوبته، ويُخلّده الحبس حتى يتوب أو يموت"، إما يتوب وإلا يموت في الحبس، هذا كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ فالذي يقول في أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل هذا القول ـ هذا لا خير فيه؛ لأنه إذا لم يسلَم منه صفوة الخلق ـ بعد النبي صلى الله عليه وسلم ـ لن يسلم منه أحد بحال من الأحوال.
نسأل الله العافية والسلامة
وهذا داعية سوء، ومن دعاة السوء الذين الذين يجب التحذير منهم.

تفريغ/ شبـ ليبيا السلفية ـكة

الاثنين، 25 مارس 2013

الجارة الصالحة لوالدة الشيخ بن باز: لا تحزني، ولكن ادعي الله له بعد كفِّ بصره أن يعوِّضه البصيرة

حدثنا الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن باز، قال: حدثني الشيخ المعمَّر سعد بن عبد المحسن بن باز، قال: كان لوالدة الشيخ عبد العزيز جارة صالحة، ولما أُصيبت عيناه شَقَّ ذلك على والدته، فقالت هذه الجارة الصالحة: لا تحزني، ولكن ادعي الله له بعد كفِّ بصره أن يعوِّضه البصيرة، فدعت له، وأخذت تلحُّ في الدعاء له.
وأخبرني بتفصيل أكثر الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم، قال: حدثنا الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن جابر رحمه الله، أن جارة بيت سماحة الشيخ بحي دُخنة -واسمها نورة بنت عبد العزيز آل مبدّل وهي زوج الأمير عبد العزيز بن تركي آل سعود- دخلت على أم الشيخ وهي تبكي على ابنها، وهو جالس إلى جوارها، فسألتها: لماذا تبكين؟ فأجابتها أن عبد العزيز فقد بصره، فمَن يقوم بشؤونه؟ فقالت لها: البكاء ما يرد شيئاً، ولكن استعيني بالله وتوضئي وصلي، واسألي الله كما أخذ بصره أن يعطيه علماً ينفعه وينفع المسلمين.
قلت: لعل دعاء هذه الوالدة الصالحة المشفقة استُجيب في هذا الغلام اليتيم الضعيف، فصار عالم الأمة ومجدد العصر، فلا يعجزن أحد عن الدعاء.

بركة الطاعات وشؤم المعاصي !

بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن بعض الطاعات من بركتها يترتب عليها طاعات أخر، وكذلك من شؤم المعاصي أن بعضها قد يترتب عليه مفاسد غير مفسدة المعصية بخصوصها.
مثال الأول: الصدقة أو الهدية على القريب، أو من بينك
وبينه شحناء، تكون صدقة وصلة، وقالعة للشحناء، وكذلك
الطاعة التي تسبب فيها لمشاركة غيرك فيها أو للاقتداء أو لغير ذلك من المصالح.
ومثال الثاني: الزنا من أفظع المحرمات، وكونه بحليلة الجار أو بذي الرحم أو بمن تعظم حرمته يكون أشنع وأشنع، والقتل من أكبر الكبائر، وقتل الولد خشية أن يطعم معك فيه مفسدة الإساءة إلى من جبلت النفوس على محبته والدفع عنه بكل ممكن، وفيه سوء الظن برب العالمين.
ومن تأمل كثيراً من الطاعات والمعاصي رآها مشتملة على ما ذكرنا، فيتأكد فعل الطاعة المذكورة والحذر والتحذير من المعاصي التي فيها شرٌّ متكرر. والله أعلم.
مجموع الفوائد واقتناص الأوابد
الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله

الأحد، 24 مارس 2013

فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله .. فهو جاهل أحمق !

بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" :
فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواتي هن خير خلق الله في كل فضيلة وهن أفضل نساء العالمين في كل صفة فهو جاهل أحمق ، وكذلك صداق أمهات المؤمنين ، وهذا مع القدرة واليسار ، فأما الفقير ونحوه فلا ينبغي له أن يصدق المرأة إلا ما يقدر على وفائه من غير مشقة .

الجمعة، 22 مارس 2013

ما نصيحتكم للذين يغلبون جانب الردود قبل معرفة أبجديات العلم؟يجيب الشيخ الفقيه محمد بازمول حفظه الله

سئل الدكتور الفقيه الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى
ما نصيحتكم لطلاب العلم الذين يغلبون جانب الردود قبل التأصيل العلمي ومعرفة أبجديات العلم؟
فأجاب وفقه الله :
طالب العلم عليه أن يعلم أن كتب الردود من مناهج السلف في التصنيف والعلماء لهم في الردود ثلاثة طرق
 

الطريقة الأولى في الردود : أن يصنفوا كتابا في الرد على الشخص كتصنيف الرد على بشر المريسي يردوا على شخص .

الطريقة الثانية أن يصنفوا كتابا في الرد على  مسألة يجمعوا كل ما يتعلق بها كتصنيف الإمام البخاري خلق أفعال العباد  ومصنفه رفع اليدين وتصنيف الإمام مسلم والإمام أحمد بن حنبل كتاب الأشربة  في الرد على الذين يتوسعون في باب النبيذ وغيره .

الطريقة الثالثة : أن يرد على المخالفين في  أثناء التصنيف الذي يبين المنهج العام وهذه الطريق سلكها الإمام البخاري  والإمام الترمذي والإمام أبو داود وغيره في كتاب البخاري الجامع الصحيح وهو  ماشي في كتاب الإيمان جاب تبويب الرد على المرجئة تبويب الرد على الخوارج  في كتاب العلم جاب تبويب الرد على كذا في كتاب ...يرد ، في أبواب الفقه يرد  على بعض الناس وماشي في المنهج العام .

إذا كتب الردود بهذه الأنواع الثلاثة كلها تفيد الشخص لكن  القضية اللي نبه عليها السؤال إنه شخص يهتم فقط بالردود دون الاهتمام  بأبواب العلم والتعلم يعني ما يبي يتعلم أحكام العبادات اللي يحتاجها ، لا  حاطط كل همه في الردود وكتب الردود وما يتعلم كيف يتوضأ كيف يصلي كيف يصوم  جاهل بهذه الأشياء فنقول إذا بلغ ولع الشخص إلى مثل هذا الحد فإن هذا أمر  مذموم لكن يا أخي أنا ذكرت لك طرق الردود الثلاثة ، ما المانع أن  تدرس كتاب البخاري أو أن تدرس كتاب أبي داود أو أن تدرس يعني السنن أو  غيرها من الكتب وفي أثنائها تكون هذه الردود فتتعلم من هذا الكتاب ما  تحتاجه في أمر دينك ومعاملتك مع الله سبحانه وتعالى وعبادته وتتعلم أيضا  الردود طيب ما قدرت على هذا ما المانع من أن تلزم درسا علميا تتعلم فيه ما  تحتاجه في أمر دينك بجانب اهتمامك بالردود وأنا أعرف بعض الناس ماله ولع إلا بالردود وفي الأخير ــ ما نزكيه سلفي ومنهجه صحيح ــ لكن يعتبر من العوام هذه مشكلة والله هذه مشكلة فلابد أن تهتم يا طالب العلم بالعلم الذي تتعلم فيه ما تقيم به عبادتك مع الله عز وجل وهذا ليس انتقاصا للردود لكتب الردود  فو الله أنا أتحدث عن نفسي والله ما تميزت عندي بعض المسائل العلمية إلا  من خلال كتب الردود ليش ؟ لأنه كتاب الرد يأتيك بالمسألة والقول الأول  والقول الثاني وأدلة هذا وأدلة هذا ورد هذا ورد هذا والصواب فتتميز عندي  المسألة فأفهمها والقرآن كتاب مليء بالردود ، القرآن الكريم من أسمائه  الفرقان الذي يفرق بين الحق وبين الباطل يعني ردود وبيان الباطل لكن مع  بيان الأحكام التشريعية .
إذا الطريقة الصحيحة أن تجمع بين المنهجين تطلب العلم  الشرعي الذي يجب عليك أن تتعلمه وما فيه مانع أن تهتم بأمر الردود أما بهذه  الطريقة التي تمشي فيها ما تعرف إلا الردود فهذا أمر يخلق منك في النهاية  عامي من حيث لا تشعر تظن في نفسك أنك عندك علم وفي الحقيقة ما عندك علم لا تعرف تتوضأ ولا تعرف اتصلي  لكن لا تفهم من كلامي إني أنا أبخس قدر الردود لا الردود مهمة إنما تعلم  هذا مع هذا وبالذات المسائل التي وقع فيها رد من العلماء المشهود لهم  بالعلم والسنة في مسائل دائرة تخشى على نفسك الفتنة فيها والله أعلم  

المصدر :محاضرة بعنوان آداب طالب العلم
الرابط الصوتي للفتوى
http://www.4shared.c...__________.html

معنى حديث: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا..)

معنى حديث: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا..) 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فهنا معَنا حديث يتعلق بمسألة من مسائل الإيمان الذي أشكل فهمه على البعض وهو حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ). أخرجه البخاري (34، 2327)، ومسلم (58). نبدأ بالتمهيد؛ بتعريف النفاق لغة وشرعاً، وعلاماته، وأنواعه، ثم نشرع في معنى الحديث. تعريف النفاق معنى النفاق لغةً واصطلاحاً: النفاق في اللغة : النفاق فعل المنافق يقال: نافق ينافق منافقة ونفاقًا ، أما أصله فقد اختلف فيه علماء اللغة على قولين : الأول: قيل إن ذلك نسبةً إلى النفق وهو السرب في الأرض، لأن المنافق يستر كفره ويغيبه، فتشبه بالذي يدخل النفق يستتر فيه. الثاني: وقيل سمي به من نافقاء اليربوع، فإن اليربوع له جحر يقال له: النافقاء، وآخر يقال له: القاصعاء، فإذا طلب من القاصعاء قصع فخرج من النافقاء، كذا المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه، وقيل: نسبة إلى نافقاء اليربوع أيضاً، لكن من وجه آخر وهو إظهاره غير ما يضمر، وذلك: أنه يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج، فإذا رابه ريب دفع ذلك برأسه، فخرج، فظاهر جحره تراب كالأرض، وباطنه حفر، فكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كف. "لسان العرب" (10/358)، "تاج الروس" (13/463)، "مقاييس اللغة" (5/454)، "شرح السنة للبغوي" (1/71ـ72) ، مفردات القرآن" (ص: 819). ولعل النسبة إلى نافقاء اليربوع أرجح من النسبة إلى النفق "لأن النفق ليس فيه إظهار شيء، وإبطال شيء آخر، كما هو الحال في النفاق، وكونه مأخوذاً من النافقاء باعتبار أن المنافق يظهر خلاف ما يبطن، أقرب من كونه مأخوذاً منه باعتبار أنه يخرج من غير الوجه الذي دخل فيه، لأن الذي يتحقق فيه الشك الكامل بين النافقاء والنفاق هو إظهار شيء وإخفاء شيء آخر، إضافة إلى أن المنافق لم يدخل في الإسلام دخولاً حقيقياً حتى يخرج منه". "المنافقون في القرآن" (ص: 13).
النفاق في الاصطلاح: هو ستر الكفر وإظهار الإسلام . وقد يسمى المنافق زنديقًا كما يفعله بعض الفقهاء وقد يسمى النفاق الاعتقادي وهو النفاق الأكبر. "مجلة البحوث الإسلامية" (83/172). النفاق في الاصطلاح الشرعي هو: "القول باللسان أو الفعل بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد". "عارضة الأحوذي" (10/97). أو هو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وإن كان أصله في اللغة معروفاً" ـ كما سبق ـ. "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (5/98)، وكتاب "الإيمان" لابن تيمية (ص: 284). والمنافق لابد وأن تختلف سريرته وعلانيته وظاهره وباطنه، ولهذا يصفهم الله في كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق، قال تعالى: وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:10]، وقال: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1]، وأمثال هذا كثير. إذنْ أخص وأهم ما يميز المنافقين؛ الاختلاف بين الظاهر والباطن، وبين الدعوى والحقيقة، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:8]. قال الإمام الطبري رحمه الله: أجمع جميع أهل التأويل على أن هذه الآية نزلت في قوم من أهل النفاق، وأن هذه الصفة صفتهم. "تفسير الطبري" (1/268). وقد يطلق بعض الفقهاء لفظ الزنديق على المنافق، قال شيخ الإسلام - رحمه الله-: "ولما كثرت الأعاجم في المسلمين تكلموا بلفظ (الزنديق) وشاعت في لسان الفقهاء وتكلم الناس في الزنديق: هل تقبل توبته؟ ...والمقصود هنا: أن (الزنديق) في عرف هؤلاء الفقهاء، هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره، سواء أبطن ديناً من الأديان: كدين اليهود والنصارى أو غيرهم، أو كان معطلاً جاحداً للصانع، والمعاد، والأعمال الصالحة...". "مجموع الفتاوى" (7/471). وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في بيان مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم: الطبقة الخامسة عشر: طبقة الزنادقة، وهم قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسل، وأبطنوا الكفر ومعاداة الله ورسله، وهؤلاء المنافقون، وهم في الدرك الأسفل من النار. "طريق الهجرتين" لابن القيم (ص: 662) تحقيق عمر ابو عمر ط. دار ابن القيم. علامات النفاق عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ). أخرجه البخاري (33)، ومسلم (220). قال الله سبحانه وتعالى (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) أي : شك ونفاق. وقال الله عز وجل في منافق الكفار (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ) وقال الله سبحانه وتعالى (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) وقال الله سبحانه وتعالى (مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ) أي : مترددين ، لا إلى المسلمين، ولا إلى الكفارين ، والمذبذبُ : المضطربُ الذي لا يبقى على حالة مستقلة. "شرح السنة للبغوي" (1/71). أنواع النفاق ينقسم النفاق إلى نوعين : أحدهما : النفاق الأكبر ، وهو النفاق الاعتقادي ، أي في أصل الدين ، وهو مخرج من الإسلام ، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار ، وعامة الآيات القرآنية يقصد بها هذا المعنى. والثاني : النفاق الأصغر ، وهو النفاق العملي وهو من أكبر الذنوب ، وهو دون الكفر ، لكنه اختلاف بين السريرة والعلانية، فمن أظهر أنه صادق أو موفٍ أو أمين ، وأبطن الكذب والغدر والخيانة ونحو ذلك فهذا هو النفاق الأصغر الذي يكون صاحبه فاسقًا ، لا أن يبطن في قلبه كفرًا وشكًا وتكذيبًا يخفيه عن الناس ، ويظهر إسلامًا لا حقيقة له . وهذا النوع من النفاق جاءت به السنة . والأصل فيه ما ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وغيرهما من الصحابة - رضي الله عنهم - في ذكر آية المنافق ، فحديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قد تقدم. وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ). أخرجه البخاري (34، 2327)، ومسلم (58). فهذه كلها أعمال إذا كان فاعلها مؤمنًا بالله وحده ، قد سلم اعتقاده مما يخرجه من الدين ، فنفاقه نفاق أصغر ، وهذه الخصال قد توجد في المسلم الصادق الذي ليس فيه شك . قال النووي - رحمه الله - عند شرح هذا الحديث : " هَذَا الْحَدِيث مِمَّا عَدَّهُ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مُشْكِلًا مِنْ حَيْثُ إِنَّ هَذِهِ الْخِصَال تُوجَد فِي الْمُسْلِم الْمُصَدِّق الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ . وَقَدْ أَجْمَع الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مُصَدِّقًا بِقَلْبِهِ وَلِسَانه وَفَعَلَ هَذِهِ الْخِصَال لَا يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِكُفْرٍ ، وَلَا هُوَ مُنَافِق يُخَلَّد فِي النَّار. وَهَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّه تَعَالَى إِشْكَال، وَلَكِنْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي مَعْنَاهُ . فَاَلَّذِي قَالَهُ الْمُحَقِّقُونَ وَالْأَكْثَرُونَ وَهُوَ الصَّحِيح الْمُخْتَار: أَنَّ مَعْنَاهُ؛ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَال خِصَال نِفَاق ، وَصَاحِبهَا شَبِيه بِالْمُنَافِقِ فِي هَذِهِ الْخِصَال ، وَمُتَخَلِّق بِأَخْلَاقِهِمْ . فَإِنَّ النِّفَاق هُوَ إِظْهَار مَا يُبْطِن خِلَافه ، وَهَذَا الْمَعْنَى مَوْجُود فِي صَاحِب هَذِهِ الْخِصَال ، وَيَكُون نِفَاقه فِي حَقّ مَنْ حَدَّثَهُ ، وَوَعَدَهُ ، وَائْتَمَنَهُ ، وَخَاصَمَهُ ، وَعَاهَدَهُ مِنْ النَّاس ، لَا أَنَّهُ مُنَافِق فِي الْإِسْلَام فَيُظْهِرُهُ وَهُوَ يُبْطِنُ الْكُفْر . وَلَمْ يُرِدْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا أَنَّهُ مُنَافِق نِفَاق الْكُفَّار الْمُخَلَّدِينَ فِي الدَّرْك الْأَسْفَل مِنْ النَّار، فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي مَعْنَى الْحَدِيث ". "شرح مسلم" (2/46ـ47). قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي:"هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ نِفَاقُ الْعَمَلِ وَإِنَّمَا كَانَ نِفَاقُ التَّكْذِيبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا رُوِىَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِىِّ شَيْئًا مِنْ هَذَا أَنَّهُ قَالَ النِّفَاقُ نِفَاقَانِ نِفَاقُ الْعَمَلِ وَنِفَاقُ التَّكْذِيبِ". "جامع الترمذي" (5/19) تحت حديث:(2632). قال النووي: " وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ) مَعْنَاهُ شَدِيد الشَّبَه بِالْمُنَافِقِينَ بِسَبَبِ هَذِهِ الْخِصَال . قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : وَهَذَا فِيمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَال غَالِبَة عَلَيْهِ . فَأَمَّا مَنْ يَنْدُر فَلَيْسَ دَاخِلًا فِيهِ . فَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار فِي مَعْنَى الْحَدِيث . وَقَدْ نَقَلَ الْإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَعْنَاهُ عَنْ الْعُلَمَاء مُطْلَقًا فَقَالَ : إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْد أَهْل الْعِلْم نِفَاقُ الْعَمَل . وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء : الْمُرَاد بِهِ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثُوا بِإِيمَانِهِمْ ، وَكَذَبُوا ، وَاُؤْتُمِنُوا عَلَى دِينهمْ فَخَانُوا ، وَوَعَدُوا فِي أَمْر الدِّين وَنَصْره فَأَخْلَفُوا ، وَفَجَرُوا فِي خُصُومَاتهمْ . وَهَذَا قَوْل سَعِيد بْن جُبَيْر ، وَعَطَاء بْن أَبِي رَبَاح . وَرَجَعَ إِلَيْهِ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّه بَعْد أَنْ كَانَ عَلَى خِلَافه . وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، وَرَوَيَاهُ أَيْضًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : وَإِلَيْهِ مَال كَثِير مِنْ أَئِمَّتنَا . وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّه قَوْلًا آخَر أَنَّ مَعْنَاهُ التَّحْذِير لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْتَاد هَذِهِ الْخِصَال الَّتِي يُخَاف عَلَيْهِ أَنْ تُفْضِي بِهِ إِلَى حَقِيقَة النِّفَاق" . "شرح مسلم" (2/47). كتبتُ هذا لأني سمعت من يجعل هذا الحديث وحديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ من النفاق الأكبر المخرج من الملّة، فعلى علمه وتفسيره وشرحه الحديث؛ قد أخرج أعداداً هائلة من المسلمين ـ الصادقين الذين ليس فيهم شك ـ من الإسلام بسبب جهله وتعجله، فمن ذا الذي يسلم من تلك الخصال ناهيك عن أحدها ؟؟ قال النووي: " فَإِنَّ إِخْوَة يُوسُف صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعُوا هَذِهِ الْخِصَال . وَكَذَا وُجِدَ لِبَعْضِ السَّلَف وَالْعُلَمَاء بَعْض هَذَا أَوْ كُلّه". "شرح مسلم" (2/46). فاللهم فقهنا في الدين وجنبنا التعالم والتشبع بما لم نعط. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،، 
كتبه أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي الخميس 4/ 4 / 1434هـ.

الخميس، 21 مارس 2013

أين النار الآن ؟ أفي الأرض أم في السماء ؟

بسم الله الرحمن الرحيم أين النار الآن؟ أفي السماء أم في الأرض؟ نقول هي في الأرض، ولكن قال بعض أهل العلم: هي البحار ، وقال آخرون: بل هي في باطن الأرض، والذي يظهر أنها في الأرض ولكن ما ندري أين هي من الأرض!! نؤمن أنها في الأرض وليست في السماء، ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين. والدليل على أن النار في الأرض ما يلي : قال الله تعالى : (( كلآ إنّ كتاب الفُجّارِ لَفِي سِجِّين )) -المطففين :7 - وسجين هي الأرض السفلى. وكذلك أيضًا جاء في الحديث فيمن احتضر وقبض على الكافرين :" فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء، ويقول الله تعالى: اكتبوا كتاب عبدي في سجين، وأعيدوه إلى الأرض " (1)، ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابها يعذبون فيها، وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح لهم أبواب السماء. .
س: لكن بعض الطلبة استشكل وقال: كيف يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به وهي في الأرض؟ جـ : أعجَبُ لهذا الاستشكال - لا سيما وقد ورد من طالب علم- إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة ولا ندركها فكيف لا يرى النبي عليه الصلاة والسلام النار وهو في السماء!! فالحاصل : أنها في الأرض وقد روى أحاديث ، لكنها ضعيفة (2) وآثار السلف كابن عباس وابن مسعود وهو ظاهر القرآن : (( {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40 والذين كذبوا بالآيات واستكبروا عنها لا شك أنهم في النار. * *مقتبس من شرح باب صفة الصلاة للشيخ محمد العثيمين رحمه الله ، من كتاب زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ شرف الدين الحجاوي رحمه الله، دار الكتب العلمية ص: 158 ،

للمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح !

بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم رحمه الله : " بل للأسماء تأثير في المسميات ، وللمسميات تأثر عن أسمائها في الحسن والقبح ، والخفة والثقل ، واللطافة والكثافة ، كما قيل :
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
وكان صلى الله عليه وسلم يستحب الاسم الحسن ، ....وندب جماعةً إلى حلب شاة ، فقام رجل يحلبها ، فقال : ما اسمك ؟ قال : مرة ، فقال : اجلس ، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ قال : أظنه حرب ، فقال : اجلس ، فقام آخر فقال : ما اسمك ؟ فقال : يعيش ، فقال : احلبها .
وكان يكره الأمكنة المنكرة الأسماء ويكره العبور فيها ، كما مر في بعض غزواته بين جبلين ، فسأل عن اسميهما فقالوا : فاضح ومخز ، فعدل عنهما ، ولم يعبر بينهما ...
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين أسمائهم ، وأخبر أنهم يدعون يوم القيامة بها ،
ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، واسمها يثرب لا تعرف بغير هذا الاسم ، غيره بطيبة . "
باختصار من "زاد المعاد" (2/306)

الأربعاء، 20 مارس 2013

لِــكُلِّ غَـــادِرٍ لِـــوَاء


لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ

۝۝۝۝۝

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: ( يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ ).

وفي لفظ: ( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ لِغَدْرَتِهِ ).

وفي لفظ: ( لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ ).

وفي لفظ: ( إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ فَقِيلَ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ ).

وفي لفظ: ( أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ ).

۝۝۝۝۝

وإن من الغدر؛ قتل المستأمنين والمعاهَدين والسفراء والرُّسل إذا دخلوا بلاد المسلمين بعهد وذمة من ولي الأمر.

ففي الحديث عند البخاري وغيره، قال صلى الله عليه وسلم: ( ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلاَ عَدْلٌ ).

وقال صلى الله عليه وسلم: ( يُجِيرُ عَلَى أُمَّتِى أَدْنَاهُمْ ).
أحمد، والحاكم.وصححه الألباني.

وفي حديث أم هاني في الصحيحين قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، زَعَمَ ابْنُ أُمِّى أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أَجَرْتُهُ فُلاَنَ بْنَ هُبَيْرَةَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ).

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه المنع من قتل الرُّسل وإن كانوا كفاراً، كَانَا أَتَيَا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَتَشْهَدَانِ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ ). قَالاَ: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: ( لَوْ كُنْتُ قَاتِلاً رَسُولاً لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا ).
قَالَ ابن مسعود: فَجَرَتْ سُنَّةٌ أَنْ لاَ يُقْتَلَ الرَّسُولُ .

۝۝۝۝۝

والغدر حتى في حال الكفر مع رفقته الكافرة لا يُقبل، فقد جاء الحديث عند أبي داود: " كَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَمَّا الإِسْلاَمُ فَقَدْ قَبِلْنَا وَأَمَّا الْمَالُ فَإِنَّهُ مَالُ غَدْرٍ لاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ).
وصححه الألباني.

۝۝۝۝۝

بل وحتى في حال قتال الكفار الذين بيننا وبينهم عهد لا يُقبل الغدر ولا يجوز حتى تنتهي مدة العهد تماما.

فعَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ َانَ مُعَاوِيَةُ يَسِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَمَدٌ فَأَرَادَ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهُمْ فَإِذَا انْقَضَى الأَمَدُ غَزَاهُمْ، فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى دَابَّةٍ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَفَاءٌ لاَ غَدْرٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلاَ يَحُلَّنَّ عُقْدَةً وَلاَ يَشُدَّهَا حَتَّى يَنْقَضِىَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ). فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ. وَإِذَا الشَّيْخُ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ.
أخرجه أحمد، أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني ثَمَّ وفي "الصحيحة" وصحيح الجامع".

۝۝۝۝۝

فالغدر والخيانة وقتل الرُّسل والسفراء والمستأمنين والمعاهدين والذميين لا يجوز في شرعنا المطهر، ولا التخريب ولا التدمير.

۝۝۝۝۝

قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي:

" فعلى المسلمين أن يكونوا مضرب المثل في الصدق والأخلاق العالية والوفاء والأمانة والبعد عما يناقض هذه الصفات من الغدر والخيانة والكذب، والهواية في سفك الدماء التي لا تنفع الإسلام، بل تضره.

وقد يفرح بها العدو لتشويه صورة الإسلام وأهله، ويستغله إعلامياً ضد الإسلام، فيعطون للإسلام صورة أسود من صورة الأديان الفاسدة. وهذا ما يثمره تصرفات هؤلاء على الإسلام والمسلمين".
من كتاب "الفتاوى المهمة في تبصير الأمة".

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

۝۝۝۝۝

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الجمعة 27/ 10/ 1433هـ

حكم ختم قراءة القرآن بقول صدق الله العظيم

يقول السائل سمعت من بعض الإخوة أن كلمة صدق الله العظيم بعد التلاوة بدعة هل هذا صحيح؟ فأجاب رحمه الله تعالى: نعم ختم تلاوة القرآن بقول صدق الله العظيم بدعة وذلك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يختمون قراءتهم بقول صدق الله العظيم وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وعلى هذا فينبغي للقارئ إذا انتهى من قراءته أن ينهيها بآخر آية يتلوها بدون أن يضيف إليها شيئاً.
المصدر : نور على الدرب لللشيخ ابن عثيمين رقم الشريط(213/الوجه الثاني) (دقيقة (16-17 برنامج أهل الحديث والأثر)
تقول السائلة عند الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة والسورة التي تليها هل يجوز قول صدق الله العظيم؟ الجواب: فأجاب رحمه الله تعالى: قول صدق الله العظيم بعد انتهاء التلاوة في الصلاة أو في غيرها بدعة وذلك لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا إذا انتهوا من القراءة قالوا صدق الله ومن المعلوم أن قول القائل صدق الله عبادة لأنه ثناء على الله بالصدق وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أن نشرع من العبادات ما لم يشرعه الله ورسوله فإن فعلنا ذلك كان بدعة وكل بدعة ضلالة وعلى هذا فالقارئ إذا انتهى من قراءته يسكت ولا يقول صدق الله العظيم ولا غيرها لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وقد قرأ ابن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من سورة النساء حتى إذا بلغ قول الله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) قال النبي صلى الله عليه وسلم (حسبك) قال فالتفت فإذا عيناه تذرفان صلوات الله وسلامه عليه ولم يقل ابن مسعود صدق الله ولا أمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وكذلك قرأ عنده زيد بن ثابت سورة النجم حتى ختمها ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم له قل صدق الله العظيم ولا قالها أيضاً فدل هذا على أنه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هدي أصحابه أن يقولوا عند انتهاء القراءة صدق الله العظيم لا في الصلاة ولا خارج الصلاة.) المصدر : نور على الدرب لللشيخ ابن عثيمين رقم الشريط(237/الوجه الأول) (دقيقة ( 6-8 برنامج أهل الحديث والأثر)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:( أو خَتم كلام الله تعالى بصدق الله العظيم هو من الأمور المحدثة التي لم تكن معروفةً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد السلف الصالح نعم إذا وقع أمرٌ مصدقٌ لما أخبر الله به ورسوله فحينئذٍ تقول صدق الله مثل أن ترى تعلقك بأولادك أو يصيبك شيء منهم من الفتنة عن دين الله يلهونك عنه ويصدونك تقول صدق الله العظيم إنما أموالكم أولادكم فتنة أو ما أشبه ذلك مما ينزل مصداقاً لكلام الله فتقول صدق الله وكذلك ما يكون أو ما يقع مصداقاً لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم فتقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان كذا وكذا وأما أن تقول صدق رسول الله أو صدق الله كلما ختمت كلام الله أو كلام رسوله فهذا ليس من السنة بل هو من الأمور المحدثة.) نور على الدرب رقم الشريط (50 الوجه الثاني) (برنامج أهل الحديث والأثر)

حفظ البصر أثره على القلب مهم جدا!!!!!!!!

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد
لقد أمرنا الله بحفظ البصر كما سياتي, والكلام عن حفظ البصر من الأمور العظيمة لتعلق سلامة القلب و طهرته بحفظ البصر قال الامام القرطبي : (البصر هو الباب الأكبر إلى القلب ، وأعمر طرق الحواس إليه ، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته. ووجب التحذير منه ، وغضه واجب عن جميع المحرمات ، وكل ما يخشى الفتنة من أجله)تفسير القرطبي (15/ 203 تفسير سورة النور آية : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}فعلى المسلم أن يعتني بحفظ البصر
أولا: تعريف حفظ البصر: هو أن يغض المؤمنون أبصارهم عما حرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه ، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرَّم من غير قصد، فليصرف بصره عنه سريعًا) تفسير ابن كثير بتصرف يسير(2/598)
ثانيا : الآيات الواردة في غض البصر
قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(سورة النور:30)
2-قال تَعَالَى : { إنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ والفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } [ الإسراء36 ]
3-قال تَعَالَى : { يَعْلَمُ خَائِنةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } [ غافر : 19 ]
ثالثا: الأحاديث الواردة في غض البصر:
1-قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( " اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم و أوفوا إذا
وعدتم و أدوا إذا ائتمنتم و احفظوا فروجكم و غضوا أبصاركم و كفوا أيديكم " .)رواه الامام أحمد وغيره وصححه الألباني للشواهده (السلسلة الصحيحة:3/1470)
2- عن أَبي سعيد الخُدري - رضي الله عنه - ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ في الطُّرُقَاتِ ! )) فقالوا : يَا رَسُول الله ، مَا لنا مِنْ مجالِسِنا بُدٌّ ، نتحدث فِيهَا . فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( فَإذَا أبَيْتُمْ إلاَّ المَجْلِسَ ، فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ )) . قالوا : وما حَقُّ الطَّريقِ يَا رسولَ الله ؟ قَالَ : (( غَضُّ البَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلامِ ، وَالأمْرُ بِالمَعْرُوفِ ، والنَّهيُ عن المُنْكَرِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
3- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ (يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ)رواة أبو داود والترمذي وحسنه الألباني للشواهده في صحيخ الترمذي

ثالثا : أقوال العلماء في غض البصر
1-قال عبد الله بن مسعود : (حفظ البصر أشد من حفظ اللسان) الورع لابن أبي الدنيا /62)
2- قال عبد الله بن مسعود : (الإثم حواز القلوب ، و ما من نظرة إلا و للشيطان فيها مطمع) أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 126 / 2 )قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / القسم الأول / رقم الحديث 2613صحيح موقوف
3- عن أنس بن مالك قال :( إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك) الورع لابن أبي الدنيا /66)
4- قال وكيع : (خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا) الورع لابن أبي الدنيا /66)
5- عن إسحاق بن سويد قال سمعت العلاء بن زياد يقول :( لا تتبع بصرك حسن ردف المرأة فإن النظر يجعل الشهوة في القلب ) الورع لابن أبي الدنيا /66)
6-قال بعض السلف :( "مَنْ حفظ بصره، أورثه الله نورًا في بصيرته". ويروى: "في قلبه".)تفسير ابن كثير(3/283)

وأخيرا أسأل الله أن يحفظ أبصارنا وفروجنا عن ما حرم

أستفدت ذلك من موسوعة نضرة النعيم

هل هناك مانع من خروج المرأة بدون محرم لتحضر مجلسا في العلم أو غيره ؟

هل هناك مانع من خروج المرأة بدون محرم لتحضر مجلسا في العلم أو غيره ؟

الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

إذا لم يكن هناك سفر وأذن لها زوجها .
وننصحه أن يأذن لها إذا أمن عليها الفتنة وأن تفتن غيرها ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " ويقول : " طلب العلم فريضة على كل مسلم "
وإن كان يغار عليها أو يخشى عليها من الفتنة أو أن تفتن الرجال فينبغي أن يأتي لها من النساء من يعلمها في بيتها وان يجعل لها وقتا يعلمها ما تعلم ، فإن المرأة الصالحة تعينك على تربية أولادك وتعينك أيضا على جميع أمورك بخلاف المرأة الفاسقة العاصية ، فإنها تدمرك وربما تتجسس عليك ، والله المستعان .
فينبغي أن نحرص جميعا ، كما أوصي إخواني ههنا ، أن يجتهدوا مع أهليهم ، ويجعلوا لهن وقتا ، فإن قلت : امرأتي لا تحب التعليم ولا تفهم أيضا ، بل ربما يكون حالها كحال بعض الأخوة مع امرأته يعلمها ثم قال لها : إنك بقرة !!! قالت : عليك لعنة إذا لم تقم من عندي وإذا علمتني مرة أخرى!! فماذا ، فإذا كانت مُعرضة تذهب بها إلى النساء الصالحات ، فأنت محتاج لها في الدعوة إلى الله ؛ تدخل إلى النساء وتعلمهن وأنت لا تستطيع أن تدخل إلى النساء ، فينبغي لنا أن نحرص على تعليم أهلينا . والله المستعان .

مجموعة من فتاوى الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله

الاثنين، 18 مارس 2013

فوائد إخفاء الدعاء !

بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد إخفاء الدعاء
لقد أمر اللّه سبحانه وتعالى بإخفاء الدّعاء في آية الأعراف: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً (الأعراف/ 55)، والدّعاء هنا وإن كان يشمل نوعي الدّعاء إلّا أنّه ظاهر في دعاء المسألة المتضمّن دعاء العبادة ولهذا أمر بإخفائه وإسراره وفي هذا الإخفاء فوائد عديدة منها:-
1- أنّه أعظم إيمانا لعلم صاحبه أنّ اللّه يسمع الدّعاء الخفيّ.
2- أنّه أعظم في الأدب والتّعظيم.
3- أنّه أبلغ في التّضرّع والخشوع.
4- أنّه أبلغ في الإخلاص.
5- أنّه أبلغ في جمعيّة القلب على الذّلّة في الدّعاء.
6- أنّه دليل علي قرب الدّاعي من مولاه القريب منه، وليس من مسألة البعيد للبعيد. وقد أشار النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى هذا المعنى بعينه عندما قال (في الحديث الصّحيح) عندما رفع الصّحابة أصواتهم بالتّكبير وهم معه في السّفر: «اربعوا على أنفسكم فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، إنّكم تدعون سميعا قريبا، أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» وكما قال تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (البقرة/ 186) وهذا القرب من الدّاعي إنّما هو قرب خاصّ، وليس قربا عامّا من كلّ أحد، فهو سبحانه قريب من داعيه، وقريب من عابديه، وأقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد.
7- أنّه (أي إخفاء الدّعاء) أدعى إلى دوام الطّلب والسّؤال.
8- أنّه أبعد للدّاعي من القواطع والمشوّشات.
9- أنّ فيه إخفاء للنّعمة (أي نعمة الإقبال والتّعبّد) عن أعين الحاسدين.
10- أنّ الدّعاء نوع من الذّكر متضمّن للطّلب منه، والثّناء عليه بأسمائه الحسنى وأوصافه العلى فهو ذكر وزيادة، وقد قال تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ (الأعراف/ 205) فأمر اللّه نبيّه في هذه الآية أن يذكره في نفسه، قال مجاهد وابن جريج: أمر أن يذكر في الصّدر بالتّضرّع والاستكانة دون رفع الصّوت أو الصّياح «1».
---------------
(1) باختصار وتصرف عن الفتاوى 17/ 15- 20، والتفسير القيم 246- 250.
موسوعة نضرة النعيم
بإشراف الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي

السبت، 16 مارس 2013

كلمة الشيخ الوصابي حول تعدد الزوجات

السلام عليكم ورحمة الله

السائل : نريد منكم كلمة ولو قصيرة حول تعدد الزوجات ونصيحة لمن لا تريد زوجها أن يُعدّد وإذا فعل تطلب منه الطلاق ؟

تعدد الزوجات مسئولية ماهو سهلة ، مسئولية وهو في حدّ ذاته مستحب ماهو واجب لا يكون واجبا إلا إذا خشي على نفسه من الوقوع في الحرام أما إذا أمِن على نفسه فهو مستحب ماهو واجب وهو تحمّل مسئولية لأن يحتاج إلى بيت مستقل شقة مستقلة تفاديا من الوقوع في المشاكل ، كل واحدة لها بيت مستقل هذا هو الأفضل والأكمل والأصلح تاخذ راحتها في بيتها وتلك تاخذ راحتها في بيتها وكل واحدة مع أطفالها أيضا الأطفال يأخذون راحتهم في بيوتهم أما أن يحشر إثنتين وثلاث وأربع في بيت واحد قَلَّ أن يسلموا من الفتن ومن المشاكل وكل واحدة لها نفقتها ،

لهذا قلتُ لكم هي مسئولية ماهي سهلة وما كل واحد ينجح إلا من وفقه الله ، وإذا أراد الشيء بالعباطة يُخشى عليه من الإثم إذا كان يستعمل العنف وقال لا أبدا بيت واحد والتي ما يُعجبها الباب مفتوح ، لا هذا غلط ، مسألة ما هي عنف بينك وبينها عِشرة بينكم أولاد ،

فإذا كان عندك قدرة الله وسّع عليك وأنت تحب أن تُوسِّع على غيرك جزاك الله خير تجعل لكل واحدة بيت لكل واحد أثاث وأنت إنسان صاحب كرم وصاحب خُلق ، صاحب خُلق يعني ما تكون مَهَمِّش أي واحدة تغضب عليه تقول لها الباب مفتوح هذا غلط ماهي معاملة حسنة ، لا بل تقول لها أنتِ قطعة مني وأنا قطعة منك هذه أو هذه كل واحدة ، بيني وبينك عشرة أفضل من الدنيا وما فيها بيني وبينك أولاد الواحد منهم افضل من الدنيا وما فيها اجعلها على رأسك، تقول لها الباب مفتوح كما يفعل بعض الناس ،

هذه لها كرامتها وهذه لها كرامتها هذا اللي يستاهل أن يُعدّد هذا اللي يستاهل ثنتين وثلاث وأربع كريم ، وصاحب حياء وخجل وصاحب احترام وتقدير ، ماهو أي حاجة طَلّق ولا أي حاجة (...) ولا أي حاجة يقول لها الباب مفتوح ، هذه إهانة ، الإسلام لما شرع التعدد في النكاح ما شرعه على أساس المشاكل والفتن ، لا بل العدل والإنصاف والرحمة ، تصبح كل واحد من الزوجات الأربع تجعلك على رأسها لحسن معاملتك للجميع لحسن معاملتك للجميع ولحسن معاملتك لأطفالك ، ماتُميز بين أطفال هذه وأطفال هذه وأطفال الثالثة وأطفال الرابعة كلهم أولادك كلهم أبناءك وبناتك تجعلهم على عينك وعلى رأسك وهكذا الزوجات كلهن زوجاتك ، كل واحدة لها حقوقها ،

الذي يحصل من النساء من الزعل والغضب لأنهن يسمعن الكلام أن فلان ظلم وفلان طلّق وفلان جار وفلان ما أنصف وفلان مالَ يأخذون في نفوسهن ، أما من كان أحسن التعدّد وأحسن المعاملة واتّقى الله في زوجاته وكل واحدة في خير وفي نعمة وفي بركة وفي إحترام وفي تقدير وكل واحدة تقوم بما يجب لها لأن العدل بين الزوجات يجب في أربعة أمور :

الأول : السكن كل واحدة معها سكن

والثاني : النفقة كل واحدة ينفق عليها النفقة المعروفة النفقة اليومية والليلية الفطور والغذاء والعشاء

والثالث: الكسوة وما يلحق الكسوة من الأحذية وما إلى ذلك ، كن قائم بالكسوة والنفقة والسُّكنة ،

والرابع : المبيت يعني يُقسّم يوم وليلة لهذه ويوم وليلة لهذه ،

يمشي على هذا متزوج بأربع زوجات كل واحدة لها يوم وليلة بالعدل والإنصاف ، ويكفيه أن يجعل في كل يوم زيارات للأربع أو للثلاث على حسب ما عنده أو للاثنتين يكون يوم لهذه لكن يزور الجميع في اليوم الثاني يكون للاخرى لكن له زيارة للجميع يتفقد الأحوال وينظر ما يحتاجون كيف حال الأطفال وهكذا كل واحدة في يومها يزور الجميع تجعل وقت للزيارة عند هذه وعند هذه وعند هذه ، وكما قلت لكم مايكون هو صاحب فتنة ما يفاتن هو بين الزوجات فإن بعض الأزواج الزوجات متفقات والمخطي الزوج هو الذي يبعسس ويأتي بالمشاكل والفتن وهو يفاتن بينهن هذا بعضهم ليس كلهم ،

فإذا أحسن التصرف ماشاء الله نقول له جزاك الله خير أحسن الله إليك بدل أن تكون النفقة قاصرة على واحدة جزاك الله خيرا وسّعت على المسلمات عندك أربع كل واحدة لها نفقتها وبيتها واحترامها وتقديرها وحاجاتها ،

والحج بالقرعة تحج بيهن كل واحدة بالقرعة سوي قرعة بين الأربع ومن طلعت بها القرعة كانت معك في الحج والعام الثاني تجعل القرعة بين الثلاث ومن طلعت بها القرعة تحج بها والعام الذي بعده ان شاء الله تجعل القرعة بين الإثنتين ومن طلعت بها القرعة أخذتها والذي بعده تاخذ (..) والعمرة مثلها والعمرة في رمضان مثل الحج تماما بالقرعة .


أسأل الله أن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه وإلى هنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وسلم .

المصدر : الإجابة على الأسئلة بعد صلاة العشاء الإثنين 29.4.1434

( هنا ) الدقيقة 23:15

منقووول

الجمعة، 15 مارس 2013

الفرق بين الشجاعة والجرأة {تنبه}

بسم الله الرحمن الرحيم :
ـ ذكر الأمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ كلام هام ومفيد وتنبيه دقيق لكل طالب علم:.
قال:
الفرق بين الشجاعة والجرأة:
أن الشجاعة من القلب:
وهي ثباته واستقراره عند المخاوف وهو خلق يتولد من الصبر وحسن الظن فإنه متى ظن الظفر وساعده الصبر ثبت كما أن الجبن يتولد من سوء الظن وعدم الصبر فلا يظن الظفر ولا يساعده الصبر...
وأما الجرأة:
فهي إقدام سببه قلة المبالاة وعدم النظر في العاقبة بل تقدم النفس في غير موضع الإقدام معرضة عن ملاحظة العارض فإما عليها وإما لها) .{/كتاب الروح ـ ص 237 ـ}.
ـ وتتممة للفائدة للموضوع وإستكمالا لها ذكر الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ :
{..ومن دواعي الشجاعة :أن يعرف العبد أنَّ الجبن مرض وضعف في القلب، يترتب عليه التقاعد عن المصالح وتفويت المنافع،ويسلط عليه الضعفاء ويتشبه صاحبه بالخَفِرات من النساء.
ومن فوائد الشجاعة:
أمتثال أمر الله وأمر رسوله،والاتصاف بأوصاف أهل البصائر من أولى الألباب.
ومن فوائد الشجاعة:
أنَّه بحسب قوة القلب يُنزل الله عليه من المعونة والسكينة ما يكون أكبر وسيلة لإدراك المطالب والنجاة من المصاعب والمتاعب.
ومن فوائدة:
أنَّه يتمكن صاحبه من إرشاد الخلق ونفعهم على اختلاف طبقاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأما الجبان فإنَّه يفوته خير كثير،وتمنعه الهيبة من بركة علمه وإرشاده ونصحه للعباد.
ومنها:
أنَّ الشجاعة تنجي العبد من كثير من الشدائد، وتوجب له السكينة إذا مرت النوائب والمصائب ،فيقابلها بما يحبه الله من الصبر والثبات واحتساب الأجر.
وأمَّا الجبان :
فإنَّه إذا عتر ته هذه الأمور انماع وذهل مصالحة، وتنوعت به الأفكار الضارة، فعملت معه المصائب والشدائد عملهالأليم،وفوّتته الخيرات والثواب الجسيم.}
{فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والا خلاق والاحكام المستنبطة من القران لسعدي .}

أوراق سوداء من دفاتر التنظيم الإخواني الإماراتي – الحلقة الثالثة

أوراق سوداء من دفاتر التنظيم الإخواني الإماراتي – الحلقة الثالثة


ما نزال نستعرض ما تضمنه كتيب (الآفاق الثقافية للإصلاح الإسلامي) أحد مطبوعات جمعية الإصلاح من محاولة إغراق المجتمع وبالخصوص فئة الشباب بالأفكار الإخوانية الحركية والأجندات الثورية والمتطرفة تحت مسمى الثقافة.
فمن الكتب التي روجت لها جمعية الإصلاح في الكتيب المذكور وجعلتها في مصاف الكتب النافعة بزعمها لشباب الإسلام كتب فتحي يكن أحد قادة التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي ملأ مؤلفاته بالتنظير للفكر الإخواني والترويج له ودعم الحركات المتطرفة.
تقول الجمعية في الكتيب:”وبحوث الأستاذ فتحي يكن في الفكر وفي فقه الدعوة هي من أنفع الكتب لشباب الإسلام، ابتداء بكتابه (الإسلام فكرة وحركة)، وانتهاء بكتابه (ماذا يعني انتمائي للإسلام) وهي ذات سمت تربوي مؤثر، وأحدثها (الشباب والتغيير)”.
وهنا سيتبادر سؤال وهو: ماذا تضمنت هذه الكتب لتكون من منظور جمعية الإصلاح في مصاف الكتب الثقافية التي ينبغي اقتناؤها؟
وما هو السر الكبير الذي جعل جمعية الإصلاح تعتبر كتب فتحي يكن من أنفع الكتب لشباب الإسلام؟
ربما يقول أحد: لا بد أن تكون هذه الكتب على مستوى ثقافي رفيع لتحظى بهذا الثناء البالغ والإطراء الكبير من قبل جمعية الإصلاح.
وربما يقول آخر: لا بد وأن تتضمن هذه الكتب على العلوم البديعة التي تزود الشباب بما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم ليصدق فيها أنها من أنفع الكتب لشباب الإسلام.
والواقع أن الأمر وللأسف الشديد لم يكن كذلك على الإطلاق، بل كان شيئا مختلفا تماما وإلى أبعد حد.
ولك أن تتساءل: ماذا تعني؟!
فأقول: إن هذه الكتب لم تكن إلا مصيدة سوداء لاستقطاب الشباب إلى مهاوي الفكر الإخواني والأطروحات الإرهابية المتطرفة عموما.
ولن نذهب بك أيها القارئ بعيدا، فمع كثرة مؤلفات فتحي يكن وما تضمنته من التنظير الصريح للفكر الإخواني وأجنداته فإننا سنكتفي هنا فقط بما تضمنه الكتاب الأول الذي روجت له جمعية الإصلاح وهو كتاب (الإسلام فكرة وحركة وانقلاب)، وذلك لئلا نطيل على القارئ الكريم من جهة، ولأن ما تضمنه هذا الكتاب من المصائب الفكرية كاف في كشف طبيعة كتب فتحي يكن التي يروج لها جمعية الإصلاح والتنظيم الإخواني الإماراتي لنعلم جيدا حجم المؤامرة الإخوانية على شباب الأمة وعلى المجتمع عموما.
فنقول: تضمن هذا الكتاب الذي تعتبره جمعية الإصلاح من أنفع الكتب لشباب الإسلام قضايا خطيرة وبلايا مستطيرة نلخصها كما يأتي:


القضية الأولى: الموقف من الحكومات المسلمة والشعوب الإسلامية، حيث كان موقف الكاتب كالآتي:

1- عدم الاعتراف بالحكومات المسلمة القائمة اليوم.
يقول فتحي يكن عند كلامه على العامل الأول من عوامل نشوء الشبهات:”غيبة الوجود الحركي للإسلام عن قيادة الأمة فترة طويلة من الزمن، مما أدى إلى تطاول خصومه في نجوة من وجود حكومة إسلامية تدافع دونه وترد عنه شائعات الحاقدين”.
ويقول أيضا:”لقد تسبب غياب الوجود الحكومي للإسلام فترة من الزمن نشوء كثير من الشبهات ما كانت لتنشأ لو كان له دولة تحمله وتحميه وتنافح عنه خصومه وتجسد مبادئه وتكون صورة حية لقيمه ومثله”.
هكذا يكرس فتحي يكن للفكر الإخواني المعادي للحكومات المسلمة متمثلا في نزع الشرعية والأهلية منها بدعوى أن الحكم الإسلامي انتقض بسقوط الدولة العثمانية.
وبناء على هذا يصرح فتحي يكن بأن التنظيم الإخواني لا يعترف بالحدود الجغرافية للبلدان الإسلامية فيقول:”فالحركة الإسلامية لا تعترف بالحدود الجغرافية المصطنعة ولا بالفوارق الجنسية، وتعتبر المسلمين جميعا أمة واحدة، كما تعتبر الوطن الإسلامي وطنا واحدا مهما تباعدت أقطاره وتناءت دياره”.
وهذا الكلام تضمن حقا وباطلا كعادة الإخوان المسلمين في الخلط بين الحق والباطل، فأما كون المسلمين أمة واحدة تجمعهم وشائج الدين والعقيدة فهذا حق لا يشك فيه أحد، ولكن لا يعني هذا من قريب أو بعيد الاعتداء على حقوق الجوار وعدم الاعتراف بالحكومات المسلمة وكسر حدودها والتدخل في شؤونها واستباحة أرضها وأهلها وخيراتها، فهذا أمر آخر تماما، كما لا يعني هذا أيضا عدم الطموح إلى وحدة عربية وإسلامية شاملة تجتمع بها كلمة المسلمين وتتحد صفهم، وقد كانت الوحدة العربية والإسلامية الحلم الكبير لمؤسس دولتنا زايد الخير والوحدة والوئام رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد كان رجل وحدة واجتماع يتطلع إلى آفاق بعيدة من الأمل والسمو والإشراق، وحينئذ فلا تعارض بين هذه الأمور كلها بوجه من الوجوه، ولكن الإخوان المسلمين كعادتهم يمارسون سياستهم المشينة في الخلط بين الأمور والتلبيس والتغرير للترويج لأجنداتهم الحزبية وأطماعهم السياسية.
2- النظرة السوداوية تجاه المسلمين والتشكيك في إسلامهم.
يقول فتحي يكن:”أصبح الإسلام بأفكاره وأخلاقه ومبادئه في واد وأصبح المسلمون المنتسبون إليه في واد آخر لا يمت إليه بصلة من الصلات على الإطلاق”!
ويقول أيضا:”لقد هان الإسلام على الناس إلى درجة أنهم أصبحوا في شك من كل ما يتصف بالإسلام أو يحمل اسمه، وهذا ما جهد للوصول إليه أعداء الله منذ زمن بعيد”.
ويقول أيضا وهو يرمي جمهور المسلمين بالأفكار العلمانية:”ظل الاعتقاد السائد لدى جمهور المسلمين أن الإسلام دين تعبدي لا علاقة له في شؤون الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية حتى قيام الحركة الإسلامية (يقصد الإخوان المسلمين) وظهور الوعي الإسلامي في العصر الحديث، فالعالم الإسلامي بسببٍ من تأثره بالحضارة الغربية ولوثاتها الجانحة اعتبر خروج أوروبا والعالم الغربي على الكنيسة وحدّه من نفوذها السياسي بل وفصله السلطة الاكليرية عن السلطة الزمنية منوالا ينبغي النسج عليه، وقاعدة عامة يجب الصدور عنه في فصل الدين كل دين عن الدولة، وجعل ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وبسببٍ من جهل المسلمين كذلك بخصائص دينهم وآفاق شريعتهم وبانتقال القيادة الفكرية والسياسية منهم إلى غيرهم وبانتقاض الحكم الإسلامي في العهد العثماني والذي كان على علاته ومساوئه مظهرا للحاكمية الإسلامية والوجود السياسي للإسلام، بأسباب من هذه وغيرها أصبح تصور المسلمين وفهمهم للإسلام لا يتفق وجوهر هذا الدين وحقيقته في شيء”.
هذه هي نظرة فتحي يكن للمسلمين قبل ظهور التنظيم الإخواني حيث إنهم كانوا عنده في وادٍ لا يمت إلى الإسلام بصلة من الصلات على الإطلاق، وهان عليهم الإسلام إلى درجة أنهم أصبحوا في شك من كل ما يتصف بالإسلام أو يحمل اسمه، والاعتقاد السائد لدى جمهورهم أن الإسلام دين تعبدي لا علاقة له في شؤون الحياة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية!
فماذا سيجني الشباب المغرَّر بهم حينما يقرؤون مثل هذا الكتاب الذين يقوم على الطعن في الحكومات المسلمة وعدم الاعتراف بها وعلى الطعن في المسلمين إلى درجة تقارب وصفهم بالكفر على طريقة سيد قطب؟! وقد نقل فتحي يكن من كتاب (معالم في الطريق) لسيد قطب في مواضع عدة من كتابه، ذلك الكتاب الذي صرح فيه سيد قطب بتكفير المجتمعات الإسلامية كلها عن بكرة أبيها!


القضية الثانية: الترويج للتنظيمات الحركية والانحراف في الدعوة إلى الله عما شرع والغلو في مسائل الحاكمية والإمامة، حيث تضمن الكتاب الآتي:

1- الادعاء بأنه لا عمل دعوي إلا بتنظيم حركي حزبي.
يقول فتحي يكن:”إن المراقب لما يجري في نطاق العمل الإسلامي يلاحظ أن مآل الجهود الفردية الغير مرتبطة بتنظيم حركي كالتي يبذلها الوعاظ والمرشدون والخطباء والموجهون مآلها إلى الضياع والهدر برغم كثرتها، ذلك أن التنظيم الحركي من شأنه أن يستوعب الطاقات الفردية ويوجهها ويختزن القوى المتفرقة وينميها، لتصبح على الزمن تيارا قويا هادرا له أثره ومفعوله في عملية الهدم والبناء”!
وهذا الكلام مردود من وجوه عدة، منها: أنه قائم على أصول فاسدة وتقييم باطل منها عدم الاعتراف بالحكومات المسلمة ونزع الشرعية منها وعلى إحلال التنظيمات الحركية الحزبية محلها ولاءً وانقيادا، وما بُني على باطل فهو باطل، ومنها: أنه قائم على تحليل فاسد، فالتنظيمات الحركية لم تثمر إلا الضياع وإغراق الشباب فيما لا ينفعهم في دين ولا دنيا، ومنها: أنه قائم على بخس جهود العلماء الصادقين والانتقاص من الأئمة الراسخين الذين أثمرت جهودهم في الدعوة والتعليم والتربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن إصلاح كبير وخير عميم ونفع بالغ للأمة لم تبلغ التنظيمات الحركية عشر معشارها، ومنها أنه: طريق إلى تفريق المسلمين وتمزيقهم إلى تنظيمات حركية وتيارات حزبية، ومنها: أنه قائم على تقسيم ناقص مخل وهو حصر الأمر في الجهد فردي والتنظيم الحركي، وتجاهل أن هناك التعاون الشرعي على البر والتقوى، والتعاون الشرعي لا علاقة له بالتنظيمات الحركية، ومنها: أنه قائم على الإلزام بما ليس بلازم، فليس من لوازم الدعوة إلى الله في شيء الانضمام إلى تنظيم حركي أو تيار حزبي، بل الإطار الجامع للجهود الفردية والتعاونية والمؤسسية في مصالح الدين والدنيا هو مظلة ولي الأمر، إلى آخر ما هنالك من وجوه بطلان الكلام المذكور أعلاه.
وقد حاول فتحي يكن الترويج لفكرة التنظيم الحركي في عدة مواضع من كتابه حتى وصل به الغلو والمبالغة إلى أن جعل التنظيم فريضة لازمة وضرورة حتمية وأنه لا صلاح ولا فلاح ولا نجاح إلا بتنظيم حركي! وساق في ذلك عدة مبررات أوهى من بيت العنكبوت قائمة على الفكر الإخواني الخاوي.
منها: ادعاء عدم وجود حكومي للإسلام وأن الواجب حينئذ اتخاذ التنظيم الحركي كوسيلة للوصول إلى الحكم الإسلامي المزعوم.
يقول فتحي يكن:”غياب الوجود الحكومي للإسلام يؤكد كذلك على ضرورة قيام تنظيم حركي يكون من مبررات وجوده تحضير كافة المستلزمات التي يتطلبها قيام الحكم الإسلامي”.
وهذا تشخيص جائر وتخطيط فاسد، تشخيص مبني على نزع الشرعية من الحكومات المسلمة ومن ثم إيجاب تكوين تنظيم حركي يحل محلها ولاءً وانقيادا، وتخطيط فاسد مبني على إدارة التنظيم الحركي للوصول إلى أنظمة الحكم واستخلاص السلطة منها.
وهكذا روج فتحي يكن في كتابه المذكور للتنظيمات الحركية الحزبية وساق مبررات خاوية على عروشها لشرعنتها وتحبيذها بل وفرضها وإيجابها.
ولنا أن نتساءل حينئذ: ماذا سيكون حال الشباب حينما يقرؤون مثل هذه الكتب التي توجب عليهم الانخراط في تنظيمات حركية؟!
ماذا سيكون حالهم حينما يُروَّج لهم ذلك باسم نصرة الإسلام والعمل على قيام دولته؟!
ولنا أن نتساءل أيضا: ما الذي تهدف إليه جمعية الإصلاح والتنظيم الإخواني الإماراتي من الترويج لمثل هذا الكتاب ونظائره؟!!
ما الذي تهدف إليه حينما تجعل هذه الكتب الثورية هي من أوليات الكتب المقدمة للشباب؟!
ما المغزى من ادعاء أن هذه الكتب هي من أنفع الكتب للشباب المسلم؟!
إن الهدف واضح وهو تجنيد الشباب لصالح التنظيم الحركي الإخواني والأفكار الثورية، والكتاب من أوله إلى آخره قائم على هذا الهدف، وبالتدرجات الآتية:
أ- ادعاء غياب الوجود الحكومي للإسلام وسلب الشرعية من الحكومات المسلمة القائمة.
ب- إيجاب الانخراط في تنظيم حركي يسعى بزعمهم لإقامة الخلافة الغائبة.
ج- ادعاء أن هذا التنظيم الحركي هو تنظيم الإخوان المسلمين.
وبهذه الخطوات الثلاث الماكرة يتم رمي الشباب في أتون الفكر الإخواني وتكبيلهم بأغلال الولاء الحركي والانقياد الحزبي.
وحينئذ أيسوغ بعد هذا كله أن تحاول جمعية الإصلاح استغفال العقول وتدعي أنها لا علاقة لها بالإخوان ولا علاقة للإخوان بها؟!
أيسوغ بعد هذا كله أن تدعي جمعية الإصلاح أنه لا علاقة لها بتنظيم حركي ولا بقيادة حزبية ولا بسعي نحو سلطة؟!
إننا لم نسق هنا إلا الحقائق والحقائق فقط، وحينئذ فأنى للألاعيب الإخوانية الماكرة أن تدفع الحقائق الدامغة؟!
وأنى للانتهازية والكذب والمكر والخداع والتغرير والتلبيس أن يكون يوما من الأيام عند أصحاب الإنصاف ميزانا على الحقائق والدلائل؟!
وما هو المعيار في الكشف والبيان إن لم تكن الحقيقة هي المعيار؟!
2- الغلو في الحاكمية على طريقة سيد قطب.
يقول فتحي يكن:”خرجت الحركة الإسلامية من دراستها للواقع ومشكلاته بتصور عميق حددت على ضوئه العامل الأساسي في إشقائه وإفساده، ذلكم هو الاعتداء على سلطان الله في الأرض، وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية، فالواقع الإنساني أسند الحاكمية إلى البشر، وجعل بعضهم أرباب بعض” وأحال في الهامش على كتاب (معالم في الطريق) لسيد قطب!
إن هذا الغلو في مسألة الحكم والإمامة واعتبارها أصل الأصول وأخص الخصائص أودى بفرق كثيرة إلى متاهات فكرية عصيبة وإلى التكفير والجرأة على المسلمين واستحلال دمائهم وتفريق كلمتهم، وهو خلاف منهج القرآن وطريقة الأنبياء والمرسلين الذين جاؤوا لهداية البشر ودعوتهم إلى عبادة الله وإخلاص الدين له، وهو خلاف ما عليه علماء الأمة الذين اعتبروا الإمامة إحدى الواجبات وليس أصل الأصول ولا أخص الخصائص كما يدعي فتحي يكن وسيد قطب والتنظيم الإخواني وأمروا بالسمع والطاعة لولاة الأمر والإقرار بإمامتهم لا كما يركن إليه فتحي يكن من نزع الولاية من حكام المسلمين والتحريض عليهم.
ولذلك نجد أن فتحي يكن يرتِّب على كلامه السابق النتيجة الآتية:”بينت الحركة الإسلامية أن مهمتها الأولى هي تغيير هذا الواقع من أساسه، وأكدت أنها لن تصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي أو تدين له بالولاء، وأن وظيفتها الأولى هي إحلال التصورات الإسلامية والتقاليد الإسلامية مكان هذه الجاهلية، وأن هذا لن يتحقق بمجاراة الجاهلية والسير معها خطوات في الطريق، وإنما بالتمايز عنها والانقلاب عليها”.
وهذه ثمرة من ثمرات الغلو في الحاكمية والإمامة، وهي اعتبار المجتمع المسلم مجتمعا جاهليا لا ينبغي التصالح معه ولا الولاء له بل لا بد من التمايز عنه ضمن ما سماه سيد قطب بالعزلة الشعورية والانقلاب عليه وصولا بالتنظيم الحركي إلى مركز القرار والسلطة لإحلال التصورات الإسلامية المزعومة من هناك.
وحينئذ أتستقيم دعوى التنظيم الإخواني الإماراتي بأنه على وئام مع مجتمعه وولاء لقيادته؟!
إن هذه الدعوى لا محل لها في الحقيقة من الفكر الإخواني في شيء، ذلك الفكر الذي يرى المجتمعات الإسلامية مجتمعات جاهلية بحكوماتها وشعوبها، وأنه لا ولاء ولا تصالح معها على الإطلاق، وأنه بل لا بد من التمايز عنها وبذل الولاء الخالص للتنظيم الحركي، ودفعه في خطوات انقلابية تجعل الحكم والسلطة رأس الأولويات وغاية الغايات.
هذا هو الفكر الإخواني، وهذه كتب الإخوان تشهد بذلك، وهذا كتاب فتحي يكن الذي روجت له جمعية الإصلاح وجعلته في الصدارة تشهد بذلك.
3- تكريس السعي نحو السلطة والاستحواذ على الحكم.
يقول فتحي يكن:”ينبغي أن يكون في مضمون خطة الانقلاب الإسلامي حرص الحركة الإسلامية على أن تتولى هي بنفسها تحقيق منهجها في الحكم الإسلامي، وليس من الإخلاص والتجرد في شيء كما يتصور البعض زهدها في تولي الحكم”!
وحينئذ فكيف يستقيم دعوى التنظيم الإخواني الإماراتي بأنه لا يسعى لحكم ولا يريد سلطة؟!!
إن الفكر الإخواني الثوري مكشوف ولكن التنظيم الإخواني الإماراتي يمارس سياسة الاستغفال والتلاعب والتلبيس.


القضية الثالثة: الترويج الصريح لتنظيم الإخوان المسلمين، وذلك كالآتي:

1- تمجيد حسن البنا زعيم التنظيم الإخواني.
يقول فتحي يكن:”وفي مطلع القرن العشرين كانت مصر بل العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه مع مجدد جليل من مجددي الدعوة الإسلامية وباعثي حركتها ذلك هو الإمام حسن البنا نضر الله وجهه”!
2- تمجيد تنظيم الإخوان المسلمين.
يقول فتحي يكن:”لقد تميزت حركته (أي: حركة حسن البنا) بوضوح الغاية وشمول الفكرة، كما تميزت بالواقعية والتخطيط، لقد جمعت بين العمق الفكري والتكوين الخلقي والعمل السياسي، ولم يكن انطلاقها عفويا عاطفيا، وإنما كان انطلاقا مدروسا يبدأ بالتحليل والتشخيص وينتهي بالعمل والتنفيذ”!
وكل هذا الإطراء لا يغني عن الحق شيئا، فغاية التنظيم – كما صرح به فتحي يكن نفسه – هي الوصول إلى الحكم، وواقعيته المزعومة هي سلب الشرعية من الحكومات والطعن في المسلمين، وتخطيطه هو السرية والحزبية وتجنيد الآخرين وتكبيلهم بالولاءات والبيعات واستخدامهم للأغراض الإخوانية، وعمقه الفكري هو تحريف الدين والميل عن سواء السبيل في الدعوة إلى الله ومسائل الحكم والإمامة، وتكوينه الخلقي هو الانتهازية والديكتاتورية والتلبيس والتغرير والكذب والخداع والمراوغة، وعمله السياسي هو اللهث وراء السلطة والاستحواذ عليه، وأما التحليل فلا تحليل إلا من وراء منظار إخواني، وأما التشخيص فلا تشخيص إلا على وفق مصالح التنظيم، وأما العمل والتنفيذ فهو من مقتضيات المرحلة الثالثة من مراحل الإخوان المسلمين وهي استخلاص الحكم من أيدي الأنظمة بكل طريق متاح ولو باستعمال القوة إذا سنحت الفرصة!
والكتاب كله قائم على تمجيد الفكر الإخواني والتنظير له وذكر مراحله ووسائله وغاياته.
3- الترويج لمؤلفات الإخوان المسلمين.
يقول فتحي يكن:”ومن قبيل الإنصاف القول بأن الحركة الإسلامية الحديثة (يعني بها حركة الإخوان المسلمين) ملأت المكتبة الإسلامية بشتى الموضوعات والمؤلفات والكتابات، وقدمت للبشرية تراثا فكريا فريدا، وإن شئتم بيانا فهاكم طائفة من الكتب والمؤلفات التي حفل بها تراث الحركة الإسلامية الضخم”.
وملأ هذا البيان بمؤلفات حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب وعبد القادر عودة ويوسف القرضاوي وغيرهم من رموز الإخوان المسلمين ومنظريهم.
4- التنظير للعمل الحركي الإخواني.
يقول فتحي يكن:”رسمت الحركة الإسلامية (يعني الإخوان المسلمين) خط سيرها وقسَّمته إلى ثلاث مراحل:
أ- مرحلة التعريف والتوعية: بنشر الفكرة وجلاء حقيقتها وبيان أهدافها ودعوة الناس إليها.
ب- مرحلة الإعداد والتكوين: باستخلاص العناصر الصالحة لحمل الأعباء وتكوينها وإعدادها لتكون في مستوى المسؤوليات التي تنتظرها.
ج- مرحلة التنفيذ: بتغيير الواقع القائم وتحقيق الواقع المنشود وفق خطة مرسومة”.
وهذه المراحل الثلاث هي مراحل حركة الإخوان المسلمين، فمرحة التعريف هي مرحلة الدعاية للتنظيم والترويج له، ومرحلة التكوين هي مرحلة التجنيد والاستقطاب وبناء العناصر الداخلية للتنظيم، ومرحلة التنفيذ هي مرحلة العمل الجهادي المزعوم لاستخلاص السلطة من أيادي الأنظمة الحاكمة، كما صرح بذلك حسن البنا نفسه في رسائله وكما صرح به فتحي يكن والإخوان المسلمون عموما.
5- الإرهاب الفكري بادعاء أن من يقف ضد التنظيم الإخواني فهو يقف ضد الإسلام وفي صف أعدائه.
يقول فتحي يكن:”وأخيرا فليعلم المسلمون في شتى ديارهم وأقطارهم أن الحرب على الحركة الإسلامية هي في حقيقتها حرب على الإسلام نفسه”!
إلى أن يقول:”ومن هنا يتحتم على المسلمين كل المسلمين تحديد موقفهم من هذا الصراع، فإن لم يكونوا في صف الإسلام فقد وقفوا في صف أعدائه”!
وهذا الإرهاب الفكري ليس بغريب على التنظيم الإخواني فإنه عاهة فكرية متأصلة عندهم، وقد ملأ حسن البنا رسائله بذلك حتى وصف جماعته بأنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمة الله للعالمين!
يقول حسن البنا لأتباعه:”نحن أيها الناس ولا فخر أصحاب رسول الله، وحملة رايته من بعده، ورافعو لوائه كما رفعوه، وناشرو لوائه كما نشروه، وحافظو قرآنه كما حفظوه، والمبشرون بدعوته كما بشروا، ورحمة الله للعالمين، أيها الإخوان المسلمون: هذه منزلتكم, فلا تصغروا في أنفسكم …”!!
فماذا ننتظر من تنظيم يدعي مثل هذه الادعاءات ويمارس هذا الاستعلاء العجيب؟!
6- استعرض الكتاب تاريخ التنظيم الإخواني في دول عدة في مصر والعراق وسوريا وغيرها وحاول أن يبرزه على أنه تاريخ مليء بالإنجازات والتضحيات والبذل!


القضية الرابعة: دعم الحركات والأفكار الثورية ومنها حركات شيعية إيرانية إرهابية.

يقول فتحي يكن:”وفي إيران قامت الحركة الإسلامية وسط الحركات العديدة التي كانت تتجاذب هذا البلد إلى اليمين وإلى اليسار، فكان عليها واجب الوقوف بإيران على الحياد وربطها بالعالم الإسلامي ومكافحة الاستعمار وعملائه، وقد قيض الله للحركة حينئذ شابا متوقد الإيمان والحماس يبلغ من العمر تسعة وعشرين عاما درس في مدينة النجف بالعراق ثم عاد إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخونة والمستعمرين، أسس نواب صفوي حركة فدائيان إسلام التي تؤمن بأن القوة والإعداد هي السبيل الوحيد لتطهير أرض الإسلام من الصهيونية والمستعمرين”.
إلى أن يقول:”فكان أن شرفه الله بالشهادة مع نفر من إخوانه، وسقط نواب صفوي برصاص الخونة والعملاء صباح يوم الأربعاء الواقع في الخامس من جمادى الثانية 1370 الموافق 18 من كانون الثاني 1956، واليوم وبعد أن اعترفت إيران بإسرائيل عدوة للإسلام والمسلمين لا بد للعرب أن يتلمسوا في إيران نواب وإخوان نواب”.
إن مثل هذه الإشادة البالغة من قبل فتحي يكن بنواب صفوي الشيعي الإيراني المتطرف وتنظيمه الإرهابي دليل واضح على ما ينضح به الفكر الإخواني من دعم الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية المتطرفة؛ استنادا إلى أن القوة لا بد من وجودها كجزء من استراتيجية الجماعة الإخوانية.
ولذلك نجد فتحي يكن يستعرض في كتابه (نحو حركة إسلامية عالمية واحدة) تجارب بعض الحركات والتنظيمات فيقول:”التجربة الثانية: طريق القوة أو الثورة المسلحة، ولقد قامت في العصر الحديث محاولات عدة في نطاق العمل للإسلام اتسمت بطابع الثورة وتوسلت القوة أساسا لمواجهة التحديات واستئناف الحياة الإسلامية”.
إلى أن يقول:”ومنها تجربة الشهيد نواب صفوي زعيم حركة فدائيان المسلمين في إيران التي تؤمن بأن القوة والإعداد هي السبيل الوحيد لتطهير أرض الإسلام من الصهيونية والمستعمرين وإقامة حكم الإسلام”.
إلى أن يقول:”وليس من شأننا هنا أن نناقش بالتفصيل الأسلوب الذي اعتمدته هذه الحركات في مواجهة خصومها، غير أننا نود أن نشير إلى أن منطق العصر ومنطق المواجهة ومنطق الإسلام وإن كان يحتم امتلاك القوة وأسبابها، ولكن بشرط أن يتحقق التوسل بها واستعمالها كجزء من استراتيجية وليس الاستراتيجية كلها”!
ثم نقل عن حسن البنا قوله:”يعلم الإخوان المسلمون أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، ولا يصح أن توصف جماعة بالقوة حتى تتوفر لها هذه المعاني جمعيا”!
فهل بعد هذا كله يُقال: إن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم سلمي بريء لا يرى في القوة والسلاح جزءا من استراتيجية عمل الجماعة؟!
أليس ما ذكرناه هنا نصوص واضحة بلسان عربي مبين فيها تسويغ القوة والسلاح ودعم جماعات العنف والتطرف؟!!
ويقول عباس سيسي عضو أسبق بمكتب الإرشاد لتنظيم الإخوان المسلمين كاشفا عن العلاقة الوطيدة بين الإخوان المسلمين والزعيم الإيراني المتطرف صفوي إبان زيارة هذا الأخير لمصر سنة 1954:”وصل إلى القاهرة في زيارة جماعة الإخوان المسلمون الزعيم الإسلامي نواب صفوي زعيم فدائيان إسلام بإيران، وقد احتفل بمقدمه الإخوان أعظم احتفال” إلى أن يقول السيسي:”وهناك بين فكر نواب صفوي وفكر الإخوان مودة غير أن حركة نواب صفوي تتسم بالعنف الشديد وذلك مفهوم من عنوانها فدائيان إسلام”!
فماذا يُقال بعد هذا؟!
ويقول فتحي يكن أيضا في كتابه الذي استفتحت جمعية الإصلاح بالترويج له:”وفي عام 1953 كانت الحركة الإسلامية الساعد الأيمن للثورة التي أطاحت بالملك فاروق”!
كل هذه المصائب والبلايا والإرهاب والتطرف في كتاب واحد فقط من كتب فتحي يكن وهو أول كتاب روجت له جمعية الإصلاح من كتبه في كتيبها المذكور ودعت الشباب إلى اقتنائه ووصفته كما وصفت كتبه عموما بأنها من أنفع الكتب للشباب!!
وحينئذ ماذا سننتظر من الشباب حينما يساقون إلى مثل هذه الكتب الحركية المتطرفة؟!
ماذا سننتظر منهم بالله عليكم؟!!
ماذا ستكون النتيجة حينما تكون الكتب التي تروج للتنظيمات الحركية وتدعم حركات العنف والتغيير بالسلاح هي من أنفع الكتب لشباب الإسلام؟!
ماذا ستكون النتيجة حينما تكون الكتب التي تروج للغلو في الحاكمية وتبني عليها إسقاط الحكومات والطعن في المسلمين هي من أنفع الكتب لشباب الإسلام؟!
ماذا ستكون النتيجة حينما وحينما وحينما ….
وهل بعد هذا كله سيصدق عاقل أكاذيب التنظيم الإخواني الإماراتي وادعائه أنه صاحب فكر وطني لا علاقة له بتنظيم ولا بإخوان ولا بإرهاب؟!
ألا يستحي هؤلاء بعد هذه الحقائق كلها من استغفال العقول والتلاعب بالحقائق؟!
ألا يتورعون عن اصطياد الشباب وإلقائهم في نيران التنظيمات الحركية والتيارات الثورية المتطرفة؟!
إن التنظيم الإخواني الإماراتي لم يتورع أبدا عن التغرير بالشباب ومحاولة استقطابهم للفكر الإخواني وتربيتهم على الأفكار الثورية والمتطرفة ومحاولة جعلهم معول هدم لمجتمعهم وقيادتهم ولمنهج الاعتدال والوسطية والتعاليم الإسلامية الحقة.


يتبع …